ذكرت صحيفة "توداي زمان" التركية أنه منذ دخول روسيا شبه جزيرة القرم، وتركيا تسير على خط رفيع، وقالت الصحيفة إن أنقرة تشعر بالقلق إزاء التطورات في الجزيرة التي تقع على بعد 173 ميلا من الساحل التركي، وتضم حوالي 260 ألف تتري ،يشكلون نحو 15% من سكان الجزيرة، وهم من ذوى القربة العرقية واللغوية لأتراك الأناضول. وأضافت أن تتار القرم معارضين بشدة لتصرفات روسيا في الجزيرة، نظرا لما تعرضوا له من التطهير العرقي من الروس خلال الحقبة السوفيتية، خائفين من فكرة حكم روسيا لجزيرتهم، ودعا زعمائهم لمقاطعة استفتاء 16 مارس حول انضمام الجزيرة لروسيا. وأوضحت أنه على الرغم من رغبة تركيا في حماية أقاربها بالقرم ،إلا أنها لا تريد إلحاق الضرر بعلاقاتها مع موسكو، لهذا تحاول أن تبقى على الحدود، فهي تعي خطورة الوضع بأوكرانيا، فالخطر ليس فقط حول مستقبل المجتمع التتري بشبه الجزيرة، ولكن على السياسات الإقليمية التركية. وأشارت إلى أن تركيا موطن لعدد كبير من تتار القرم، والمظاهرات التي يثيرونها في الأراضي التركية احتجاجا على دخول روسيا بالقرم؛ مطالبة أنقرة بإدانة روسيا، لم ولن تدينها الحكومة التركية، مبينة أنه تاريخيا تخشى تركياروسيا وتتراجع دائما عن مهاجمتها تحت أي ظرف من الظروف، خاصة بعد فوز روسيا على تركيا في معظم الحروب التي خاضتاها على مر القرون. لفتت الصحيفة إلى تمتع البلدين الآن بعلاقات جيدة، فبين قادة البلدين علاقات حميمة، على الرغم من خلافاتهم حول بعض القضايا، مثل: سوريا، وهكذا فتركيا تحاول حماية العلاقات الاقتصادية بينهما، فهما يتمتعان بعلاقات تجارية ممتازة تقدر بنحو 40 مليار دولار، وتعتمد نصف احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي على روسيا.مشيرة إلى ما قاله "بوتين حول تركيا خلال ألعاب "سوتشي": تركيا شريك رئيسي لروسيا، وهكذا ف"أردوغان" لا يريد تعريض ذلك للخطر.واختتمت الصحيفة بأن رد فعل تركيا الصامت حول أزمة القرم قد يكلف "أردوغان" الانتخابات المحلية ب30 مارس.