منذ وقوع حادث «منى» الذي راح ضحيته آلاف الأشخاص من جميع الجنسيات إثر تدافع الحجاج، حيث يعتبر «التخبط الإداري» هو العنوان الأبرز الذي يصف كيفية تعامل الأجهزة المعنية في مصر مع الأزمات العامة، فعلى الرغم من تحرك أغلب البعثات والحكومات بعد وقوع الحادث مباشرة، اتسمت تحركات المنظومة الحكومية المصرية وبعثة الحج بالبطء والروتين الذي أثار وأشعل غضب المواطنين المصريين الذين ناشدوا السيسى بالتحرك لمساعدتهم في معرفة حالات ذويهم المفقودين والمتوفين والمصابين. ارتفع عدد وفيات الحجاج المصريين في حادث التدافع بمنى إلى 74 متوفيا، وحسب وزير الأوقاف، رئيس بعثة الحج الرسمية الدكتور محمد مختار جمعة، فإن عدد المفقودين والمتغيبين والمتخلفين عن بعثاتهم انخفض إلى 98 حاجا من مختلف البعثات. وكان الحادث أدى إلى وفاة نحو 769 شخصا وإصابة 934 آخرين من حجاج بيت الله الحرام، وذلك بحسب آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة السعودية. وأعرب أهالي الضحايا والمفقودين المصريين عن غضبهم، لتخلي وزارة الخارجية ومسئولي البعثة المصرية عن دورهم في البحث عن المفقودين، مؤكدين على أن جميع سفارات الدول والبعثات بحثت عن ضحاياها، إلا السفارة المصرية، حسب قولهم. وناشدت ابنه أحد الحجاج المفقودين المسؤولين، والرئيس عبد الفتاح السيسي، لإيجاد والدتها التي انقطعنت بينهما الاتصالات قبل حادث منى، وتحديدا بعد آخر مكالمة هاتفية دارت بين والدتها وبين صديقتها قبل ذهابهما لرمي الجمرات، وقالت "سالي" في لقاء على إحدى القنوات المصرية إن صديقة لوالدتها أكدت أنها لم تستطع الوصول لها منذ رمي الجمرات، وذلك خلال اتصال تليفوني مع صديقة والدتها مقيمة معها بالفندق، وأضافت: «ناشدنا جميع المسئولين بمصر والمملكة العربية السعودية ولم نصل لأحد، لافتة إلى أن أختها أبلغتها إنه لا يوجد قنصل مصري في المملكة العربية السعودية»، وتابعت: «قمنا بالتواصل مع البعثة المصرية بالأراضي المقدسة للتوصل لوالدتي حيث كان الرد لما تعرفي ابقي قولنا»، وناشدت الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لإيجاد والدتها بعد تعصف المسئولين، على حد وصفها. وتقوم أكثر من جهة في الوزارة بالإشراف على برنامج الحج في هذا الموسم متمثلة في وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف وبعثة طبية من وزارة الصحة والقنصلية والسفارة المصرية بالسعودية الداخلية ، ورغم مسئولية كل هذه الوزارات عن بعثة الحج المصرية إلا أن جميع بيانات هذه الجهات كانت تتسم بعدم الشفافية، ولم تطمئن أهالي الحجاج الذين أكدوا في أكثر من مناسبة إنه تم الوصول إلى جثامين ذويهم المتوفيين، بمجهودات شخصية من شباب الجالية المصرية وعن طريق المعارف، لافتًين أن الجهات الرسمية لم تقدم أي مساعدة للمفقودين ولم تحاول العثور على الجثث والمفقودين. هذه الحادثة تشير إلى أن الدولة مازالت تعاني من استمرار التخبط الإداري في مثل هذه الأزمات، ففي الوقت الذي تبرز فيه الفضائيات الأجنبية جهود بعثات الدولة الأخرى مع رعاياها؛ وتعاملها باحترافية وتجنبت حالة الفوضى، ما زالت تشهد البعثة المصرية حالة فوضي، وأكد مراقبون أنه من المنتظر تحرك أكثر فعالية من الدولة تجاه هذه الحادثة، فحتى الآن لم يتم حصر أسماء المتوفيين والمفقودين والمصابين . من جانبها قالت وزارة الخارجية: إنه لا يوجد- حتى الآن- حصر دقيق بأعداد الحجاج المتوفين في حادث التدافع ب«مشعر منى»، مشددًة على أنها تشكل غرفة عمليات على مدى الساعة؛ لمتابعة المستجدات أولا بأول. وقال السفير عمرو معوض، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، إن غرفة عمليات موسم الحج بالقطاع القنصلي بوزارة الخارجية تتابع على مدى الساعة حالة الحجاج المصريين بالتنسيق الكامل مع القنصلية العامة لمصر في جدة وبعثة الحج الرسمية برئاسة وزير الأوقاف.