منذ سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر الماضي، انشغل العالم أجمع بمعرفة أسباب سقوط تلك الطائرة وهل وقعت بفعل هجوم إرهابي كما رجح البعض، مع تكهنات لطريقة سقوطها والسبب الحقيقي وراء ذلك . حتى أعلنت روسيا أمس، عن سبب سقوط الطائرة عقب أن توصل المحققين لوجود آثار لمادة "تي إن تي" في حطام الطائرة، ما يدل أنها انفجرت بقنبلة كما حددت أن كمية المتفجرات وصلت إلى كيلو جرام واحد . ومن جانبه نشر تنظيم داعش الإرهابي، صورًا أدعى أنها للقنبلة التي نجح في وضعها على الطائرة الروسية، فيما تظهر في الصورة عبوة " مياه غازية وأسلاك وفتيل" . وقال العقيد محمد نبيل عمر خبير المفرقعات تعليقًا على الحادث: إنه بحسب رؤيته فإن الصور هي محض "إدعاء" من التنظيم الإرهابي، مضيفًا أنه لصرف النظر عن الجاني الحقيقي في الموضوع . وعمل عمر كخبير للمفرقعات بمطار شرم الشيخ قبل انتقاله لتولي إدارة المفرقعات بالإسماعيلية، ونجاحه في إبطال العديد من العبوات خلال مهمات المداهمة الإرهابية . وأضاف نبيل قائلًا: بواقع خبرتي بالعمل في مطار شرم الشيخ، فأنا أتحدث عن الواقعة من المعلومات التي انتشرت إعلاميًا خلال الأيام الماضية . وأوضح نبيل أنه بصرف النظر عن الإعلان الروسي عن الكمية المستخدمة ونوعيته، وإن الكانز المصاحبة للصورة المنشورة هذه لا تستوعب الكمية المعلن عنها، فأنا حللت من وجهة نظري المعطيات الأخرى وبتحليل الصورة المنشورة نجد أنه ينقصها العديد من المكونات لنستطيع القول أنها عبوة متكاملة، وبالتالي فإن هذه الصورة ليست صحيحة للعبوة المستخدمة . وأستطرد نبيل بفرض أن هذه العبوة متكاملة التكوينات، وبتحليلها يتضح أن مفتاح التشغيل للعبوة هو مفتاح لابد أن يتوافر عنصر بشري لتفعيله لذا هنا سيأخذنا لفرضية وجود انتحاري على متن الطائرة . وبالطبع هذا الانتحاري سيكون روسي الجنسية ومن ضمن الفوج السياحي الذي أمضى إجازته بشرم الشيخ، وبالتالي لابد أن يكون قد مر بإجراءات الأمن بمطار شرم الشيخ، وبالرغم من علمي بمدى شدة إجراءات الأمن بالمطار، لكنني سأتوجه لفرضية أخرى، ألا وهي وجود تقصير أو إهمال ولعلمي أن الجنسية الروسية هي أكثر الجنسيات انضمامًا لتنظيم داعش وبالتالي إمكانية تواجد انتحاري واردة . يتبقي شيء واحد ينفي كل الفرضيات السابقة، ألا وهو أن الحطام الذي تم العثور عليه للطائرة طبقًا للمعلومات التحليلية الأولية ثبت أن الانفجار الذي تم بالطائرة بالجانب الأيمن بمنطقة تخزين الحقائب في مقدمة الطائرة وهذه المنطقة من الصعوبة تواجد أي من الأشخاص بها لأنها مخصصة للحقائب فقط . ولم ينف عمر إمكانية القيام بعمل إرهابي أو وجود تقصير أمني بسبب العامل البشري، فأي تغيير صغير في ضغط الطائرة قد يؤدى لانفجارها وإسقاطها، لكن الأمر ليس كما يتم الترويح له فجميع البيانات متضاربة ومختلفة ويظهر الأمر وكأن داعش تعمل لدى جهة من مصلحتها توريط مصر وهو السبب في إظهار عبوة المشروب الغازي المصرية . مؤكدًا أنه هناك احتمالًا بأن لا يكون الخرق الأمني من مطار شرم الشيخ وهناك سيناريوهات أخرى منها استهداف الطائرة أثناء وجودها في المطار الروسي وضبطها بمؤقت زمني .