ترجمة: شيماء محمد كشفت دراسة إنجليزية أن الرومان كانوا يتمتعون بأسنان ولثة صحية أفضل من البريطانيين في العصر الحديث وذلك بفضل عدم التدخين وانخفاض احتمالات الإصابة بمرض السكري. من خلال فحص أسنان أكثر من 300 جمجمة عثر عليها في مقبرة رومانية – بريطانية في بلدة بوندبري، جنوب غرب انجلترا، اتضح أن نسبة 5% فقط من الجماجم، كانت تعاني من مشاكل الفم بدرجة "معتدلة إلى شديدة"، مقارنة بنسبة حوالي 30 % من السكان البالغين في المجتمع البريطاني اليوم يعانون من التهاب اللثة المزمن. وأرجع الخبراء الاختلاف في النسبة إلى ظهور التدخين وتزايد معدلات الإصابة بمرض السكري. وفي هذا الصدد، قال البروفيسور فرانسيس هيوز، الباحث الرئيس للدراسة بكلية كينجز لندن، "كنا مندهشين جدا من النتائج التي تفيد بأن أمراض الفم الشديدة في الرومانيين على ما يبدو أقل شيوعا بكثير من السكان الأوربيين المعاصرين، على الرغم من حقيقة عدم ظهور استخدام فرشاة الأسنان أو زيارة طبيب الأسنان كما نفعل اليوم". وأضاف "لا يبدو أن الأنظمة الغذائية الفقيرة نسبيا لهؤلاء الناس هي التي ساهمت في التخلص من التهابات اللثة وتسوس الأسنان. ولكن كان بسبب أن السكان غير مدخنين ولديهم مستويات منخفضة جدا من احتمالات الإصابة بمرض السكري، وهذه قد تكون من العوامل الرئيسية في تحديد مدى انتشار المرض". خلال تلك الفترة – بين 200 و 400 بعد الميلاد – كانت الأمراض المعدية والولادة يمثلان أكثر سببين شائعين للوفاة. وأوضح البروفيسور هيوز أن أمراض اللثة والأسنان تم اكتشافها في أسلافنا، بما في ذلك في بقايا محنطة في مصر، كما تم الإشارة إليها في كتابات البابليين والآشوريين والسومريين وفي وقت مبكر للصينيين". ومن جانبها، قالت سيفا موليسون، الباحث المشارك في الدراسة، إن النتائج أظهرت وجود تدهور كبير في صحة الفم بين العصر الروماني والعصور الحديثة. وأضافت "من خلال التأكيد على الدور المحتمل للتدخين، لاسيما في تحديد القابلية لأمراض الأسنان والتهابات اللثة المتدرجة، هناك إشارة حقيقية أن هذا المرض يمكن تجنبه"، مشيرة إلى أنه مع انخفاض معدلات التدخين بين السكان، سنرى انخفاضا في انتشار هذا المرض".