قال موقع سودان تربيون إنه في الوقت الذي وصل فيه الرئيس التشادي إلى الخرطوم، مساء الجمعة، وبرفقته ثلاثة من قادة الفصائل الدارفورية المسلحة، بعد أن تراجعوا عن موقفهم الرافض لحضور مؤتمر الحوار الوطني،السبت، وأفادوا أن إدريس ديبي تكافل بالمسؤولية تجاه الضمانات وتهيئة الأجواء. أعلن قادة الفصائل حركة تحرير السودان، أبو القاسم إمام، والطاهر حجر (العدالة)، وعبد الله يحيى، (الوحدة) في وقت سابق من يوم الخميس، رفض المشاركة في مؤتمر الحوار، بعد اجتماع مع الرئيس التشادي إدريس ديبي، مطالبين بتهيئة المناخ وضمانات تتعلق بتنفيذ مخرجات الحوار وسلامتهم بالخروج من الخرطوم آمنين. وكان الرئيس البشسر في استقبال دبي بمطار الخرطوم وعقد الرئيسان جولة من المحادثات تناولت العلاقات الثنائية والجهود المبذولة في سيبل انجاح الحوار، وبعد وصوله لمطار الخرطوم أوضح الطاهر حجر رئيس حركة تحرير السودان للعدالة (كاربينو) إنهم أجروا نقاشا مع ديبي حول الحوار الوطني و"أبلغناه بأن لدينا تجارب مع هذا النظام وعليه مطلوب ضمانات وهو بدوره التزم لنا بما طلبناه من ضمانات وأهمها موضوع تنفيذ ما يسفر عنه الحوار". وأفاد حجر أن ديبي سلمهم دعوة من الرئيس البشير لحضور مؤتمر الحوار وتم الموافقة عليها نسبة لأهمية دور الرئيس التشادي في دارفور، مضيفا "نحن وصلنا مع ديبي الخرطوم في طائرته وسوف نكون معه في السكن وتحت مسؤوليته، حتى الرجوع معه كذلك"، وأفاد أنهم أبلغوا الرئيس التشادي أيضا بأن الحوار الوطني لن يكون بديلا للمفاوضات حول مناطق النزاع أو تلك التي تضررت بالحرب وتم التوصل إلى الفصل بين المسارين. يشار الى أن الرئيس التشادي اجتمع في باريس الأسبوع الماضي مع قادة حركات العدل والمساواة، وتحرير السودان بزعامة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، وحاول اقناعهم بالانضمام إلى مبادرة الحوار التي أطلقها الرئيس عمر البشير منذ يناير العام 2014. وأبلغ كل من جبريل ومناوي وعبد الواحد، ديبي بامتناعهم عن المشاركة في الحوار المطروح بشكله الحالي، وشددوا على ضرورة اعلان الحكومة السودانية وقفا للعدائيات والإفراج عن المعتقلين واتاحة الحريات، مع قبول عقد مؤتمر تمهيدي بمقر الاتحاد الأفريقي. وحذرت الحركة الشعبية شمال، من أن مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد بالخرطوم أمس السبت، سيعرقل عملية الحوار القومي الدستوري إلى الأبد ويقضي على آخر فرصة للحل السلمي السياسي الشامل في البلاد، وقطع بأن الممانعين من قوى المعارضة والحركات المسلحة سيرفضون أي محاولة لإلحاقهم بمبادرة البشير للحوار. وقال الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان في تصريحات عشية اجتماعات الحوار الوطني إن ما سيحدث سيؤدي الى عرقلة عملية الحوار القومي الدستوري الى الأبد وسيعزز الاختلاف والانقسام ويقضي على آخر فرصة للحل السلمي السياسي الشامل في البلاد. وتابع "هذا حوار مع الذات ومنقوص ومعيب.. اذا اعتبر البشير ان اجتماع الغد بداية للحوار القومي الدستوري وما سيتبقى هو محاولة لإلحاق الآخرين خلال الأشهر الثلاثة القادمة فإن القوى السياسية والمدنية الواسعة التي تمثل معظم ألوان الطيف السياسي رفضت المشاركة فيما عدا المؤتمرين الوطني والشعبي".