في الوقت الذي تنشيء فيه دول قد لا يتعدى تاريخها عمر بعض المدن المصرية الحديثة، العديد من المتاحف لصيانة تراثها وتكريمه والتفاخر به بين الأمم، وفي الوقت الذي يقام فيه متحفًا لرجل إطفاء أو أديب ما في دول أوربا، تكتظ المتاحف المصرية –على قلتها- بكنوز ما يستجد من اكتشافات آثارية، لعدم استيعاب المتاحف لها، ومع غياب عملية التسجيل العلمي للآثار الواردة للمخازن.. وهنا تصبح الفرصة سانحة والأجواء مهيئة للصوص الآثار. ومع الروتين وطرق الجرد غير العلمية، تسهل عملية تقليد الآثار، واستبدال المقلد بالقطع الأصلية، وهكذا تكتشف السرقات بالصدفة في غالب الأحيان، إذا ظهرت في أحد المزادات الخارجية، في بعض الدول الأوربية. تهيئة الفرصة للسرقة.. مجدي عثمان، مدير مركز محمود خليل الثقافي، يقول إن كل ما يدخل المخازن سواء أثرية أو فنون تشكيلية، يتم توثيقه وتسجيله وتوصيفه ويتم تشكيل لجنة لعملية التسجيل، ولكن يوجد أعمال مقلدة بالطبع داخل المخازن، وهو ما يتم عن طريق أحد أفراد المنظومة بالمخازن، لأنه لا يمكن إخراج أو إدخال عمل فني أو أثري لشخص عادي فلابد أن يكون من المسوؤلين عن المخزن الذي يوجد تأمين وحراسة بالمخازن. اكتشاف السرقات.. بالصدفة اكتشفت معظم الوقائع التي حدثت بسرقة الآثار من المخازن بواقع الصدفة حيث يتبن وجود كسر في الأقفال أو فتحة في سقف المخزن وبالطبع تكون الكاميرات معطلة حتى لا يمكن الوصول إلي ما حدث داخل المخزن. الجرد.. كلمة السر نور الدين عبد الصمد، مدير التوثيق الأثري بوزارة الآثار، يوضح كيفية السرقات من المخازن الأثارية، حيث يتم تعطيل الدوائر الإليكترونية الموجودة بالمخازن، ثم القيام باستبدال المزيف بالأصلي، أو السرقة، مشيراً إلى أنه لا يوجد جرد حقيقي في المخازن الآثارية، ولا نعلم حتى الآن عدد القطع الأثرية الموجودة داخل المخازن لعدم وجود شفافية في تعامل وزارة الآثار مع الرأي العام والتكتم علي حجم السرقات التي تحدث خاصة في مخازن الآثار. التسجيل الرقمي يحمي الآثار أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع، يؤكد أن إنقاذ الآثار لن يأتي إلا من خلال جرد المخازن بلجان محايدة من خارج وزارة الآثار، وأن يكونوا من المشهود لهم بالنزاهة وتكون عملية الجرد بصفة دورية، مع عمل خريطة رقمية لحفظ القطع الكترونيًا. وقائع اختفاء القطع من المخازن وإذا رجعنا بالذاكرة للبحث عن ما تم سرقته من مخازن آثارية سنجد اختفاء 96 قطعة أثرية من مخزن "الفنتين" بأسوان، واختفاء 261 قطعة، من مخزن ميت رهينة بسقارة، واختفاء 8 قطع من مخزن آثار تل الفراعين بكفر الشيخ، واختفاء 7 قطع من متحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى المشكاوات الثلاثة لمتحف الحضارة، كما ضبط الإنتربول الدولي لوحة الزيوت السبع في إحدى الدول وهي لوحة لا يوجد لها مثيل، وعند مخاطبة وزارة الآثار رفض مدير مخزن سقارة فحص اللوحة الموجودة بالمخزن.