مع ضعف الخدمات الأساسية واحتياج القرية للصرف الصحي وتعبيد الطرق.. أتى الشتاء ليزيد معاناة أهالي الإسماعيلية، حيث تسبب سقوط الأمطار يوم الخميس الماضي، في انهيار عدد من المنازل وخاصة بقرية الوصفية، خاصة تلك التي بنيت بالطين أو لها أسقف خشبية . والتقت البديل عدد من سكان المنطقة المنكوبة، والتي شهدت انهيارات لبعض المنازل وبعض حالات الوفاة بسبب هطول الأمطار الشديدة . وقالت السيدة " أم حسام " إحدى المتضررات: إنه في أول يوم ممطر تهدمت منازلنا، متسائلة ماذا سيحدث لنا إن اشتد البرد خلال الفترة القادمة؟ وما سيكون مصيرنا؟ وسجلت الصحة بالإسماعيلية وفاة حالتين وإصابتين لأشخاص في حوادث متفرقة بسبب هطول الأمطار، يوم الخميس الماضي، هما سيدة في العقد السادس من العمر لقيت مصرعها بعد انهيار سقف منزلها عليها نظرًا لهطول الأمطار في عزبة الخمسين التابعة لقرية الواصفية بأبو صوير، كما لقي رجل في العقد الرابع من العمر مصرعه صعقًا بالكهرباء لسقوط سلك كهربائي عليه أثناء سيره بعزبة المسخوطة بمدينة أبو صوير وإصابة اثنين آخرين بسبب تهدم منازلهم . أم أحمد من قرية الوصفية وأحد المتضررات قالت: إن العدد قد يكون أكبر من ذلك بكثير، حيث صعقت شقيقتان بالكهرباء نتيجة سقوط الأمطار أيضًا، وأضافت السيدة " شادية محمد " أنها حررت محضرًا مع عدد من أهالي القرية بسبب انهيار منازلهم وأسقفهم الخشبية عليهم في أبو صوير وينتظرون تدخل المسئولين . وتعدى عدد المحاضر بسبب التضرر من سقوط الأمطار، الأربعين محضرًا بحسب شهادات أهالي القرية، مما يدل على حجم المأساة التي تشهدها المنطقة، فيما تعاني القرية في الأصل من عدم اكتمال تركيب شبكة الصرف الصحي ونقص الخدمات، وهو ما أدى إلى غرق الشوارع وتكون برك مائية وطينية بكافة المناطق بسبب انخفاض مستواها وانعدام الرصف . أبرز المشاهد كانت في مدرسة الواصفية الإعدادية، حيث تداول بعض أعضاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورًا لمدير المدرسة يشارك في " نزح المياه " . وظهرت صور مدير المدرسة عبد السلام البصيلي يساعد في نزح المياه التي تراكمت في فناء المدرسة مرتديًا جلباب، ونالت استحسان المعلقين، واعتمدت محافظة الإسماعيلية ميزانية بمبلغ مليون جنيه لاستكمال محطتي الرفع وإنشاء شبكات الصرف الصحي بالقرية في العام الماضي . ورغم تأكيد رئيس القرية وقتها "أحمد الإسناوي" في عدة تصريحات صحفية، أنه تم إنشاء مواسير بطول 1400 متر ما بين بركة الكرايم ومصرف أبو صوير بتكلفة قدرها 850 ألف جنيه تحت إشراف الإدارة العامة لصرف المغطي للقضاء على المياه الجوفية، والتي هددت الأراضي الزراعية بالبوار، وكان لها تأثير سلبي على بعض الأعمدة الخرسانية بمساكن مدينة المستقبل، إلا أن الأهالي أكدوا أن شبكة الصرف لم تكتمل . ويطالب أهالي القرية بتوفير مساكن بديلة كأسر أولى بالرعاية إلى حين إصلاح البيوت مرة أخرى، ومساعدة غير القادرين على تحمل نفقات الإصلاح والتغلب على الإضرار . وبحسب الأهالي، فإن أي حل سيكون مقبولاً.. مثل تسهيل الحصول على قروض أو إعانات أو توفير مساكن بديلة بعدما تقطعت السبل بأهل القرية وخاصة في ظل وجود نسبة عالية من الفقراء . وتبقى القرية مهددة مع اشتداد العواصف أو الأمطار وتكرار موجات البرد والشتاء، إضافة إلى مناطق أخرى في محافظة الإسماعيلية تقع ضمن تصنيف القرى الأشد فقراً واحتياجاً على مستوى مصر .