تسود حالة من الهلع في الإسماعيلية، بعد تداول أنباء عن انتشار مرض " الالتهاب السحاقي "، ووجود عدد من حالات الوفاة بالمرض القاتل وسط تعتيم داخل مديرية الصحة بالإسماعيلية . وتفجرت القضية داخل محافظة الإسماعيلية بعد وفاة إحدى الأطباء داخل المحافظة، عقب إصابتها بالالتهاب السحاقي على اثر مشاركتها في إحدى القوافل الطبي . وقال الدكتور " هشام الشناوي " وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية: إن الوفاة عادية، وأنه لا يوجد عدوى وأن الوضع مستقر من الناحية الطبية داخل المحافظة ولا يوحد ما يدعو للقلق . وأضاف في تصريحات صحفية، أن معدلات الإصابة بالمرض في معدلاتها الأدنى محذرًا من تداول شائعات لا أساس لها من الصحة عن انتشار المرض . وتقصت " البديل " حول الموضوع المثير للقلق داخل محافظة الإسماعيلية، والذي دفع بعض المواطنين للتوجه للبحث عن التطعيمات ضد المرض بالإسماعيلية . وحصلت البديل على تحاليل تؤكد إصابة عدد من الأشخاص بمرض " الالتهاب السحائي "، إضافة إلى تذكرة دخول عدد من الأشخاص بالمرض أي مستشفيات الإسماعيلية، تؤكد أن الكشف أكد إصابة المرض بالمرض القاتل . وحاولت " البديل " مقابلة عائلة أحد المتوفين نتيجة إصابتها بالمرض من منطقة الشهداء بالإسماعيلية، لكن الأهالي رفضوا وأبدوا تخوفهم من الحديث حول الموضوع . ودفعت الشائعات بعض الأهالي للبحث عن التطعيم ضد المرض سواء في أي من الوحدات الصحية أو من الصيدليات الخاصة تخوفًا من الموضوع . وقال " رامى العملة " أحد أهالي المحافظة: إنه توجه بصحبة أبنائه وزوجته للحصول على التطعيم ضد مرض الالتهاب السحائي خوفاً من انتشار المرض . وكلف التطعيم مبلغ 85 جنيه للفرد الواحد من عائلته، بينما ظهرت شكاوى بعد ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب غلاء المصل في بعض صيدليات الإسماعيلية . ونشر الدكتور عمر أبو المجد طبيب امتياز بمستشفى الجامعة في الإسماعيلية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تأكيد بوفاة أكثر من 6 حالات مصابة بالمرض، منها حالة لطفل في عمر ثلاثة أشهر، وأضاف أن ثلاث حالات أخرى خرجت من المستشفى ولا يعلم أحد مصيرهم، فيما لا توجد أي إجراءات للوقاية من المرض أو انتباه من أي مسئول . واستطرد أبو المجد، يفترض توزيع كمامات من نوع " N95 " للوقاية، إضافة إلى توفير اللقاح، مشيراً إلى أن الأطباء مستمرة بعملها رغم كل الظروف . كانت داليا محرز " طبيبة " بالإسماعيلية قد وافتها المنية يوم الخميس 5 نوفمبر الماضي على اثر تعرضها لنفس المرض للالتهاب السحائي الوبائي بحسب تقرير الوفاة والتحاليل . ونظم العشرات من أطباء الإسماعيلية وقفة احتجاجية بالمستشفى العام يوم السبت 7 نوفمبر الماضي للمطالبة بالحقوق الخاصة بالدكتورة المتوفية، وقالت الدكتورة دينا محرز شقيقة الدكتورة المتوفية، أن الهدف من الوقفة ليس واقعة " داليا " فقط بل تعديل المنظومة حتى لا تنهار الخدمات الصحية بمصر . وأضاف زوج الدكتورة المتوفية، أنه تفاجئ برد فعل المسئولين ووزارة الصحة، مضيفًا أن محرز تلقت العلاج على نفقتها دون تقديم أي منافع لها بسبب عملها . واستطرد الزوج قائلًا: لقد قدرني الله على الإنفاق لكن ماذا إن كانت الواقعة مع شخص غير قادر، لا يمكن أن يكون بدل العدوى 19 جنيه ولا يوجد أي منافع فما فائدة الطب وهو ما سينعكس على الأطباء وسيؤدى لوجود إهمال في أرواح المرضى . وحصلت "البديل" على التقرير الطبي وتقرير الوفاة وتحاليل تثبت أن داليا محرز الطبيبة الشابة بالإسماعيلية ماتت بسبب الالتهاب السحائي، وهو ما أكد أطباء زملائها أنه لا يمكن أن تصاب به إلا من خلال العمل . فيما أكد جميع الأطباء أن محرز التقطت المرض نتيجة عدوى بعد مشاركتها في قافلة طبية بالإسماعيلية، وهو ما يعنى أن المرض عدد أكبر من الناس أصيبوا به . وأكدت حملة "عايزين حقنا" للأطباء، أن فترة حضانة المرض تمتد إلى أسبوعين وتكون الأعراض هي الآم الرقبة وارتفاع درجة الحرارة فقدان الوعي . وعقدت جامعة قناة السويسبالإسماعيلية، ندوه تثقيفية حول التعامل مع حالات الالتهاب السحائي تحت رعاية الدكتور ممدوح غراب رئيس الجامعة يوم الخميس 12 نوفمبر الماضي في محاولة لطمأنة العاملين بالمستشفى الجامعي .