وزير الثقافة حلمي النمنم، انشغل عن الانتخابات البرلمانية التي دشن من أجلها عددًا من القوافل الثقافية في مختلف محافظات مصر للتوعية بالانتخابات وضرورة المشاركة فيها، وتأكيده في سبتمبر الماضي أن أولى مهامه هي التوعية السياسية للانتخابات البرلمانية، والعمل على زيادة القوة الناعمة في مصر، عن طريق بروز الأنشطة الثقافية المختلفة في مجالات المسرح والنشر والكتب والمتاحف. وأكد كذلك أن نزول المواطنين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية يعني اختيار برلمان قوي يعبر عن تطلعاتهم وآمالهم، ويعني أيضا باكتمال مؤسسات دولة 30 يونيو، ودعا الناخبين كافة أن ينزلوا ويتوجهوا إلى صناديق الاقتراع من أجل بناء دولة مؤسسات قوية. لكن العبرة ليست بالتصريحات، ففي الوقت الذي انطلقت فيه المرحلة الأولى من الانتخابات بجولتيها، انشغل الوزير بترتيبات مهرجان القاهرة السينمائي، والاتفاق على إقامة حفلات ل"عمر خيرت" وعرض أوبريت "ليلة من ألف ليلة" بمسرح جامعة القاهرة، وبحث مع المستشار الثقافى الفرنسى يبحثان إقامة معرض عن السريالية فى مصر بباريس، وغيرها من الاجتماعات والتنسيقات التقليدية الروتينية، دون إعلان حالة الطوارئ بالوزارة. صحيح أن القوافل الثقافية التي أعلن عنها قد انطلقت بالفعل، إذ نظمت الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة الشاعر أشرف عامر المشرف العام على القوافل الثقافية بالهيئة، 120 قافلة ثقافية خلال الفترة من 1 إلى 31 أكتوبر 2015، وأقام إقليم وسط الصعيد الثقافي برنامجا للتوعية بالانتخابات البرلمانية. وأقام فرع ثقافة أسيوط محاضرة ثقافية بعنوان "شارك علشان بكرة دقق اختار"، حاضرها الدكتور سيد عبد العزيز بأبو تيج، أعقبها أمسية للشاعر محمد فرغلي وورشة فنية للفنان أيمن هلالي ثم عرض تخت شرقي، بالإضافة إلى محاضرة بنفس العنوان، وأمسية شعرية للشاعر محمد سعد توفيق، وإقامة ورشة فنية لسعد الدين سيف الدين، وتُختتم بعرض تخت شرقي وبنفس العنوان وحاضر فيها الدكتور محمد بكري، ثم أمسية للشاعر محمد المجريسي، بالإضافة لورشة فنية للفنان محمد عبد الفتاح إبراهيم، يعقبها عرض تخت شرقي بصدفا. وانطلقت القافلة الثقافية الثالثة من مديرية ثقافة القاهرة إلى قصر ثقافة روض الفرج التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة الدكتور إيهاب الزهرى، وتضمنت القافلة ورشة فنون تشكيلية ومعرض تمكين ثقافي, تلاه إقامة ندوه بعنوان "شارك ودقق الاختيار" ألقاها الدكتور أشرف الدعدع المستشار بالأمم المتحدة, وأعقبها تقديم أمسية شعرية بمشاركة الشاعر حمدي عبد الرازق, بالإضافة إلى تقديم تخت شرقي لفرقة القاهرة للموسيقى العربية. تواصلت فعاليات القوافل الثقافية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، للتوعية بالانتخابات البرلمانية تحت شعار "شارك عشان بكره"، حيث نظم فرع ثقافة البحر الأحمر التابع لإقليم جنوب الصعيد برئاسة سعد فاروق قوافل ثقافية بعنوان "علشان مصر دقق واختار" جابت جميع المواقع التابعة للفرع. ونظمت مكتبة الخالدين بسفاجا بالتعاون مع المدرسة التجريبية الرسمية للغات محاضرة بعنوان "علشان مصر دقق واختار" ألقاها أحمد صابر، أشار إلى أهمية دور مجلس النواب وكيفية اختيار مرشح يحقق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. كما قامت المكتبة العامة برأس غراب بتنظيم قافلة لمنطقة الحراجية، حيث عقدت ندوة ثقافية شارك فيها أحمد الطاهر أبو الحسن، طه الشريف، شيرلي بدر ناجي وعادل حسن وأحمد شاذلي صالح، أعقب ذلك قدم اسكتش مسرحي بعنوان "صوتك أمانة" إشراف شاذلي صالح ومعتز خالد، إلى جانب إقامة أمسية شعرية شارك فيها الشاعران علي محمد ومحمد إسماعيل. أما مكتبة الطفل والشباب بالقصير فعقدت محاضرة بعنوان "علشان مصر دقق واختار" ألقاها محمود محمد محمود، أشار إلى أهمية المشاركة الفعالة في عملية الاقتراع والتصويت واختيار ممثلي مجلس النواب القادم، مشيرا إلي الدور الذي ستساهم به عملية التوعية بضبط الدعاية الانتخابية حتي لا يؤدى ممارستها بأشكال خاطئة وبعيدا عن القانون إلي بروز سلبيات كثيرة لعل أولها تشويه طابع المدن في مختلف محافظات الجمهورية، وعلي هامش الفعاليات عرض فيلم وثائقي عن أبرز أبطال حرب أكتوبر. وانطلقت بالشرقية القافلة الرابعة بالمعهد الديني بصفط زريق وتضمنت محاضرة بعنوان «كيف تختار نائبك» حاضرها محمد عبدالله إسماعيل أستاذ الإعلام بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق، وأمسية شعرية للشاعر عاطف السيد، بالإضافة إلى ورشة فنية للرسم وتخت شرقي لفرقة محمد عبدالوهاب للموسيقي العربية بقيادة المايسترو قطب السيد. تهدف مبادرة وزارة الثقافة إلى توضيح كيفية اختيار مرشح البرلمان، وكيفية التصويت بطريقة صحيحة، والإسهام في تنمية المجتمع والتقدم به نحو غد أفضل، وتشمل العديد من المحاضرات التثقيفية والتوعوية، وأمسيات شعرية، وعروض فنية مختلفة، وورش فنون تشكيلية، في ظل الصراع الذي يشهده الشارع المصري بين جميع المرشحين لمجلس النواب المقبل، وما تمثله هذه المرحلة من أهمية بالنسبة للكثير خاصة النظام والحكومة، كان على المسئولين إيجاد حلول لتوعية المواطن بأهمية البرلمان المقبل وكيفية الانتخاب خاصة بعدما لجأ المرشحون إلى التسويق والدعاية بالطرق غير المباشرة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال ما عرضه محمد ناصف، رئيس هيئة قصور الثقافة، بعض الخطوط العريضة لأنشطة الهيئة ومنها البدء بألف قافلة توعوية، تبدأ ب120 قافلة بهدف التوعية للانتخابات القادمة خاصة في قرى صعيد مصر، وتدبير ميزانياتها ذاتيًا من الهيئة. سألت «البديل» وقتها "هل ستغير هذه القواقل شيئا مما يعانيه أهالي الصعيد من جهل؟ بعدما اعتاد المرشحون استغلال الناخبين وجهلهم وعدم ثقافتهم كما حدث أثناء فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، وبماذا سيرد الناخب الفقير على من يأتي له بحصص تموينية وأنابيب البوتاجاز والمواد الغذائية؟ كما أشرنا إلى عدم تطرق وزارة الثقافة إلى نقطة هامة وهي مواجه العصبية القبلية من خلال قوافلها التوعوية، وقد أهملت التاريخ الطويل، الممتد منذ بداية تأسيس مجلس النواب ذاته؛ فدائمًا ما كانت العائلات الكبيرة، ومن قبلها الإقطاعيون، يقومون بدعم مرشح تابع لهم أو حتى على علاقة نسب أو مصاهرة بهم، بهدف رعاية مصالحهم بالأساس. بعد انقضاء المرحلة الأولى للانتخابات، نسأل هل نجحت قوافل «النمنم» في التوعية الانتخابية؟ هل وصلت إلى جمهورها المستهدف؟ والسؤال الأهم.. هل يراجع الوزير مثلنا نتائج القوافل الثقافية؟