اجتماعات متتالية واقتراحات متواصلة بين الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق لكن دون جدوى أو اتفاق يذكر، تنقسم المواقف حول أزمة الرئاسة في الإقليم منذ أن انتهت مدة ولاية رئيس إقليم كردستان "مسعود بارزاني" زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في 19 أغسطس الماضي، ولاتسمح القوانين الحالية بإعادة انتخاب "بارزاني" لولاية جديدة، ومن وقتها تتوالى اجتماعات الأحزاب، إلا أن الأزمة لا تزال تسيطر على المشهد. اجتمع في مدينة السليمانية شمال شرقي العراق،الخميس الماضي، ممثلو الأحزاب الخمسة في إقليم كردستان العراق بهدف التوافق على حل أزمة رئاسة الإقليم، حضر الاجتماع أحزاب "الديمقراطي الكردستاني" و"التغيير" و"الاتحاد الوطني" و"الجماعة الإسلامية" و"الاتحاد الإسلامي". هذا الاجتماع كان من المقرر عقده بين الأطراف الكردية الخمسة الثلاثاء الماضي، إلا أن بعض الأطراف رأت تأجيله لإفساح المجال للمشاورات السياسية ما بين الأحزاب للتوافق على سبل إنهاء الأزمة والخروج بموقف موحد. الاجتماع جاء لدراسة رد الحزب الديموقراطي الكردستاني بشأن المقترح الذي قدمته الأحزاب الأربعة "التغيير" و"الاتحاد الوطني" و"الجماعة الإسلامية" و"الاتحاد الإسلامي"، لمعالجة أزمة رئاسة الإقليم، حيث طرحت الأحزاب الأربعة خيارين لحل أزمة رئاسة الإقليم، الأول انتخاب رئيس الإقليم من قبل الشعب مباشرة، على أن تكون سلطاته شرفية وقليلة، أو أن يتم اختياره من قبل البرلمان وتكون سلطاته أكبر. الأحزاب السياسية الكردية الأربعة، هددت باتخاذ "إجراءات وموقف حاسم" إذا رفض الحزب الديمقراطي الخيارين المطروحين بشأن أزمة رئاسة الإقليم، وقالت أن هذا الاجتماع ربما يكون الأخير وفي حال عدم التوصل الى اتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب الأربعة الأخرى، فإن هذه الأحزاب ستطرح مرشحًا لرئاسة الإقليم وتعرضه على برلمان إقليم كردستان. قدمت الأحزاب خلال اجتماعها الذي عقدته الخميس في محافظة السليمانية، مرشحيها لتولي رئاسة إقليم كردستان، حيث قد حزب الاتحاد الوطني "برهم صالح" مرشحًا عن الحزب، ورئيس الجماعة الإسلامية "علي بابير" قدم نفسه كمرشح، وكذلك قدم الاتحاد الإسلامي الكردستاني ثلاثة مرشحين لرئاسة الإقليم. وكان المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قد اقترح أن يقدم مرشحًا لانتخابات رئاسة إقليم كردستان العراق، وقال المسئول في المكتب السياسي للاتحاد الوطني "ملا بختيار"، "إننا مع إجراء انتخابات مبكرة وهو الشعار الذي يتبناه الاتحاد الوطني في هذه المرحلة، في حال عدم الوصول إلى أي حل سياسي بصدد مسألة رئاسة كردستان، رغم ثقتنا الكبيرة بالحل التوافقي بين الأحزاب الكردية الخمسة"، وأضاف "نحن مصرون على المشروع المشترك للأحزاب السياسية الأربعة، ولن نهمش الحل التوافقي ولكن لن يكون على حساب مشروعنا"، موضحًا "فيجب أن يكون هناك مرشح للأطراف الأربعة لرئاسة الإقليم لكي نتمكن من الفوز بانتخابات رئاسة الإقليم". فيما رحب الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه "مسعود البرزاني" بالمرشح، إذا اتفقت عليه الأحزاب الكردية الأربعة الأخرى، وقال عضو المجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكوردستاني "سربست لزكين"، "إننا سنرحب بالمرشح لرئاسة الإقليم إذا ما اتفقت عليه الأحزاب الأربعة، وسنبارك له منصب رئاسة كردستان إذا ما فاز بالانتخابات الرئاسية". أما حركة التغيير الكردستانية فأعلنت أنها ستعتبر مرشح الاتحاد الوطني مرشحًا عن الأحزاب الأربعة الأخرى "التغيير" و"الجماعة الإسلامية" و"الاتحاد الوطني" و"الاتحاد الإسلامي".