ذكرت مجلة "ناشيونال جورنال" الأمريكية أن السكان الروس بشبه جزيرة القرم ابتهجوا كثيرا بعدما صوت برلمانهم بإجماع لصالح ضم الجزيرة لروسيا، بينما ارتجف سكانها من التتار وهم النسبة الأقل بكثير. وقالت إن السكان المسلمين الأصليين بالجزيرة لهم تاريخ دموي ومضطرب مع روسيا، فقد تعرضوا للاضطهاد من قبل قياصرة روسيا لعدة قرون، ففي1944 تم ترحيلهم لآسيا الوسطى تحت ذريعة تعاونهم مع النازيين، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عاد الكثير منهم للجزيرة، وبفضل زيادات معدلات الولادة، من المتوقع تجاوز عدد التتار لعدد الروس بالجزيرة خلال 13 عاما فقط. وأضافت المجلة أن شبه الجزيرة وبرلمانها موالين لروسيا، وهكذا فالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" توغل بالجزيرة بهدف حماية السكان الروس، لكن هذا آثار الفتنة بين الروس والتتار، حيث يتساءل أحد السكان التتار: من سيحمينا؟. وأوضحت أن الجارة الجنوبية للجزيرة من الممكن أن تحميهم، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" الأسبوع الماضي أنه لن يتخلى عن سكان الجزيرة من التتار، وأنه تحدث مع "بوتين" في أنه على روسيا حماية حقوق التتار كما تحمي حقوق أغلبية الجزيرة من الروس. وأشارت المجلة إلى ما قاله وزير الخارجية التركي " أحمد داود أوغلو" في مؤتمر صحفي حول أن القرم جزء لا يتجزأ من أوكرانيا، وإن سلامة الأراضي الأوكرانية هي القضية الأكثر أهمية بالنسبة لتركيا، مضيفا أن تركيا لديها كل الحق في حماية السكان التتار بالجزيرة، لأن القرم كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية قبل الغزو الروسي لها في القرن ال18، وبعدها فر ما بين 4 و5 ملايين تتري لتركيا. وتابعت بأن تركيا تحتفظ بروابط ثقافية قوية مع التتار بأوكرانيا، فقد وقعت وكالة تركيا العام الماضي على اتفاقية تعاون مع حكومة القرم يهدف لتعزيز النمو في مجالات التعليم والسياحة والزراعة بالجزيرة. ولفتت إلى مظاهرات التتار في أنقرة واسطنبول احتجاجا على التدخل الروسي في أوكرانيا بنهاية الأسبوع الماضي، أما في شبه الجزيرة فهم معترفون بالحكومة الأوكرانية المؤقتة الجديدة ويريدون إبقاء "بوتين" خارج الجزيرة.