شهدت مخازن الآثار في الفترة الماضية العديد من عمليات السرقة دون وجود حماية كافية نتيجة خلل في المنظومة الأمنية بالوزارة وتلف كاميرات المراقبة وعدم صيانتها، مما ادى إلى تكرر سرقة الآثار من المخازن دون محاسبة المسؤولين. وأعلنت وزارة الآثار عن تعميم تجربة المنظومة الأمنية الجديدة التي تطبقها بمتحف الأقصر، من تركيب أجهزة مراقبة وكاميرات لرصد كل من يتخطى المعبد دون الالتزام بالإجراءات الأمنية، على المعابد والمواقع الأثرية كافة، التي تشهد إقبالًا سياحيًّا، خاصة مع بدء انتظام الحركة السياحية مرة أخرى. وقال أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر لحماية الأثر والبشر: إن تكرار اختفاء آثار من المخازن، واكتشفت معظم الوقائع صدفة بعد وجود كسر في الأقفال أو فتحة في سقف المخزن، وكانت آخرها سرقة مجهولين بعض المقتنيات الأثرية من مخزن آثار مصطفى كامل بالإسكندرية، بعد أن اكتشف مفتشو الآثار أثناء مرورهم كسر الأقفال الموجودة على المخزن وسرقة محتوياته. ورصد شهاب تكرار اختفاء آثار المخازن، كما حدث في مخزن الفنتين بأسوان ومخزن ميت رهينة بسقارة؛ لغياب التسجيل الكامل للآثار والجرد المستمر ومخزن ميت رهينة بسقارة واختفاء 261 قطعة أثرية منه من المخزن رقم "40″ الأثري بميت رهينة، واختفاء 8 قطع أثرية من مخزن آثار تل الفراعين بكفر الشيخ، وهي قطع مسجلة بقيد المنوفية أرقام سجل 10 حتى رقم 17، واختفاء 7 قطع أثرية من متحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى مشكاوات متحف الحضارة الثلاثة، الذي تضاربت الأقوال حول عرضهم للبيع بمزاد علني، وحتى الآن لا يعلم أحد من وجودهم بالمخازن أم لا. وأوضح أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع: بنظرة سريعة إلى الواقع الذي تشهده آثار مصر منذ أن وجد علم الآثار نجد أنه واقع مرير يحدث كل سنة بل كل فترة، ومع الأسف معظم السرقات تحدث بيد من يدعي أنه يحميها. واستشهد جمال على قوله بأن هناك قضايا انكشفت صدفة الفترة السابقة، مثل كبير المفتشين المتورط في تقليد قطعة بمتحف ميت رهينة والمفتشين المتورطين بتقليد قطع فى مخزن الفسطاط ولوحة الزيوت السبع فى سقارة، والمشكاوات الثلاثة فى متحف الحضارة كل تلك القضايا اكتشفت عن طريق الصدفة البحتة. وتابع: "لو تم عمل جرد وفحص للقطع بشكل محايد، سنجد كوارث ولهذا الآثار ترفض جرد المخازن بلجان محايدة، وتصر على لجان داخلية من رجالهم واتباعهم، فيحدث جرد وهمى، مجرد سطور على الورق، ويتم النقل وتسليمها إلى أثرين ذي خبرة قليلة، كما يحدث الآن في سقارة تم جرد 17 مخزنًا جردًا عشوائيًّا بصورة سريعة، كأنهم يريدون إخفاء شيء للتستر على جرائم حدثت خلال 15 سنة الأخيرة، فنفس المفتشين والمسئولين الذين كانوا مسئولين عن المخازن والمتاحف قديمًا هم من يحكمونها الآن".