سفير مصر بإديس أبابا: الزيارة دينية فقط.. زاخر: نفوذ البابا على كنيسة إثيوبيا تراجع تأتي زيارة البابا تواضروس إلى أثيوبيا في ظل أزمة سد النهضة الذي تم الانتهاء منه خلال الفترة الماضية، وتحاول الكنيسة المصرية استعادة دورها الذي غاب خلال السنوات الماضية حسبما يرى المختصون، لاسيما وأن الكنيسة الإثيوبية كنت تابعة للكنيسة المصرية على مدار عقود طويلة، ولكن تغير الوضع خلال هذه المرحلة حيث كانت تستخدم مصر دور الكنيسة كقوة ناعمة لحل بعض الأزمات. ويزور البابا تواضروس أثبوبيا لحضور عيد الصليب الذي يعتبر أهم أعياد الكنيسة الإثيوبية بحضور قيادات رسمية، ومليون ونصف مواطن إثيوبي، في زيارة رسمية تستغرق 5 أيام يلتقي خلالها عددًا من القيادات التنفيذية والكنسية برفقة وفد كنسي، يضم الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا هيدرا مطران أسوان، والأنبا ساويرس رئيس دير المحرق، والأنبا كيرلس أفامينا رئيس دير مارمينا، والأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر، وأحد رؤساء أديرة الراهبات، إلى جانب سكرتيره الشخصي القس إنجيلوس إسحاق، والقس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة. وقال مينا ثابت، الباحث في الشأن القبطي، إن العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية لها تاريخ طويل من التعامل، وقد شهدت تبيانا في بعض المواقف ولكن هي أكبر من تختزل في موقف أو أزمة وخلال الفترة الماضية حاول الجانب المصري استخدام هذه العلاقة فيما ما يعرف بالقوي الناعمة. فيما أكد سفير مصر بإثيوبيا أبو بكر حفني، على أن زيارة بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة المرقسية إلى أديس أبابا دينية فقط، وليس لها أي جوانب سياسية. وأشار السفير، إلى أن البابا تواضروس تطرق في بعض الأحاديث الودية الجانبية مع المسؤولين في إثيوبيا إلى ملف سد النهضة، حيث أكد أن مصر لا تقف عائق أمام تنمية البلاد، ولكنها تحرص على مصلحتها وحقها في مياه النيل. وتابع ثابت أن العلاقة بين الكنسية المصرية والإثيوبية تغيرت خلال الفترة الماضية، وهذا نتج عن تغير نوع العلاقة الذي كان موجودا بين الكنيسة الإثيوبية والحكومة، خاصة فيما يتعلق بسياسات الدولة وهذا ظهر في أزمة سد النهضة حيث إن الجانب الإثيوبي يري أنه مشروع تنموي يسعي لتحسين الوضع الاقتصادي والصناعي هناك، فبالتالي ظهر ضعف دور الكنيسة علي الحكومة. وأضاف ثابت أن البعض كان يظن أن دور الكنيسة المصرية مازال مؤثرا كما كان يحدث في الماضي، وهذا للأسف غير صحيح، فالوضع في إثيوبيا تغير وأصبح دور الكنيسة غير مؤثر. وأشار إلى أن أزمة السد النهضة سياسية وليست دينية، ومحاولة إدخال الكنيسة في هذه الأزمة لن يكون بالشكل المتوقع، خاصة وأن مشروع السد أوشك علي الانتهاء بشكل كامل. وفي نفس السياق يقول كمال زاخر المفكر القبطي إن تاريخ العلاقات بين الكنيسة المصرية والإثيوبية يمتد إلى القرن الرابع، كما أن الكنيسة المصرية كانت ترسل البعثات والقساوسة حتي الستينيات من القرن الماضي، ولكن أصبح الوضع مختلفا حاليا، فالكنيسة الإثيوبية أصبحت مستقلة إلى حد ما، وهي من تختار القسيس بنفسها بعد أن كان يرسل من مصر على مدار عقود طويلة. وتابع أن العلاقات بين الجانبين لم تشهد تغيرا، ولكن الوضع السياسي هو الذي تغير وأصبح هناك رؤية سياسية للجانب الإثيوبي، وهذا ظهر مع أزمة سد النهضة التي تتعلق بالسياسية والحكومة وليست الكنيسة. وأضاف زاخر أن زيارة البابا تواضروس هي استجابة لدعوة الكنيسة الإثيوبية لحضور أحد أكبر الأعياد هناك، وهي أيضا رد لزيادة الكيسية الإثيوبية لمصر مطلع العام الحالي، حيث زار الأنبا متياس الأول بطريرك الكنيسة الإثيوبي مصر في شهر يناير الماضي، والتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس. من جانبه، قال جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطي إن الكنيسة الإثيوبية ليس لها دور في أزمة سد النهضة، بجانب أن العلاقات بين الكنيستين المصرية والإثيوبية بعيدة عن الصراعات السياسية، خاصة بعد تغير الوضع السياسي الإثيوبي، وتغير سياسات الدولة التي أصبحت بعيدة عن الكنيسة، ومنعتها من التدخل في بعض الأزمات.