أعلنت هيئة النقل الوطنية الهنغارية، 14 سبتمبر، عن إغلاق مجالها الجوي لمسافة 20 كيلومترا بطول الحدود مع صربيا وبارتفاع 1350 مترا، وقالت الهيئة في بيان إن الإغلاق يهدف الى تمكين الشرطة والجيش والإسعاف من استخدام المجال الجوي بشكل آمن لتنفيذ مهام خاصة بأزمة المهاجرين. وكانت الشرطة الهنغارية قد أغلقت الاثنين المدخل الرئيسي للمهاجرين في بلدة روزسكي حيث يقع أكبر مخيم للاجئين، عند حدود هنغاريا وصربيا، فيما تجمع العشرات منهم يحاولون تخطي الحاجز عبر طول الحدود لإيجاد مخرج ما، وحلقت مروحية فوق المدخل الذي وصلته أيضا الشرطة الصربية، وبقي نحو 20 صحيفا على الجانب الصربي لم يسمح لهم بعد بدخول هنغاريا. وانقسمت إحدى العوائل إلى قسمين بسبب إغلاق البوابة الحدودية بشكل مفاجئ حيث وجدت طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات فقط نفسها في الأراضي الهنغارية بينما بقي والدها مع طفلين آخرين في الأراضي الصربية، كما أغلقت البوابة في وجه عائلة مسيحية من دمشق لديها أطفال كثر، وقد بكت المرأة مع أطفالها وتوسلوا للشرطة بالسماح لهم بتخطي البوابة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن أزمة اللاجئين السوريين اشتعلت مجددا، يوم الأربعاء الماضي، حيث سلكوا طريقهم الطويل وسط حقول الذرة للوصول إلى كرواتيا، وتمت مواجهتهم بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه من قبل الشرطة المجرية، التي كانت عازمة على إبعادهم. وتضيف الصحيفة أنه من أبرز المشاهد المتناقضة على طول الحدود الصربية، هي رغبة اللاجئين وعزيمتهم على مواصلة طريقهم والنجاح في ذلك، وسط فشل الحكومات في خلق سياسة منسقة لتدفق اللاجئين غير المسبوق، والذي يعود لعدة أسباب، من بينها الاقتصادية، والتي تهيمن على الشرق الأوسط، وأفريقيا وباكستان وأفغانستان. من جانبه، قال "ارزاق دوبال"، 28 عاما، مبرمج كمبيوتر من دمشق، والذي سلك طريقه 18 يوما ليصل إلى الحدود الصربية:" نحن نضرب الحجر لنتدفق من حوله"، وتوضح الصحيفة الأمريكية أن "دوبال" وثلاثة من رفاقه، وصلوا إلى بلغراد، واكتشفوا من خلال الفيسبوك والواتس آب، أن الحدود المجرية مغلقة، حيث لفت "دوبال":" قمنا بالدخول على خرائط جوجل، وها نحن هنا الآن". وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد إغلاق المجر لحدودها، يتجه اللاجئون إلى صربيا، محاولين عبور الأسلاك الشائكة، والاشتباك مع شرطة مكافحة الشغب، التي اطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع وسائل الفلفل، حتى أن بعض اللاجئين ارتموا على الأرض من شدة الآلم. وتشير الصحيفة إلى أنه لم يكن هناك اصابات خطيرة، وقد تم علاج بعض اللاجئين من قبل السلطات الصربية، خاصة الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، بسبب الغاز المسيل للدموع. وذكرت الصحيفة أن العديد من النشطاء انتقدوا إغلاق المجر لحدودها في وجع اللاجئين، حيث قال أحدهم:" سلك شائك في أوروبا، في القرن ال21، هذا ليس جوابا، إنه تهديد"، وفي هذا السياق، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، المعاملة التي يتلقاها اللاجئون السوريون في بعض البلدان الأوروبية، وقال:" "إن ما شاهدته مؤخرا كان أمرا صادما، وهذه الطريقة التي يتعاملون بعض الدول الأوروبية بها مع اللاجئين غير مقبولة، ليست فقط بمعيار القانون الدولي، ولكن بمعيار الإنسانية والبشرية". بدوره، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الإنسانية "ستيفن أوبراين"، المجتمع الدولي إلى دعم الدول المجاورة لسوريا لمعالجة الأسباب الجذرية التي تجبر السوريين على الفرار والسعي للجوء إلى الخارج، وناشد المسؤول الأممي في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول سوريا مجلس الأمن الدولي بضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي، داعيا أعضاء المجلس إلى تنحية خلافاتهم جانبا والعمل معا لوضع حد "للكابوس الذي يعيش فيه الشعب السوري منذ أكثر من أربعة أعوام".