كاتب و فيلسوف يوناني، اشتهر بروايته "زوربا اليوناني"، التي تعتبر أعظم ما أبدع، واشتهر عالميا بعد عام 1964 حيث أنتج فيلم باسم نفس الرواية، للمخرج مايكل كاكويانيس، وتجددت شهرته عام 1988 حيث أنتج فيلم "الإغواء الآخر للمسيح"، للمخرج مارتن سكورسيس، وهو مأخوذ عن رواية له أيضًا. نيكوس كازانتزاكيس، الذي توفي في مثل هذا اليوم، ولد في في هيراكليون، لم تكن كريت قد انضمت بعد إلى الدولة اليونانية الحديثة، وكانت لا تزال تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، من سنة 1902 درس كازانتزاكيس القانون في جامعة أثينا، ثم ذهب إلى باريس في عام 1907 لدراسة الفلسفة. هنا سقط تحت تأثير هنري برغسون. وكان عنوان أطروحة له 1909 "فريدريش نيتشه على فلسفة الحق والدولة." لدى عودته إلى اليونان، بدأ ترجمة الأعمال في الفلسفة. في عام 1914 التقى انجيلوس سيكيليانوس. سافرا معا لمدة عامين في الأماكن التي ازدهرت فيها الثقافة اليونانية المسيحية الأرثوذكسية، وتأثر إلى حد كبير بالحماسة الوطنية ليسكيليانوس. يقع قبر كازانتزاكيس في هيراكليون، تزوج من جالاتيا اليكسيو في عام 1911؛ وانفصلا في عام 1926. تزوج ايليني ساميو في عام 1945. بين 1922 و وفاته في عام 1957، تغرب في باريسوبرلين (1922-1924)، وإيطاليا، وروسيا (في عام 1925)، وإسبانيا (في عام 1932)، ثم في وقت لاحق في قبرص، ايجينا، مصر، جبل سيناء، تشيكوسلوفاكيا، نيس(في وقت لاحق انه اشترى فيلا بالقرب من انتيب، في قسم المدينة القديمة بالقرب من السور البحري الشهير)، والصين، واليابان. أثناء وجوده في برلين، حيث كانت الأوضاع السياسي المتفجرة. اكتشف كازانتزاكيس الشيوعية، وأصبح معجبا بفلاديمير لينين. وقال إنه لم يصبح شيوعيا ثابت، ولكن زار الاتحاد السوفيتي والتقى المعارضة اليسارية والكاتب فيكتور سيرج. وشهد صعود جوزيف ستالين، وأصبح بخيبة أمل مع الشيوعية على النمط السوفيتي. في هذا الوقت، تم استبدل بمعتقداته الوطنية القديمة تدريجياأيديولوجية أكثر عالمية. في عام 1945، أصبح زعيم حزب صغير يساري غير شيوعي، ودخل الحكومة اليونانية وزيرا بدون حقيبة. واستقال من هذا المنصب في العام التالي. في عام 1946، جمعية الكتاب اليونانية رشحت كازانتزاكيس وانجيلوس سيكيليانوس للحصول على جائزة نوبل للآداب. في عام 1957، خسر الجائزة لألبير كامو بفارق صوت واحد. وقال كامو في وقت لاحق أن كازانتزاكيس يستحق الشرف "مائة مرة أكثر" من نفسه. في أواخر عام 1957، على الرغم من معاناته من سرطان الدم، ذهب في رحلة إلى الصين واليابان. وسقط مريضا في رحلة عودته، ثم تم نقله إلى فرايبورغ، ألمانيا، حيث توفي. وهو مدفون على الجدار المحيط بمدينة هيراكليون بالقرب من بوابة خانيا، لأن الكنيسة الأرثوذكسية رفضت دفنه في مقبرة. ومكتوب علي قبره "لا آمل في شيء.. لا أخشى شيئا… أنا حر". في ذكرى وفاته، تعرض «البديل» تعرض لكم روايته «زوربا اليوناني»… تدور أحداثتها عن قصة رجل مثقف, اسمه باسيل, غارق في الكتب يلتقي مصادفة برجل أميّ مدرسته الوحيدة هي الحياة وتجاربه فيها. سرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ويتعلم فيها المثقف باسيل الذي ورث مالا من أبيه الكثير من زوربا عن الحياة وعن حبها وفن عيشها. أنتجت هوليوود فيلما شهيرا أيضا مقتسبا من الرواية يحمل نفس العنوان وقام ببطولته الممثل "أنتوني كوين وحقق الفيلم شهرة كبيرة. زوربا هي شخصية حقيقية قابلها نيكوس في إحدى اسفاره, وقد اعجب به اعجابا شديدا, فكتب رواية باسمه. الملفت في رواية زوربا, هو قدرة نيكوس على وصف شخصية زوربا بشكل مطوّل ومفصّل وعميق, حتى انك تشعر لوهلة أن زوربا هو الشخص الأعظم في هذا الكون. المميز في زوربا هو انه يحب الحياة بكل أشكالها, لا يذكر الحزن, بل يذكر الفرح دائما في لحظات حزنه الشديد, أو سعادته الشديدة, يرقص رقصته المشهور, (رقصة زوربا).. في تلك الرقصة, يقفز إلى الأعلى لأمتار ويستغل كل ما هو حوله من بشر أو من أدوات وجمادات يروي شخصية زوربا, شخص لقبه " الرئيس " وهو شخص يوناني يرغب في استثمار أمواله في مشروع ما, فيقنعه زوربا بأنه يستطيع استثمار أمواله في منجم للفحم, ولكن محاولات زوربا لصناعة مصعد ينقل الفحم من مكان لمكان, تبوء بالفشل, ولكن زوربا المفعم بالحياة لا ييأس يحتاج زوربا لأدوات من المدينة, فيأخذ كل أموال "الرئيس" ويذهب إلى المدينة, فيشعر بالتعب, يدخل إحدى الحانات, فتقترب منه "غانية" فيرفضها, فتشعره بانتقاص الرجولة, ولكن زوربا المفهم بالرجولة لا يقبل هذا التصرف, ويصرف كل امواله عليها, ويكتب رسالة إلى "الرئيس" أنه "دافع عن كل الرجولة في العالم". زوربا شخص أمّي لا يعترف بالكتب, وبالمقابل "الرئيس" صديقه شخص مليء بالكتب, ولطالما سخر زوربا من تلك الكتب، يقول: كتبك تلك أبصق عليها, فليس كل ما هو موجود, موجود في كتبك. سنة 2012 قدمت "مؤسسة كازاندزاكيس" المسؤولة عن تراث نيكوس كازاندزاكيس الثقافي والإبداعي بالسماح لسلسلة "آفاق عالمية"، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية الحقوق الحصرية لترجمة ونشر رواية "زوربا اليوناني" إلى العربية عن نصها الأصلي اليوناني مباشرة، وكاملة بلا اختصارات أو حذف، وبصورة قانونية بعد أن صدرت من قبل عدة ترجمات عربية متسرعة للرواية، بصورة مشوهة وناقصة، عن لغات وسيطة كالإنجليزية والفرنسية، في أعقاب صدور الفيلم الشهير واكتساحه للسينما العالمية. نقل المخرج اليوناني مايكل كاكويانيس الرواية في ستينيات القرن الماضي إلى فيلم هوليودي، وقام ببطولته أنتوني كوين، وإيرين باباس، وآلان بيتس. فيما أعد له الموسيقى الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الذي ألف – عام 1988- "باليه" بعنوان "إلكسيس زوربا"، تم تقديمه في المرة الأولى بفيرونا الإيطالية.