بعد أكثر من عام من التوتر المكتوم بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أثار اللقاء الأول الذى جمع بينهما مؤخرا في البيت الأبيض، بعد خلافهما على الاتفاق النووى الإيرانى المبرم فى منتصف يوليو الماضى، قراءات متباينة، وذلك بعد وصف نتنياهو للقاء بأنه «من أفضل الاجتماعات» مع أوباما. وبحسب ما صدر رسميا عن اللقاء، فإنه تركز على مناقشة سبل حل الدولتين والوصول إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلا عن مناقشة بحث مساعدات عسكرية أمريكية جديدة إلى إسرائيل قد تصل إلى 5 مليارات دولار سنويا، إلا أن مراقبين اعتبروا أن الاجتماع جاء بالأساس لمحاولة إصلاح العلاقات الثنائية التى توترت بسبب الدبلوماسية النووية التى تزعمتها الولاياتالمتحدة مع إيران، وكذلك اختلاف الرؤى بشأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" هذا الأسبوع، وقد وضع عينه على جبهتين، وهي الفوضى في منطقة الشرق الأوسط والحملة السياسية الداخلية، حيث الديمقراطيون الحريصون على تأكيد دعم الكيان الصهيوني. وتضيف الصحيفة أن هذين الجانبين كانا الأهم والأكثر واقعية في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، بالنسبة ل"أوباما"، حيث طمانة الحليف الرئيسي في المنطقة، وتهدئة الديمقراطيين الذين يشعرون بعدم الارتياح بعد صفقة النووي الإيراني. من جانبه، قال "روبرت ويكسر" عضو الكونجرس الديمقراطي السابق عن ولاية فلوريدا، ورئيس مركز دانييل إبراهام للسلام في الشرق الأوسط:" معظم أعضاء الكونجرس من الديمقراطين يشعرون بالارتياح إذا خفت حدة التوتر بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي"، ويضيف:" لا يوجد عضو ديمقراطي في الكونجرس مستفيد من توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية". وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن "أوباما" يعتبر الاتفاق النووي الإيراني أحد انجزاته خلال فترة الرئاسة، رغم معارضة "نتنياهو" للصفقة، وذكرت الصحيفة أنه وسط حالة الفوضى التي تسود المنطقة، سيتم إجراء تقيمات بشأن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وفقا لاحتياجات الأخيرة. وتلفت الصحيفة إلى أن "أوباما" و" نتنياهو" ناقشا الخطوات الملموسة الخاصة بتخفيف حدة التوتر مع الفلسطينيين فيما يخص حل الدولتين، حيث قال "ارون ميلر" نائب رئيس مركز ويلسون:" إذا ذهبنا إلى حرب دبلوماسية مع الإسرائيليين من دون سبب وجيه، فإنه لن تتحقق انفراجة بشأن حل الدولتين".