اليمن.. استياء أمريكي من فشل العدوان وجهود مكثفة ل«ولد الشيخ»

في إطار جو من التفاؤل السياسي الحذر بقرب اجتماع يمني قد يكون نقطة الفصل في العدوان السعودي على اليمن، وفي ظل انعقاد آمال الشعب اليمني بأن نهاية الحرب في اليمن باتت قريبة، ومع انتشار التصريحات السعودية التي أعلن خلالها وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" أن عمليات التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية في اليمن سوف تنتهي قريبًا، بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن "ولد الشيخ أحمد" اجتماعه مع القيادات السعودية لبحث استئناف وموعد المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية المتصارعة.
قال مصدر حكومي يمني: إن المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، وصل مساء السبت الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض، لبحث استئناف وموعد المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية المتصارعة، وذكر المصدر أن المبعوث الأممي، التقى بالرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي"، ونائبه "خالد بحاح"، لمناقشة أجندة المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله"، وتحديد موعد نهائي لانعقادها، وأشار المصدر، أن الحكومة أكدت استعدادها للحوار المباشر مع "أنصار الله" والرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح"، من أجل تطبيق القرار الأممي "2216″، والذي ينص على انسحاب مقاتلي الجماعة من المدن اليمنية.
في ذات الإطار توقع "ولد الشيخ"، بدء المحادثات بين الأطراف المتناحرة هناك بحلول منتصف الشهر الحالي، وقال "ولد الشيخ"، "أتوقع أن يبدأ الحوار قبل منتصف نوفمبر أو على الأكثر في 15 نوفمبر"، كما أعلن جميع أطراف النزاع الرئيسيين موافقتهم على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يدعو "أنصار الله" والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح"، للانسحاب من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة، وقال "ولد الشيخ أحمد"، "لدى فريق في الرياض وقبل ذلك كانوا في مسقط من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الموعد والمكان والموضوعات التي ستناقش في إطار قرار مجلس الأمن 2216″.
الخلاف هنا يدور حول توقيت تنفيذ ذلك الاتفاق، فبينما طالب "عبد ربه منصور هادي" والتحالف العربي الذي يدعمه بتنفيذ ذلك قبل بدء المحادثات، تريد جماعة "أنصار الله" و"صالح" أن تبحث المفاوضات آلية تطبيق القرار الدولي.
وسبق أن أقر وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" بضرورة وقف العملية العسكرية باليمن، حيث قال إن عمليات التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية في اليمن سوف تنتهي قريبًا، وأضاف أن "أحد المؤشرات على أن الحملة تقترب من نهايتها هو حقيقة أن الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح"، وجماعة أنصار الله يقبلون قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ويدخلون في المباحثات على هذا الأساس"، وقد وافقه في هذا الرأي وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند"، حيث قال إن العمليات العسكرية في اليمن "تقترب من نهايتها"، مضيفاً "نلاحظ أن المرحلة العسكرية في هذه الحملة تقترب من نهايتها، لأنه بات لقوات التحالف موقع عسكري مهيمن في البلد"، وشدد على ضرورة تسريع النقاش السياسي وضمان انضمام "أنصار الله" وحلفائهم إلى المفاوضات.
على صعيد متصل؛ ركزت تغريدات "مجتهد" على تصريحات وزير خارجية السعودية "عادل الجبير"، حيث قال "إن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وقف العدوان على اليمن وإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الأخير، قبل أن تضطر إلى إجباره على ذلك"، يأتي ذلك في ظل استياء واشنطن من توسع نفوذ القاعدة و"داعش" في اليمن، إذ يتركز نفوذ القاعدة في أبين والمكلا ولحج، فيما تنتشر "داعش" في تعز ومناطق أخرى.
ولفت "مجتهد" إلى أن الاستياء الأمريكي مرده الأداء الفاشل للعدوان، حيث تحدث المغرد السعودي عن تخبط واضطراب في التنسيق بين قوى العدوان، ما تسبب في استغلال القاعدة و"داعش" للفراغ وبالتالي تمددهم في تلك المناطق، وأشار "مجتهد" صراحة إلى خلاف "سعودي-إماراتي" يظهر في "الخلاف بين هادي، المدعوم من السعودية، وبحاح المدعوم من الإمارات، والذي خرج للعلن بعد أن كان سريًا ويبدو أن الكفة تسير لصالح بحاح".