يتوجه الأحد المقبل 54 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع، للتصويت لأحد الأحزاب التركية، ومنها: حزب العدالة والتنمية، حزب الشعب الجمهوري، حزب الحركة القومية، حزب الشعوب الديمقراطي، حزب السعادة، حزب تركيا المستقلة، وللمرشحين المستقلين، لفترة نيابية جديدة تبلغ أربع سنوات. وتأتي هذه الانتخابات بعد انقضاء خمسة أشهر على آخر انتخابات نيابية أُجريت في السابع من يونيو الماضي، حين مني حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 13 عاما، والذي يرأسه شكليا أحمد داود أوغلو، ويقوده فعليا رجب طيب أردوغان، بهزيمة نكراء، بحصوله على 40,6% من الأصوات وتراجعه ب10 نقاط، مقارنة بالنتيجة التي حققها في 2011، ما جعله يفشل في الحصول على الغالبية المطلقة، أي على نصف المقاعد زائدا واحدا، أو 276 مقعدا، حيث لم يحصل الحزب إلا على 258 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 550 مقعدا. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "بلومبرج" الأمريكية إن تركيا لن تشهد انتخابات أكثر أهمية من تلك التي ستجرى يوم الأحد المقبل، الأول من نوفمبر، حيث سيقرر الناخبون مصير دولتهم التي تتسم بعلاقات اقتصادية وأمنية قوية مع الغرب، وسط الفتنة الطائفية والسياسة الاستبدادية في الشرق الأوسط، وتضيف الصحيفة أن تركيا الآن تعيش فترة مماثلة لفترة التسعينات، حين اندلعت الحرب مع المسلحين الأكردا في الشرق، بالإضافة إلى ظهور الدولة العميقة، والقوميين المتطرفين، بالإضافة إلى مشكلات مع الدول المجاورة، مثل اليونان وسوريا، والمشكلة الاقتصادية. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" جاء إلى السلطة للسيطرة على السياسة التركية لإنهاء حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي مثل فترة التسعينات، ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يحدث أي تقدم ملموس اقتصاديا أو سياسيا، وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن "أردوغان" الآن يطلب من الناخبين السماح له ولحزبه الحصول على الأغلبية الساحقة، بعد فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية خلال الانتخابات الأخيرة منذ أربعة أشهر فقط. وتوضح الصحيفة أنه حتى يتجنب الحزب الحاكم تشكيل حكومة ائتلافية، قرر الرئيس عقد انتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر، بالإضافة إلى محاولة ابعاد الأكراد وتشكيل حركة قومية ضدهم، بعد فوزهم في الانتخابات الأخيرة، من خلال حزب الشعب الديمقراطي، وتضيف الصحيفة أن الآن تقاتل الدولة التركية ضد الأكراد وحزب العمال الكردستاني، ويقصف سلاح الجو التركي قواعد الحزب في شمال العراق، وتقمع الشرطة العسكرية بشدة الاحتجاجات الكردية في شرق البلاد. وترى الصحيفة أن تركيا أصبحت في حالة استقطاب خطيرة، حتى أن الهجوم على مسيرة السلام في 10 أكتوبر، والذي خلف 102 قتيلا، فشل في توحيد البلاد، وتلفت الصحيفة إلى أن أعضاء حزب العمال الكردستاني إرهابيون، ولكن اعتقال شخصيات كردية أمر غير مقبول، بالإضافة إلى دعم تركيا للإرهابيين في سوريا وجر البلاد إلى مستنقع الطائفية في منطقة الشرق الأوسط. وتعتقد الصحيفة أن الوقت ليس متأخرا لتغير مسار تركيا، وعلى الأكراد يوم الأحد رفض الكراهية والعرقية الدينية من خلال الانتخابات، كما فعلوا في يونيو الماضي، وعلى السلطة قبول تشكيل حكومة ائتلافية، فتركيا لم تعد دولة الرجل الواحد، حيث يجب أن تكون دولة استقلال الديمقراطية، واستعادة التعددية والتسامح.