مصدر كنسي : الجالية الاثيوبية كانت في انتظار الزيارة امير رمزي : أزمة "سد النهضة" وضعت مصر وإثيوبيا في موقف محرج
ميشيل فهمي : العلاقة بين الكنيسة الاثيوبية و الدولة لم تعد مترابطة
عايدة نصيف : زيارة البطريرك الاثيوبي لمصر كانت ستعم بالخير على المجتمعين
كمال زاخر : للكنيستين عامل "مساعد" في حل أزمة سد النهضة
جاء إلغاء زيارة الأنبا متياس الأول بطريرك الكنيسة الإثيوبية الشقيقة إلى مصر لتثير الجدل والشكوك ، لاسيما وانها المرة الثانية التي يلغي فيها زيارته الى مصر ، وأرجع الباحثون والمحللون الأقباط الأمر الى أزمة "سد النهضة" الدائرة بين مصر و إثيوبيا .
وأرجعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تأجيل الزيارة بسبب "ظروف خاصة" للبطريرك الإثيوبي ، مشيرة على لسان القس بولس حليم ، متحدثها الرسمي ، الى انها لا تملك اي تفسيرات عن الامر.
وكشف مصدر كنسي أن الكنيسة المصرية و الجالية الإثيوبية كانت ترتقب تلك الزيارة ، لاسيما وأن البطريرك الإثيوبي كان سيشارك في إجتماع الأربعاء العام بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية يوم 30 ابريل ، بالاضافة الى ان البطريرك كان سيقوم بزيارة الكاتدرائية الكبرى بالإسكندرية يوم 28 ابريل .
وتُعد تلك هي المرة الثانية التي تؤجل فيها زيارة البطريرك الشقيق ، بعد أن تم تأجيل الاولى التي كان من المقرر أن تكون في شهر يونيو من العام الماضي ، وتم تأجيلها بسبب الظروف الأمنية التي كانت تمر بها البلاد حينها ، الى شهر ابريل الجاري عقب الاحتفال بعيد القيامة المجيد.
وقال المستشار أمير رمزي ، رئيس محكمة جنايات شبرا :"إنه من المفترض إلا تتخلل المشاكل الدولية العلاقات بين الكنائس و بعضها البعض"، مشيراً إلى أن أزمة سد النهضة , والموقف المحرج الذي يقع فيه البلدين تعتبر من الاسباب الرئيسية التي دفعت البطريرك الاثيوبي لإلغاء زيارته للمرة الثانية لمصر ، لئلا يترتب عليها بعض التوترات في العلاقة مع الشعب المصري".
ومن جانبه أشار الدكتور ميشيل فهمي , الكاتب و المفكر القبطي :" إلى أن العلاقة بين الكنيسة الاثيوبية و الدولة ليست مترابطة كما كانت في عهد الامبراطور هيلسلاسي الذي كان معاصرا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، بالاضافة الى ان العلاقة بين الكنيسة المصرية و الكنيسة الاثيوبية لم تعد علاقة تبعية مثلما كانت سابقاً ، و هذا قد يحسب سببا من أسباب تأجيل زيارة البطريرك الإثيوبي لمصر ، كنتيجة طبيعية لضعف تأثير تدخل الكنيسة المصرية و الكنيسة الاثيوبية على الدولة الاثيوبية لاسيما في ملف سد النهضة".
و أكد فهمي ، أنه ربما يكون تأجيل الزيارة جاء تجنباً للإحراج بين الكنيستين ، حيث ان قرار سد النهضة لا يقع في يد اي منهما ، ولا يوجد تأثير لهما على الحكومة الإثيوبية كسابق عهدها ، لافتاً إلى أن الحل الوحيد لحل تلك الازمة لا يقع في يد الكنيستين بل يقع في تفاوض "مصر" مع دولة "إسرائيل" صاحبة اليد الطولى في مشروع النهضة الإثيوبي.
وفي نفس السياق ، قالت الدكتورة عايدة نصيف أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة وكلية اللاهوت للاقباط الارثوذكس ، و عضو الهيئة العُليا بحزب المصريين الأحرار : " لا يمكن استبعاد وجود اسباب سياسية ، خلف تأجيل زيارة الأنبا متياس الاول البطريرك الاثيوبي لمصر ، كما لا يوجد ايضا ما يجزم او يؤكد الامر ، الا ان المؤكد ان الزيارة كانت ستعم بالخير لصالح الكنيستين اللتين يعتبرا جزء من مجتمعين مهمين "المصري و الإثيوبي".
وأضافت نصيف أن الزيارة كانت ستعم بالخير على المصلحة المصرية والإثيوبية بخصوص ملف سد النهضة ، بل كانت ستكون بمثابة جسر قوي بين الكنيستين ، لا سيما وأن العلاقة في الاصل طيبة بينهما".
وفي المقابل استبعد المفكر القبطي كمال زاخر ، مؤسس التيار العلماني ، ان تكون "أزمة سد النهضة" ، هي السبب في في الغاء زيارة البطريرك الاثيوبي لمصر ؛ لان العلاقة بين الكنيستين ليست سياسية ، بالإضافة إلى أن علاقة القوة بين الكنيسة الاثوبية و الدولة انتهت مع انتهاء عصر الامبراطور هيلسلاسي ، مؤكداً انه قد يكون للكنائس دور في حل الازمة الا انه يعتبر عامل مساعد لن يفلح دون ان يكون الاساس يعتمد عليه ، بمعنى ان الكنائس لن تستطيع حل الازمة ان لم يكن الدولتين متفاهمتين.
كما اوضح زاخر ان تأجيل زيارة البطريرك قد يكون خلفها عدة اسباب مثل ضيق الوقت ، لاسيما وانه راعي ولرعيته حق عليه ، و لهم حق الاولوية ، بالاضافة الى ان الظروف الصحية قد تكون المانع الحقيقي للزيارة".