انتظر المجتمع المصري بصفة عامة والوسط التعليمي بوجه خاص، المشروع الذي سيغير من المنظومة التعليمية، ويتبناه المجلس التخصصي التابع للرئاسة. وجاءت المفاجئة المنتظرة التي أطلقها الدكتور طارق شوقي، الأمين العام للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، معلنا عن مشروع لإتاحة المحتوى العلمي للمصريين "بنك المعرفة"، واصفا إياه ب"ثورة حقيقية في عالم المعرفة"، ستنطلق منه عملية إصلاح منظومة التعليم والبحث العلمي، مؤكداً أن محتوى المشروع سيكون رقميا متاحا للناس عن طريق الإنترنت، عبر أجهزة الكمبيوتر والموبايل والآي باد. ووصف الأمين العام للمجالس التخصصية المشروع ب"الثروة الرائعة"، كما شبهها بالنهضة التي يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية، وستساهم في القضاء على الأفكار المتطرفة والإرهاب، وتستوعب الشباب ليكون إيجابياً، موضحا أن البرنامج سيتاح مجاناً ل90 مليون مواطن مصري. المشروع الرائع – بحسب توصيف المجلس التخصصي- تناسى افتقاد منظومة التعليم للأسس الأولية، وتتخللها مشاكل مزمنة، بداية من الكثافة الطلابية في الفصول التي وصلت إلى 120 فى بعض الأماكن، مما يضطر الطلاب إلى افتراش الأرض والجلوس عليها، مع انعدام تواجد أجهزة الكمبيوتر فى بعض المدارس، خاصة الوجه القبلي، فضلا عن عدم وجود خدمة إنترنت فى البعض الآخر، بجانب تهالك الأدوات التعليمية نفسها، مثل المقاعد والفصول وغيرها. وتأتي قلة عدد المدارس ضمن أبرز مشاكل المنظومة التعليمية في مصر، فرغم إعلان الوزارة أن عددها 49 ألفا على مستوى الجمهورية خلال عام 2015، إلا أن العدد الحقيقي الموجود على مساحات أرضية بلغ 26 ألفا فقط؛ وذلك يرجع إلى أن وزارة التربية والتعليم تطلق على المدرسة الواحدة اسمين نتيجة لنظام الفترتين، فالمدرسة التي يطلق عليها في الفترة الصباحية مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية للبنين، يطلق عليها في المساء مدرسة صفية زغلول الإعدادية المشتركة، الأمر الذي أوضحه الدكتور مصطفى رجب، رئيس هيئة محو الأمية الأسبق. وقال طارق نور الدين، معاون الوزير الأسبق، إن اهتمام مؤسسة الرئاسة بالقضية التعليمية أمر جيد ومهم، إلا أن المشروع الذي أطلقه المجلس التخصصي تحت مسمى "بنك المعرفة" عليه العديد من علامات الاستفهام، من بينها أن هناك العديد من المواقع تؤدي نفس الخدمة المجانية والخاصة بالمعرفة، فهل المشروع سيختلف عن المواقع التي تقدم نفس الخدمة؟، وكيف يستفيد ال90 مليون مواطن من المشروع، خاصة أن حوالي 15% فقط منهم لديهم أجهزة كمبيوتر واشتراك في خدمة الإنترنت؟. واستنكر "نور الدين" غياب وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي، عن إطلاق المشروع الذي أعدته الرئاسة، ما يطرح تساؤلات عن أسباب اختفائهم رغم أن المشروع يخصهما بشكل مباشر، فضلا عن عدم التوعية اللازمة بالمشروع وأهميته للعملية التعليمية، ما ينبئ عن جانب من القصور لدى المجلس التخصصي في نشر ثقافة المشروع.