استقبل المتحف المصري بالتحرير زائريه من المصريين والعرب والأجانب المقيمين بمصر مجانا ودون تحمل أية رسوم على الدخول طوال ساعات العمل الرسمية أمس الاثنين؛ في إطار الاحتفال بالعيد ال113 لإنشاء المتحف. وكان الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، صرح بأن القرار يأتي في إطار حرص الوزارة على تنشيط حركة الزيارة الوافدة على مختلف المتاحف والمزارات الأثرية، وحث المواطنين للتعرف على معالم الحضارة المصرية، وما تركه لنا الأجداد من كنوز تؤكد العبقرية المصرية على مر العصور، الأمر الذي يعمل على تحقيق المساعي المبذولة لاستعادة الدور المجتمعي للمتاحف باعتبارها مراكز تعمل على نشر الوعي الأثري والمعرفي بين مختلف الفئات المجتمعية والعمرية. قصة إنشاء المتحف المصري وفي حوار مع الدكتور محمود الحلوجي، المدير السابق للمتحف المصري بالتحرير، قال إن أول إنشاء للمتحف المصري كان في عام 1835م وسمي متحف الأزبكية ويعد أول متحف في مصر، ثم تم نقله إلي متحف بولاق الذي كان يطل علي النيل مباشرة، وكان الفيضان يغرق أرضه سنويا، فنقلت الآثار إلى سرايا الجيزة بجوار جامعة القاهرة، إلى أن أنشئ المتحف المصري بالقرب من ميدان التحرير الموقع الحالي له، والذي افتتح للزيارة عام 1902، وتم ترك مساحة فارغة أمامه حتى لا يغرق في الفيضان مثل متحف بولاق، ولم يكن وقتها بني السد العالي، فالمتحف كان يطل علي النيل، وكان نقل الآثار يتم عن طريق النهر إلى داخل المتحف. أرض المتحف والحزب الحاكم وأوضح "الحلوجي" أنه في عام 1954م تم اقتطاع الأرض التي تطل علي النيل مباشرة لتكون مقراً للحزب الحاكم، إلى أن وصلت للحزب الوطني، ولم نستطيع المطالبة بقطعة الأرض التي استحوذ عليها الحزب الحاكم إلا بعد ثورة 25 يناير 2011، وصدور حكم قضائي بحل الحزب الوطني، وبعد أن عادت الأرض إلي ملكية المتحف مرة أخري سيتم الاستفادة منها بعمل عرض متحفي وقاعات للزوار وأنشطة وفعاليات لجذب السياحة. محتويات المتحف المصري يحتوي المتحف المصري بالتحرير علي مجموعات تاريخية كثيرة ترجع إلي عصور ما قبل التاريخ وتمثل النتاج الحضاري للإنسان المصري قبل معرفة الكتابة والذي استقر في أماكن كثيرة في مصر وتتضمن أنواعا مختلفة من الفخار وأدوات الزينة وأدوات الصيد ومتطلبات الحياة اليومية، كما يحتوي علي آثار الأسرتين الأولي والثانية ويسمي بعصر التأسيس. ويضم المتحف مجموعة أثرية لعصر الدولة القديمة، من أهمها تمثال زوسر وخفرع ومنكاورع وشيخ البلد والقزم "سنب" و"بيي الأول"، بالإضافة إلى أثار عصر الدولة الوسطى، مثل تمثال الملك منتوحب الثاني وسنوسرت الأول وامنمحات الثالث. وما أن نصل إلي عصر الدولة الحديثة، نجد المجموعة الأشهر بالمتحف، مثل مجموعة الفرعون الصغير توت عنخ آمون وتماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني، بالإضافة إلى العجلات الحربية والبرديات والحلي ومجموعة إخناتون وتمثالي أمنحتب الثالث وزوجته تي، ثم مجموعة المومياوات الملكية التي تعرض في قاعة خاصة بها والتي افتتحت عام 1994. وتضم مجموعة العصور المتأخرة آثارا متنوعة من بينها كنوز "تانيس" التي تمثل بعض الآثار المصنوعة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة والتي عثر عليها في مقابر بعض ملوك وملكات الأسرتين 21، 22 في صان الحجر، بالإضافة إلى بعض التماثيل المهمة مثل "آمون" و"منتومحات" وتمثال للإلهه "تاورت" ولوحة "قرار كانوب أبو قير" ولوحة "بعنخي" ومجموعة من آثار النوبة التي نقل بعضها إلى متحف النوبة بأسوان.