يقوم النظام الجديد بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية على ركن بسيط يستند إلى مبدأ العنف، فالإمبريالية الأمريكية كقوة تسلطية عولمية عنيفة تشبه "عراب المافيا" إلا أنها أشد قسوة وأوسع انتشارا وأبلغ أثرا، والأهم أنها تتمتع بالصفة القانونية وتتحكم بالسيادة الدولية والحماية الذاتية، وكما هو شأن "العراب" بحاجة دوما إلى مقاولين مناطقيين صغار لتحصيل الفوائد ومنع التمرد وضمان النفوذ. لا ترغب الولاياتالمتحدةالأمريكية بتعريف نفسها كدولة إمبراطورية إمبريالية رغم تلبسها الاستعماري المنظور ومبدأ مونرو المشهور، وتاريخها الحربي المشخص، ومع ذلك فقد دعا المحللون البريطانيون أمثال روبرت كوبر المستشار الأوروبي ومستشار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى "نوع جديد من الإمبريالية" تتحمل فيه الدول الغربية "المسئولية السياسية لمناطق الفوضى … فيبدو وكأننا جميعا إمبرياليون الآن"، أما تعريف لينين للإمبريالية بوصفها "المرحلة الأخيرة للرأسمالية" والتي من أهم خصائصها هيمنة رأس المال والاحتكار المالي الذي يتطلب من الأسواق الأجنبية أن تتوسع وتزود أرباحها، فقد تبدلت الأحوال مع التقلب المستمر للرأسمالية العالمية منذ عصر اللعبة الكبرى الأولى. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إنه في أعقاب الهجمات الأخيرة على باريس والتي خلفت أكثر من 120 قتيلا، قامت وسائل الإعلام الأوروبية والغربية بتخويف الناس، وإقناعهم بضرورة شن غارات قصف أكثر عدوانية، مع إمكانية نشر قوات في العراقوسوريا لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي. ويرى الموقع أن رائحة عفنة تفوح من هجمات باريس وأنها عملية كاذبة مدبرة من قبل قوات الأمن الفرنسية، لتوسيع الإمبريالية الغربية في الشرق الأوسط، وزيادة التدخلات العسكرية في أنحاء العالم، ويضيف الموقع الكندي أن الصراع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعزز من سياسات الإمبريالية الغربية، كما أن الصراع في سوريا ليس حربا أهلية، وإنما حربا إقليمية بالوكالة تشن من قبل الإمبريالية الغربية من خلال الضربات الجوية والعقوبات، ودعم ما يسمى بالمعارضة المعتدلة من قبل تركيا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، مثل حرب العراق التي عززت الإمبريالية الغربية في عام 2003. ويشير الموقع إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفائها على مدى السنوات الخمسين الماضية تسببوا في دمار ومعاناة الملايين من الناس في عشرات البلدان بأنحاء العالم، خاصة أمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط، حيث بالتأكيد هناك على الأقل بلد في هذه المناطق الثلاث تعرض لغارات جوية وعقوبات وانقلابات وعمليات قتل جماعي، ويوضح الموقع أن صعود الإسلام الرايكالي كان أحد سياسات الإمبريالية الأمريكية لإسقاط الحكومة الديمقراطية الشعبية في أفغانستان خلال فترة السبعينات والثمانينات، حيث تم تجنيد المسلمين المدربين من قبل الولاياتالمتحدة وحليفتها باكستان. ويعتقد الموقع أن السياسيين الغربيين تقوم بالأعمال الإرهابية باسم الإسلام، ووسائل الإعلام الغربية تحاول الاستفادة من غضب وخوف الجماهير، لتنفيذ مخططات مسبقة، في حين تتجاهل عمدا التاريخ الإرهابي لبلدانهم، ويشير الموقع إلى أنه منذ عقود روعت فرنسا العديد من الشعوب، من بينها الجزائر، وقتلت 1.5مليون شهيد، حتى إعلان الاستقلال عن فرنسا بعد حروب دموية.