عبد المتعال عبد الوهاب أحمد عبد الهادي الصعيدي، عالم لغوي من علماء الأزهر الشريف، وعضو مجمع اللغة العربية، وواحد من أصحاب الفكر التجديدي بالأزهر، ومن المناديين بالمنهج الإصلاحي في التعليم والفكر، ولد 7 مارس عام 1894 بكفر النجبا، مركز أجا بمحافظة الدقهلية، عندما بلغ التاسعة التحق بكتاب القرية النظامي وتعلم هناك قواعد الخط والنحو وحفظ القرآن الكريم، بعد التحاقه بالمدارس الابتدائية النظامية التحق بالجامع الأحمدي بطنطا، وحصل على شهادة العالمية في عام 1918م، ودرس علم المنطق وكان الأول على طلاب معهد طنطا فتم تعينه مدرسًا بالجامع الأحمدي بطنطا، وفي عام 1932م انتقل للتدريس بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف بالقاهرة، توفي الشيخ عبد المتعال الصعيدي في 13 مايو عام 1966م عن عمر يناهز اثنين وسبعين عامًا. الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدرت حديثًا كتابه «حرية الفكر في الإسلام»، في نسخة بتقديم الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، وهي النسخة نفسها التي صدرت في العام 2009، ضمن مشروع مكتبة الأسرة، وتقع في 128 صفحة من القطع المتوسط، بجنيهين فقط. من مقدمة الكتاب نقرأ "إن هذا الكتاب للعالم الأزهري المرحوم عبد المتعال الصعيدي (1895-1971) هو نموذج للفكر الإسلامي الصحيح الذي يستهدف الحرية بمعناها الحقيقي لأن التضييق على الناس في باب الحرية لا يتفق وصحيح الدين، لأن التعسف في باب الحرية هو صناعة بشرية خالصة لا علاقة لها بالدين، وبقدر ما يشغل العقل مكانة بارزة في الإسلام عنى الشيخ عبد المتعال الصعيدي بحرية تفكير الإنسان وحقه الطبيعي في أن يفكر، وليس مقبولا أن يخشى الإسلام التفكير وهو يدعو إليه ولا أن يخشى العلم وهو يدعو إليه أيضا، ولا تناقض بين الاثنين، فالإسلام دين العلم والعقل معا". يشمل 6 فصول تتناول "الحرية الفكرية والحرية الدينية"، "الجزاء والحرية الفكرية"، "الإسلام والحرية العملية"، "الإسلام والحرية السياسية"، "الإسلام والحرية الدينية"، و"بعض أحرار الفكر فى الإسلام". ويقول المؤلف في مقدمته، إن "موضوع الكتاب تناوله كثير من علمائنا الأحرار بالبحث، وكان لى فيه بحوث نشرتها فى مختلف المجلات والجرائد وكانت لى فيها آراء واجتهادات فإذا سرت فى هذا الكتاب فإنما أسير فيه على هدى هؤلاء العلماء الأحرار، وإذا زدت فيه عليهم فإنما أسير فيما أزيد على سبيلهم من إيثار التجديد على الجمود وترجيح جانب الاجتهاد على جانب التقليد، وهذا الكتاب يتمم كتابى السابق (الحرية الدينية فى الإسلام)، وليس بتكرار له لأنه أعم منه موضوعًا وأوفى منه بحثًا". بالنسبة لكتابة الذي أشار إليه وعنوانه (الحرية الدينية فى الإسلام)، هذا الكتاب يأتي مع ما اتفقت عليه الشعوب جميعا وشرعته في دساتيرها الحديثة على حرية الاعتقاد "إذ أثبت فيه بأدلة عقلية ونقلية تقبل النقاش أن الحرية الدينية في الإسلام هامة ومطلقة لا تقييد فيها، وليكون له بها فضل السبق على مشرعي عصرنا فيما شرعوه من حرية الاعتقاد، وهو فشل للإسلام عظيم الشأن في هذا الزمان". وقدم في طبعة عن مكتبة الأسرة كذلك في العام 2012، ويراه القراء "الشيخ عبد المتعال الصعيدي من الشيوخ المجددين بالأزهر وكتابه هذا من أفضل الكتب التى تمنحك حوارا فكريا متكاملا حافلا بالرأى والرأى الأخر، وأراء الشيخ عبد المتعال تتمتع بالحجة القوية والمنطق الوجيه الذى ينبذ الجمود الفكرى والتعصب الأعمى للتفسيرات القديمة ، الكتاب يستحق الأقتناء وإعادة القراءة مرات". في مايو المنصرم صدر عن الهيئة المصرية للكتاب (أيضًا) عدد مجلة عالم الكتاب، متضمنا ملفا عن الشيخ عبد المتعال الصعيدى، حيث انفردت المجلة بنشر مذكراته، وبعض من مخطوطاته التي تطرح العديد من الأسئلة الجريئة، في المذكرات التي عنونها "حياة مجاهد في الإصلاح"،يتناول فيها معاركه من أجل إصلاح الأزهر ومن أجل فتح باب الاجتهاد، كما تقدم المذكرات رؤية للمجتمع المصري في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ظل الصعيدي يشكل جدلًا بكتاباته ومناظراته التي رصدها الإعلام، حيث وقف على القضايا التي ابتعد عنها غيره لمدى حساسيتها بالنسبة لمجتمعاتنا، وأصدرت كتبه الهيئة العامة للكتابة بين حينًا وآخر.