ناقش "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" الانتخابات التركية المقبلة، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من محاربة للأكراد، وتراجع في الليرة التركية، واستقطاب سياسي حاد، وفي ورقة تحليل سياسات، قال مدير برنامج الأبحاث التركية بالمعهد سونر جاغابتاي إن "حزب العدالة والتنمية قد لا يحقق الكثير من المكاسب، وفق استطلاعات الرأي الأخيرة"، مشيرا إلى أن ذلك يرجع للقتال ضد "حزب العمال الكردستاني" والتراجع الحاد لليرة التركية. وأوضح جاغابتاي أن استطلاعات الرأي أظهرت تأييدا بنسبة تتراوح بين 40 و41 بالمئة ل"حزب العدالة والتنمية" الحاكم، بما يتطابق مع نتائج الانتخابات الأخيرة التي تراجعت بها نتائج الحزب عن السنوات السابقة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إنه يتم تسليم خطاب السنة التشريعية في البرلمان التركي بطريقة تقليدية للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في الأول من أكتوبر من كل عام، ولكن هذا العام يختلف الوضع، حيث لا يوجد برلمان، لأنه سيتم إعادة الانتخابات في الأول من نوفمبر المقبل، أي بعد أقل من شهر. وتضيف الصحيفة أن "أردوغان" يستغل الدستور التركي لإجراء انتخابات جديدة، للفسل في تشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات يونيو الماضي، وخسارة حزب العدالة والتنمية للأغلبية المطلقة، لأول مرة منذ 13 عاما. وتشير الصحيفة إلى أن "أردوغان" خلال كلمته الافتتاحية في البرلمان، الخميس الماضي، لفت إلى أنه ليس على أحد لومه على فراغ السلطة القائم في البلاد، وهنا يدافع الرئيس عن نفسه، وربما يحاول الرد على الاعتقاد السائد أنه لا يريد تشكيل حكومة ائتلافية. وتلفت الصحيفة التركية إلى أنه ليس سرا أن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" صرح عدة مرات عن عدم الوصول لاتفاق مع حزب الشعب الجمهوري، بسبب "أردوغان" الذي يرى أن هذا التحالف لن يأت في صالح البلاد، وبعد هذه التصريحات، أعلن الرئيس التركي عن إعادة الانتخابات، أملا في الحصول على الأغلبية البرلمانية، وتشكيل حكومة الحزب الواحد، وتبديل النظام البرلماني وتحويله إلى رئاسي. وقد قرر الرئيس التركي مواصلة الدفاع عن نفسه بالنزول للشوارع والميادين لحشد الجماهير للتصويت لحزبه العدالة والتنمية، بعد أن صار مؤكدا أن حزبه لن يتمكن من تشكيل حكومة بمفرده في الانتخابات المبكرة التي ستجري أول نوفمبر القادم.