بكت فأبكت معها الكثير، وأشعلت دموعها غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إنها المصورة "إسراء الطويل" المتهمة بتكدير الأمن والسلم العام، والتى اختفت قسريًا بصحبة اثنين من أصدقائها لتظهر بعدها لأول مرة في سجن القناطر. بزيها الأبيض وعكازها الذي يساعدها على المشي منذ إصابتها، وبدموع منهمرة حضرت إسراء الطويل، البالغة من العمر 23 عامًا، جلستها الأولى بمحكمة جنايات الجيزة التى انعقدت بمعهد أمناء طرة أمس. انتهت الجلسة بقرار المحكمة تجديد حبس المصورة الصحفية إسراء الطويل، فى القضية رقم 485 لسنة 2014 أمن دولة عليا، المتهمة فيها بالانضمام لجماعة إرهابية، أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام. اختفت "إسراء الطويل" في 1 يونيو الماضي، لكنها ظهرت في نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس؛ للتحقيق معها يوم الاثنين الموافق 15 يونيو، أي عقب اختفائها ب14 يومًا دون إخطار أو حضور أي من أهلها أو المحامين – وفقًا لمحاميها حليم حنيش. احتجزت إسراء على ذمة القضية رقم 485 لسنة 2015 حصر أمن دولة، ووجهت النيابة لها عدد من التهم، منها الانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام. ووفقًا لما نشرته صفحة "إسراء الطويل فين"، تم ترحيلها إلى سجن القناطر يوم الثلاثاء الموافق 16 يونيو، بعدما شاهدتها إحدى الزائرات للمعتقلين هناك ترتدي نفس الملابس منذ يوم اختطافها 1 يونيو، كما نشر على الصفحة، وفي يوم الأربعاء 17 يونيو، توجه أهل إسراء إلى سجن القناطر، حيث تم إدراج اسمها في الكشوف الرسمية. وسارت جلسات محاكمة "الطويل" على وتيرة واحدة، التأجيل. إسراء طلبت من النيابة أن تأمر بالكشف الطبي عليها نتيجة إصابتها، وخلال الكشف طلب الدفاع بإخلاء سبيل موكلته، على ذمة القضية نظراً لظروفها الصحية؛ لأنها تحتاج رعاية طبية خاصة لا يمكن توفيرها داخل مستشفى السجن، لتقرر المحكمة عرضها على مستشفى السجن لإعداد تقرير مفصل بحالتها، لتصدر النيابة قرارها في الجلسة السابقة بتجديد حبسها على الرغم من ظروفها الصحية السيئة. كانت إسراء تعرضت للإصابة بالشلل أثناء تصويرها مظاهرات ذكرى ثورة يناير عام 2014 برصاص الشرطة المصرية، ما استلزم خضوعها لجلسات علاج طبيعي لأكثر من سنة، وكانت في المرحلة الأولى لمحاولاتها المشي على قدميها حين تم اختطافها. ورغم تقديم محامي إسراء أكثر من طلب للإفراج الصحي عنها، إلا أن النيابة لم تستجب لأي منها، في حين تؤكد التقارير الطبية وصور الأشعة من المستشفي الذي كانت تعالج فيها ومن الطبيب المعالج، أن حالتها كانت في تحسن مستمر، وأن منعها عن العلاج سيؤدي إلى سوء حالتها الصحية وانتكاسة قد تصل للعجز، إلا أن كل جلسات إسراء، التي تبلغ 11 جلسة انتهت بالتأجيل مع استمرار حبسها. وعن سر بكاء إسراء أمس، فى أثناء محاكمتها، قال محفوظ الطويل، والدها: "ليعلم الجميع أن إسراء الطويل لم تبك خوفا من السجن.. بكت إسراء الطويل لأن البيه وكيل النيابة، وسأحتفظ باسمه، في أول جلسة بعد ظهورها بعد الاختفاء القسري قال لها بالحرف الواحد ليس هناك أي تهمة وستخرجين الجلسة القادمة، ثم اختفى حضرته حتى الجلسة قبل الماضية في نيابة أمن الدولة العليا، وعندما رأته إسراء بكت بكاءً شديدًا، حتى أن البيه وكيل النيابة بكى لبكائها ووعدها بأنها ستخرج في الجلسة القادمة، أي جلسة التجديد العاشرة والأخيرة، ولم يأت حضرته إلى النيابة، فتم حبسها مرة أخرى للعرض على المحكمة للمثول أمام قاضي وليس أمام النيابة، وكل المحامين قالوا إنها ستأخذ إخلاء سبيل بمجرد وصولها إلى المحكمة". وتابع: "فجأة وبدون سابق إنذار أو حتى إبلاغ المحامين للحضور، قرر الجبناء أن يكون عرضها اليوم على المحكمة أمام أحد قضاة الإعدامات، معتز خفاجي، لذلك بكت إسراء الطويل ظنا منها أن أهلها وأصدقائها وكل أحرار مصر غير متابعين و أنهم لن يتمكنوا من الحضور معها".