أجلت اليوم محكمة جنايات طنطا برئاسة المستشار سعيد يوسف صبري، والمعروف إعلاميًا بقاضي "إعدامات المنيا"، جلسة محاكمة ضابطي بقسم أول طنطا إلى شهر ديسمبر المقبل، بعد إحالتهما إلى الجنايات لاتهامهما بتعذيب شخصين ووفاة أحدهما. كانت قوات الأمن ألقت القبض على الشابين إسماعيل محمد، وياسر السيد؛ بتهمة تعاطى المخدرات، قبل عام ونصف، واحتجازهما داخل قسم أول طنطا، خرج أحدهما جثة هامدة والثانى محتجز فى سجن قطور؛ بعد صعقهما بالكهرباء والحرق فى الرقبة والضرب بآلة حادة على الرأس. وحصلت "البديل" على نسخة من تقرير الطب الشرعى يفيد تعرض الشابين للتعذيب، من خلال كدمات بأجسادهما وجمجمتهما نتيجة الضرب بأداة صلبة، بالإضافة إلى تعرضهما للصعق بالكهرباء في القدم وحروق جلدية في الرقبة، كما أكد التقرير أن أحد المتهمين ويدعى إسماعيل محمد، توفى نتيجة لتوقف القلب وتعطل أنشطة المخ، مع وجود أثار للتعذيب بالكهرباء في أسفل قدميه، وتوضح المستندات أن تقرير المعمل الباثولجي أكد بعد فحص أمعاء جثة «إسماعيل» عدم العثور على أي مواد سامة أو مخدرات من جانبه، يقول المحامي أحمد رجب، الذي تقدم برفع قضية التعذيب ضد الضابطين، وعلى إثرها أحيلا إلى محكمة الجنايات، إن أسرة المتوفى الأول "إسماعيل" قررت التصالح والتنازل عن حق ابنهم فى النيابة – بعد ضغوط- الأمر الذى لم يمنع القضية من الإحالة للجنايات، مضيفا: "رغم التصالح، أحالت النيابة القضية إلى المحكمة، لتعود الأسرة إلى استكمال مسيرة القضية، وظهر ذلك فى حضور والد إسماعيل جلسه اليوم"، لافتا إلى إمكانية تصالح وانسحاب الأسرة مرة أخرى؛ نتيجة الضغوط التى يتعرضون إليها. وأكد "رجب" حضور جلسة اليوم عدد من قيادات الداخلية وحوالى 26 محاميًا للتضامن مع الملازم أول، أحمد الكفراوي، والرقيب هاني صالح، الضابطين المتهمين بقتل "إسماعيل وياسر".