تحتفل الأوساط الثقافية الفرنسية بمرور 10 سنوات على رحيل الكاتب المسرحى الأمريكى الشهير "أرثر ميلر"، الذى توفى فى 2005، والذى يجسد صورة للمسرح السياسى الأمريكى فى الخمسينيات والستينيات. تزوج ميلر نجمة الإغراء الأمريكية الشهيرة "مارلين مونرو" فتعرض له بهذه المناسبة مسرحيته التى كتبها فى 1955 والتى يمر على صدورها 60 عاما بعنوان "نظرة من فوق الجسر" على المسرح الأوروبى فى فرنسا "أوديون" ويستمر العرض حتى 21 نوفمبر المقبل. المسرحية تمت ترجمتها إلى اللغة الفرنسية وأخرجها المخرج المسرحى البلجيكى "إيفو فان هوف" وكان قد سبق أن أخرجها للمسرح الإنجليزى، حيث استمر عرضها لمدة عامين، وسيعيد إخراجها فى المسارح برودواى الأمريكية فى ذكرى مرور 100 عام على مولد الكاتب الشهير. وقصة المسرحية تدور حول شخصية "إيدى كاربون" وهو يعمل فى ميناء "رد هوك" وكان يعمل بكل جهده لتوفير الحياة السعيدة لابنة شقيقته "كاترين" بعد وفاة والدتها وكان كل أمله أن يراها وقد كبرت وأصبحت سيدة فى سن الزواج عندما تقع فى غرام أحد أقاربها من بعيد هو مهاجر فى إيطاليا وصل إليها بطريقة غير شرعية ليحقق حلمه أن يصل إلى أمريكا وتنتهى قصة الحب بالفشل لعدم استطاعة الحبيب من تحقيق حلم حياته والعثور على عمل حتى يستطيع أن يعيش مع حبيبته. كان ميلر قد لاحظ في تقديم كتبه لمسرحياته عام 1958 ان المسرح لم يتغير منذ ايام اسخيلوس. وقال إن الجمهور اليوناني كان حتى اصعب من الجمهور الاميركي وان اسخيلوس نفسه اضطر إلى إيقاف إحدى مسرحياته بعد ساعتين من العرض. وبعد 60 عاما على هذا التعليق تحدث السير انتوني شير الذي قام بدور ويلي لومان في انتاج فرقة شكسبير الملكية لمسرحية "موت بائع متجول" عام 2015، مؤكدًا احتفاظ مسرحيات "ميلر" بعنفوانها حتى اليوم. ونقلت بي بي سي عن "السير انتوني" قوله "ان ميلر يكتب عن خبرة الانسان بطريقة حادة لكنها تتقد عاطفة، ونحن نتعرف على أنفسنا في شخصياته المسرحية. ويكون ميلر من هذه الناحية مثل شكسبير. فأنت لا تحتاج الى عذر لتمثيل هاملت أو الملك لير". وتتذكر "لندا ادموند" التي قامت بدور البطولة في مسرحية "موت بائع متجول" عام 2012 ان المخرج مايك نيكولس استخدم التصميم المسرحي نفسه للانتاج الأول عام 1949. فهو كان تصميما رائعا وكاملا بحيث قال المخرج "ما الداعي الى تغييره؟". ولاحظ الكاتب المسرحي "السير الن آيكبورن" الذي أخرج مسرحية "منظر من الجسر" عام 1987 ان ملير يصنع بقلمه شخصيات واقعية في أوضاع أبدية "نستطيع ان نتماهى معها". واعرب "مارك سترونغ" الذي فاز بجائزة اوليفييه هذا العام على دوره في المسرحية نفسها عن رأي مماثل قائلا إن ميلر يرفع مرآة ويرينا من خلال تصرفات آخرين كيف نتصرف نحن". وقال "هاورد ديفيز" الذي اخرج مسرحيتي "البوتقة" و"كلهم ابنائي" ان ميلر "يصنع مآسي من حياة اشخاص اعتياديين إما يستطيعون ان يتحملوا هذه الأزمات أو ينهاروا تحت وطأتها". أنتج ميللر الكثير من الأعمال في جميع فروع الكتابة بدءاً من المسرح حتى كتابة المقال وكان أغزر إنتاجاً في المسرح وتنوعت كتاباته بين المسرحيات والروايات والقصص القصيرة والمقالات والشعر والنثر ومن أعماله، «الرجل المحظوظ – مسرحية – 1944، التركيز – رواية – 1945، جميع أبنائي – مسرحية – 1947، موت بائع متجول – مسرحية – 1949، عدو الشعب – مسرحية – 1951، المحنة (البوتقة) – مسرحية – 1953، نظرة من الجسر (منظر من الكوبري) – مسرحية – 1957».