تبادل الرئيسان الصيني ونظيره التايواني مصافحة تاريخية في سنغافورة بعد عقود من الخصومة خلال قمة هي الأولى منذ انفصال تايوان عن الصين القارية قبل 66 عاما إثر حرب أهلية، ورغم ذلك مازالت بكين لم تعترف بهذا الانفصال، تعتبر تايوان جزءا من الصين الأم وأن حكومتها الصينية هي المسئولة عن إدارتها. وتصافح رئيس الدولة الصيني شي جينغبينغ ونظيره التايواني ما يينغ-جيو مبتسمين أمام وسائل الإعلام في قاعة مكتظة بأحد فنادق سنغافورة، قبل أن يتجها لإجراء محادثات غير مسبوقة، بدأها الرئيس الصيني بجملة «نحن عائلة واحدة، ولا توجد قوة تستطيع أن تفصلنا»، مشيرا إلى أن «اليوم هو يوم مميز»، وأضاف أن «الشعب الصيني على جانبي المضيق يملك القدرة والحكمة لحل مشكلاته الخاصة». وتمر العلاقات بين تايوانوالصين بالكثير من المراحل، بدأت في الأول من أكتوبر عام 1949، عندما أعلن ماو تسي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية في بكين، خلال السابع من ديسمبر من نفس العام، وشكل اللاجئون حينها في جزيرة تايوان (فورموزا سابقا) والقوميون في حزب كومينتانغ (الحزب القومي الصيني) بقيادة تشانغ كاي شيك حكومة، ويحظرون أي اتصال مع الصين الشيوعية، وفي الشهر نفسه تمت أول محاولة من سلسلة محاولات للجيش الشعبي الصيني للسيطرة على جزيرتي كيموي وماتسو الصغيرتين اللتين تعودان لتايوان. خلال عام 1950 أصبحت تايوان حليفة لواشنطن في الحرب ضد الصين بكوريا، وفي 25 أكتوبر 1971 مُنحت بكين مقعد تايوان الذي كانت تشغله في الأممالمتحدة، وفي مارس 1979 أقامت واشنطن علاقات دبلوماسية مع بكين، والتزمت الولاياتالمتحدة من يومها على غرار كافة المجتمع الدولي بسياسة الصين الواحدة. في عام 1996 أطلقت الصين صواريخها قرب السواحل التايوانية قبيل أول انتخابات رئاسية تايوانية بالاقتراع العام المباشر في 23 مارس، وفاز بها لي تنغ هوي، وفي 14 مارس 2005، اعتمدت بكين قانونا ضد الانفصال يقضي باللجوء إلى الوسائل "غير السلمية" في حال أعلنت تايوان استقلالها. يعتبر هذا اللقاء الذي يعقد في بلد محايد هو الأول بين قادة النظامين المتناحرين منذ انتهاء الحرب الأهلية وتأسيس الصين الشعبية في 1949 بعد لجوء القوميين في حزب كومينتانغ (الحزب القومي الصيني) إلى تايوان، فبعد عقود من الريبة والحذر ما زالت ضفتا مضيق تايوان على درجة كبيرة من العسكرة، لكن منذ وصول «ما» الموالي لبكين إلى الحكم في 2008 تحسن المناخ السياسي وبلغت العلاقات الصينيةالتايوانية نقطة الذروة مع اجتماع السبت في حدث لم يكن ليخطر في بال أحد قبل وقت قصير. ويجمع المحللون على أنه سيكون من الصعب بالنسبة للطرفين القيام بإعلانات هامة، لكن هذا اللقاء من شأنه أن يسمح لتايوان بكسب نفوذ على الساحة الدولية حيث هي مهمشة في ظل بكين، وفقدت تايوان مقعدها في الأممالمتحدة عام 1971 لصالح الصين فيما تعترف 22 دولة فقط رسميا بالجزيرة ما يثير شعورا بالضغينة في صفوف التايوانيين.