تحت عنوان "احكي يا خال" أحيا الفنان علي الحجار برفقة الفنانة نادية مصطفي ونجوم الأوبرا، حفل افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية ال24 مساء أمس- الأحد، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور وزير الثقافة- الكاتب حلمي النمنم، والدكتور عبد الحي عزب- رئيس جامعة الازهروعدد من السفراء والوزراء. وتتواصل فعاليات المهرجان على مسارح دار الأوبرا من 1-9 نوفمبر بالقاهرة، وتمتد إلى 13 نوفمبر في دمنهور والإسكندرية، وتشهد هذه الدورة المشاركة الأولى للموسيقار اللبناني زياد رحباني، تم الإعلان عنها في الساعات الأخيرة قبل حفل الافتتاح، بعدما أكد مشاركته في الحفل الذي يقدم فيه عددًا من مؤلفاته بمشاركة أوركسترا القاهرة السيمفوني في سابع ليالي المهرجان. في بداية حفل الافتتاح دعت رئيس دار الأوبرا والمهرجان- الدكتورة إيناس عبد الدايم، الحضور، للوقوف دقيقة حداد على ضحايا كارثة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء قبل أيام، وقالت إن هذه الدورة مهداة إلى روح الخال عبد الرحمن الأبنودي، صاحب السيرة الوطنية الذي عاش بصوته وشعره وأحلامه في وجدان الشعب المصري والعربي. ومن جانبه قال وزير الثقافة، إن المهرجان يمثل جامعة عربية، حيث يلتقي المطربون والعازفون من كل أنحاء العالم العربي، وهي فرصة مناسبة لنبعث رسالة للعالم نقول عبرها أن مجتمعاتنا تزخر بالابداع والفن، ومن يرجع إلى موسوعة الأغاني للأصفهاني وكتب التاريخ للجبرتي والمقريزي، سيدرك أن الموسيقي دائمًا ما كانت جزءًا من وجدان المصري والعربي. شهد الحفل تكريم 16 شخصية، وقدم درع المهرجان إلى اسم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وتسلمته زوجته الإعلامية نهال كمال، التي حرصت على إلقاء كلمة باسم الخال، اعتبرت فيها تكريمه في دار الأوبرا حدثًا خاصًا، باعتبار الأوبرا "القلعة الأكبر لمواجهة تيارات الظلام والحفاظ على الفن الراقي، وسردت لمحات من مسيرته الفنية. كما تم تكريم كل من الإعلامى فهمى عمر، والمطرب العراقي سعدون جابر، الذي يشارك بالمهرجان للمرة الأولى، وكذلك الموسيقار صلاح الشرنوبى، والشاعر جمال بخيت، والموسيقار الفلسطيني نبيل عزام، وعازف الناى علي الحفني، والباحثة نعيمة صادق، وعازفة القانون مها العربى، وعازف الكمان محمد نصر، والمطرب مصطفى أحمد، وعازف الكمان حازم القصبجى، والمنشد ومحفظ الأصوات أحمد عبد الله، وعازف الكمان عبد اللطيف الكت وفنان الخط العربى مصطفى عبد الرحيم. فيما لم تتسلم النجمة المغربية سميرة سعيد درع تكريمها، وذلك لانشغالها ببروفات حفلها الذي يقام مساء اليوم- الاثنين، وتتسلمه خلال حفلها وفقًا لما أعلنته مديرة المهرجان المخرجة جيهان مرسي، والذي يمثل مشاركتها الأولي في المهرجان، وينتظر أن تقدم فيه أغنية خاصة تحية لمصر، من كلمات جمال بخيت وألحان صلاح الشرنوبي وأغنيات من ألبومها الجديد. وكانت كواليس المهرجان شهدت غضب الموسيقار صلاح الشرنوبي والشاعر صفوت زينهم، بسبب عدم دعوتهما لحضور الأوبريت الذي قدماه هدية للمهرجان، ولكن إدارة المهرجان أعلنت أنه سوف يقدم في الفاصل الأول من حفل اليوم- الاثنين، بدعوى عدم توفر التذاكر، على إثر ذلك أعلن الشرنوبي انسحابه من المشاركة في باقي فعاليات المهرجان. الأوبريت بعنوان "يا طيبة طيبة ناسك" ويشارك به عدد من نجوم الأوبرا الشباب هم: نهاد فتحى، إيناس عز الدين، محمد حسن، مصطفى النجدى وشاندو، وكان الشرنوبي قد شارك في المؤتمر الصحفي للمهرجان، وأعلن تقديم أوبريت من ألحانه، وعبرعن حماسه لتقديم أغاني خاصة لنجوم فرق الأوبرا الشباب في مشروع جديد يتبناه مع الموسيقار حلمي بكر. الاحتفاء "بالأبنودي" يتواصل في كل حفلات المهرجان، حيث يغني نجومها يوميًا الأغنيات التي ألفها لهم، وفي حفل الافتتاح عُرض فيلم تسجيلي قصير، من صياغة وإخراج سامر ماضي، تناول مسيرة الخال في جانب واحد منها، وهو مساهمته في إثراء ساحة الغناء ورغم أنه بدأ بمطلع من السيرة الهلالية في إشارة إلى دوره الخالد في حفظ تراث السيرة، بتوثيقها كتابةً، وتسجيلها إذاعيًا بصوت العملاق الراحل جابر أبو حسين، وتليفزيونيًا بصوت آخر منشدي السيرة العظام الراوي سيد الضوي، إلا أن الفيلم انشغل بعرض رحلة الابنودي في عالم الغناء، متجاهلًا تجربته في حفظ السيرة الهلالية، وضفر السرد التوثيقي في الفيلم بين أشعار بصوت الخال وأغنيات تحكي تطور رحلته مع الغناء، منها "جاي من بلاد بعيدة" لمحمد منير، "يا قبضتي" بصوت الموسيقارعمار الشريعي من فيلم البرئ، "بنلف في دواير" لمروان خوري في فيلم أوقات فراغ، وقصائد بصوته منها دولة العواجيز وقصيدة الرثاء والوداع الأخيرة حول استقباله الموت. ورصدت الصورة الغنائية المقدمة بالحفل: "احكي ياخال"ملامح تجربته في الأغنية الوطنية والعاطفية والشعبية بأصوات نجوم فرق الأوبرا للموسيقى العربية بمصاحبة الأوركسترا الاحتفالي بقيادة المايسترو مصطفى حلمي، ومشاركة فرقة باليه أوبرا القاهرة، وإشراف أرمينيا كامل التي صاحبت الأغنيات باستعراضات بسيطة درامية تعبر عن مضمون الأغنيات، ربط بينها مقاطع مسجلة بصوت الأبنودي وزوجته نهال كمال، يحكيان فيها عن جوانب مختلفة من مسيرته وذكرياته مع نجوم الغناء. اتسم سيناريو الصورة الغنائية بالتركيز على الطابع العروبي في مسيرة "الأبنودي"، فانطلقت بنداء الدعوة للتوحد ونبذ الخلافات العربية في أغنية "يا أمة العرب" بصوت ريهام عبد الحكيم، تلتها "آه يا أسمرانى اللون" بصوت ياسمين، التي لم يكن أداؤها ولا إمكانياتها الصوتية تليق بهذه الأغنية الخالدة لشادية ولحن بليغ حمدي، وقدم المطرب ياسر سليمان "عدوية" باجتهاد حاول محاكاة ملامح صوت العظيم محمد رشدي في الأغنية التي افتتحت مسيرة مشوار الأبنودي ورشدي اللذان قدما إسهامات مهمة في تاريخ الأغنية الشعبية المصرية، ومنها إلى الأغنية الوطنية مع "عدى النهار" بصوت هاني عمر، لتعود إلى الأغنية العاطفية مع "عيون القلب" بصوت آيات فاروق، و"التوبة " بصوت محمد حسن، ثم "أحضان الحبايب" للمطرب أحمد عفت، "مصر يا أول نور في الدنيا" بصوت المطرب وليد حيدر، ثم غنت المطربة ناديه مصطفى أغنيتها "سنة واحدة وعملت كده فيه" التي كتبها الأبنودي لزوجته نهال بعد مرور عام على زواجهما، ثم عادت الرحلة إلى الأغاني العروبية مع "استيقظي يا أمتي"، التي قدمتها المطربة مروة ناجي في حماسة مفرطة، فبدت أقرب إلى الهتاف، واختتم الحفل بالنجم علي الحجار الصوت الذي حمل غالبية إبداع الأبنودي من الأغاني التي قدمها للدراما التليفزيونية، إذ قدم الحجار في الحفل أغنيات: الصادقين، لومش هتحلم معايا وذئاب الجبل، لتختتم الحفل أغنية الشعار "أحلف بسماها وبترابها". سبق الحفل افتتاح معارض الفن التشكيلي المصاحبة للمهرجان للفنان حسن حسوبة، قاعة زياد بكير للفنون التشكيلية بالمكتبة الموسيقية، معرض فنون الخط العربى لمصطفى عبد الرحيم بقاعة صلاح طاهر، ومعرض بالبهو الرئيسي للمسرح الكبير، بعنوان لحن الخلود لفنان الكاريكاتير عمرو فهمي ويتضمن لوحات بورتريه لعظماء تراث الموسيقى العربية.