تشهد نيجيريا اليوم إضرابا عاما، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، على خلفية اعتداءات ضد المسيحيين تبنتها جماعة إسلامية متطرفة، وتوعدت نقابات العمال بإعلان إضراب مفتوح اعتبارًا من الاثنين في كل أنحاء البلاد، مع تنظيم تظاهرات حاشدة في حال لم تتراجع الحكومة عن قرارها بوقف دعم أسعار المحروقات، والذي أدى في الأول من يناير إلى ارتفاع مفاجئ في سعر الوقود. وقام عدد من النيجيريين ليلة أمس بإقامة خيام وإحضار بطاطين وطعام ومشروبات الي ميدان ايجل سكوير (ميدان النسر) في العاصمة النيجيرية أبوجا في محاولة لتقليد المصريين أثناء ثورة 25 يناير في ميدان التحرير. وجاءت الخطوة قبل ساعات من بدء الإضراب العام والشامل صباح اليوم في جميع أنحاء نيجيريا احتجاجا علي رفع الدعم عن الوقود. ورغم أن الشرطة تصدت للمحتجين إلا أنهم نجحوا في إقامة خيام في الميدان ورفعوا يافطات مناهضة للحكومة وأعلنوا أنهم لن يغادروا المنطقة حتي يتراجع الرئيس “جودلك جوناثان” عن قراره برفع الدعم عن الوقود. وقال المحتجون “سوف نظل مقيمين في هذه المنطقة وسوف ننام في الهواء الطلق حتي تستجيب الحكومة لمطالبنا”. وكانت جماعات حقوق الإنسان ونقابات العمال في البلاد قد طالبت النيجيريين بالخروج في مظاهرات عارمة والقيام بعصيان مدني لإجبار الحكومة علي إلغاء قرار رفع الدعم عن الوقود. وأدي ارتفاع أسعار البنزين من 65 نيرة للتر الي 141 نيرة (أقل من دولار بقليل) الي غضب عارم بين أبناء الشعب ومظاهرات في معظم المدن قتل خلالها شخصان وأصيب العشرات. وفي جلسة طارئة للبرلمان النيجيري، الأحد، طلب من الحكومة العودة عن قرارها زيادة أسعار المحروقات لإفساح المجال أمام تقدم الحوار، وطلب نواب البرلمان من النقابات “تعليق الدعوة للإضراب والمشاركة في حوار معمق حول هذه القضية”، لكن النقابات أكدت أنها تصر على خطوة الإضراب التي تهدد بشل البلاد. ويتصاعد هذا الغضب الاجتماعي في بلد، هو أول منتج للنفط في أفريقيا، على خلفية توتر ديني متفاقم وهجمات دامية، فمنذ الاعتداءات الدامية التي وقعت يوم عيد الميلاد وخلفت 49 قتيلًا على الأقل، أسفرت 6 هجمات جديدة على مسيحيين في الشمال المسلم عن أكثر من 80 قتيلا، وقد تبنت جماعة “بوكو حرام” الإسلامية غالبية هذه الهجمات.