الفن الفلسطيني، مصطلح يستخدم للإشارة إلى اللوحات، والملصقات، والفن، تركيب وسائل الإعلام المرئية الأخرى التي تنتجها الفنانين الفلسطينيين، في حين تم استخدام هذا المصطلح أيضا للإشارة إلى الفنون القديمة المنتجة في المنطقة الجغرافية لفلسطين، في استخدامه الحديثة وهو يشير عموما إلى أعمال الفنانين الفلسطينيين المعاصرين، مماثلة لبنية المجتمع الذي يمتد على مدى أربعة مراكز جغرافية رئيسية هي: الضفة الغربية وقطاع غزة، والداخل المحتل، والشتات، ويجد جذوره في الفنون الشعبية والرسم المسيحية والإسلامية التقليدية الشعبية على مر العصور. صدر حديثًا عن ديار للنشر في بيت لحم، كتابا جديدا للكاتبة فاتن فوزي نسطاس متواسي، بعنوان "تأملات في الفن الفلسطيني: فن مقاومة أم فن جماليات"، يبحث في تطوير الفن الفلسطيني وعلاقته في السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي. وانقسم الكتاب إلى ستة فصول بحثت فيه الكاتبة عن سؤال: "هل يعتبر الفن الفلسطيني مقاومة أم فن جماليات؟ لماذا؟ وكيف؟"، واستعانت الكاتبة بنظريات فنية وفلسفات مختلفة لأدباء ومفكرين محليين وعالميين كمحمود درويش، وكمال بلاطة، وسامية حلبي، وجاك رانسيير، وفريدريك نيتشة، وغيرهم، مستعرضة تطور المشهد الفني في فلسطين منذ بداية الحضارة أي قبل 10 آلاف عام حتى اليوم، وبحثت في الوضع السياسي والاجتماعي الثقافي السائد في كل حقبة زمنية وتأثيرها على الفن والفنانين. وحاولت الكاتبة خلال الفصل الأول التعريف بفلسطين وبتاريخها القديم، مقدمة لمحة تاريخية سريعة عن أنظمة الحكم والثقافة السائدة في كل مرحلة، وكيفية ربط الفن بالسلطة الحاكمة في كل حقبة زمنية سيطرت على البلاد، مبتدئة من بقايا الفن اليرموكي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 8000 عام. يذكر أن الكاتبة متواسي فنانة فلسطينية، ولدت في مدينة بيت لحم عام 1975، وتشغل حاليا منصب رئيسة دائرة الفنون المرئية في كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، وهذا الكتاب هو الثاني لها، حيث أصدر كتابها الأول عام 2008، بعنوان "سليمان منصور، فنان من فلسطين". ونشير إلى آخر فصول الكتاب، وهو الأكبر في الكتاب فيتخصص في عرض وتحليل أعمال أربعة فنانين فلسطينيين شباب، لكل منهم خبراته ولغته الفنية الخاصة به، وهم: ستيف سابيلا، الذي يتخذ من التصوير الفوتوغرافي لغة خاصة به يطوعها للبحث عن ذاته وخلق عالمه وتخليد ماضيه، وشريف واكد، وهو من الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 والذي يستخدم فن الفيديو وتقنيات متعددة للتعبير عن أرائه الساخرة الخاصة بتشويه الإعلام الغربي لصورة الفلسطيني، كذلك لاريسيا منصور التلحمية الأصل التي تعمل باستمرار على النقد الساخر للوضع السياسي في فلسطين باستخدام اللغة المرئية بمفرداتها الخاصة، كما تستعرض الكاتبة بعضا من أعمالها الفنية الخاصة بها، إذ ترى في نفسها جزءا من المشهد الفني الفلسطيني المعاصر والمنتشر في كافة أنحاء العالم. وعن كتابها الأول التي خصصته للكلام عن الفنان الفلسطيني سليمان منصور، فسبق واحتفلت به «البديل» في أكثر من موقف، إذ علافناه في موضوع بعنوان "يحرس أشجار الزيتون ويقطف البرتقال الحزين.. جمل المحامل «سليمان منصور»"، على أنه واحد من أبرز الفنانين الفلسطينيين، أنتج أعمال فنية بأسلوب واقعي رمزي، بأشكال وخطوط قوية واضحة، وبألوان داكنة، تصور أوجه الحياة المختلفة في البيئة الفلسطينية، وبالتحديد القرية وحياة الفلاحين الآمنة قبل أحداث النكبة، التي قلبت موازين الحياة، لوحاته تعتبر أيقونات وطنية وهي مزيج بين التراث والسياسة، ومنها: جمل المحامل، وامرأة تحتضن القدس، وآلام تحتضن شجرة الزيتون، وأطفال القدس، وقطف البرتقال، وإحياء الرموز القديمة. الفلسطيني سليمان منصور، فنان تشكيلي ونحات فلسطيني، من مواليد بيرزيت، رام الله عام 1947، استخدم خامات من البيئة الفلسطينية في أعماله مثل طين على خشب وفخّار أثري وحِنّاء وشيد على خشب وطين وحنّاء وألوان مائية وخيش، كما أنه صاحب اللوحة المشهورة "جمل المحامل"، التي رسمها في منتصف السبعينات من القرن الفائت، والتي تمثل عجوزًا فلسطينيًا يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء. "جمل المحامل" تمثل هذه الصورة عتالاً يرزخ تحت ثقل حمله الذي يتخذ شكل عين كبيرة تضم مدينة القدس، والتي يمكن التعرف عليها من خلال قبة الصخراء. بتشخيصه فلسطين من خلال صورة رجل عجوز، مرهق ومعزول، جسّد منصور مفهوم الصمود واستمرارية النضال الشاق رغم المعاناة، قبل انتشارها على الصعيد العالمي، لاقت هذه اللوحة ترحيباً محلياً حيث طبعت على شكل ملصقات سنة 1975 وعلّقت في المنازل والأماكن العامة في كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة.