القواعد العسكريه إحدى استراتيجيات الولاياتالمتحدةالأمريكية الهامة للسيطرة على العالم وخاصة القارة الأفريقية والوطن العربي، و شهدت الفترة الأخيرة دخول العديد من دول القارة في صراعات ومشكلات سياسية، ورفض العديد من الدول الإفريقية وجود موضع قدم أمريكي على أرضها، لذا بحثت الولاياتالمتحدة عن وسيلة أخرى للسيطرة على أفريقيا من خلال القواعد العسكرية ولكن خارج القارة حتى يتثنى لها السيطرة على القارة بشكل أشمل. وفي هذا السياق؛ قال موقع أوول أفريكا إن مجلس الشيوخ الأسباني وافق الخميس الماضي، على إقامة قاعدة عسكرية أميركية دائمة جنوب إسبانيا يتمركز فيها 2200 من عناصر قوات البحرية (المارينز) الأمريكية، قادرين على الانتشار السريع عند حدوث أزمات في إفريقيا. ويتمركز نحو 800 جندي أميركي من قوة "الرد السريع" في مورون دي لا فرونتيرا قرب اشبيلية، تم نشرهم أخيراً بعد الهجوم الذي تعرضت له البعثة الأميركية في بنغازي الليبية في العام 2012، وصادق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حزب "المحافظين" على تعديل معاهدة الدفاع الأميركية – الإسبانية لزيادة عديد القوة وجعلها دائمة،وفي يونيو الماضي، وقع البلدين الاتفاق الذي يعدل شراكة الدفاع 1988، وستكون المهمة الرئيسة للقوة حماية السفارات الأميركية في إفريقيا وإجلاء المدنيين والتدخل في النزاعات. انطلق التواجد العسكري الأمريكي تدريجيا، فوق التراب الإسباني الأندلسي، منذ سنة2011، حين وافق رئيس الحكومة الإسباني، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، على تواجد قوات من الجيش الأمريكي بقاعدة «روتا» العسكرية التي لا تبعد عن مدينة سبتة والفنيدق سوى ب 170 كيلومتر، وبدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية في نشر أربع بوارج بحرية في إطار منظومة الدرع الصاروخي التابع للحلف الأطلسي في أوربا. وبعد تولي اليمين الإسباني مقاليد الحكم بإسبانيا، استخدمت إدارة أوباما ضغوطات مماثلة على مدريد، لتنتهي بقبول رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، بتواجد 500 عنصر من قوات مشاة «المارينز»» الأمريكية، وثمان طائرات حربية بقاعدة مورون، بمبرر التدخل العسكري في حال نشوب أزمات طارئة في شمال إفريقيا، وتقديم خدمات لوجستية محدودة النطاق لحماية منشآتها والعاملين بها، وللمواطنين في مناطق عمليات البعثة الأمريكية بشمال وغرب أفريقيا. وقبل قرار الحكومة الإسبانية الأخير بقبول «أفريكوم» فوق ترابها، كانت مدريد قد سمحت خلال شهر مارس 2014 بتجديد مؤقت للجيش الأمريكي وقبول زيادة عدد من مشاة البحرية الأمريكية التي بلغت 850 عنصرا من المارينز، وهو عدد وصل أحيانا إلى 1100 و17 طائرة عسكرية، شاركت حينها في التدريبات الثنائية والمتعددة الأطراف في أوربا وأفريقيا، ليرتفع العدد حاليا إلى 3500 جندي و40 طائرة، فيما كشف مصدر عسكري ل»المساء» أن الغلاف المالي للقاعدة العسكرية الأمريكية سيبلغ 29 مليون دولار في البنية التحتية. منذ ثلاث سنوات وقعت اللجنة التوجيهية الإسبانية الأمريكية على أربع اتفاقيات إدارية تنسيقية تقضي بالسماح لأربع مدمرات بحرية أمريكية بالتواجد بقاعدة روتا العسكرية بإقليم قادس من أجل «حماية إسبانيا» ودول الاتحاد الأوربي، وكشفت مصادر إسبانية أن الأمر يتعلق بالبوارج البحرية»يو إس إس روس» USS» دونالد كوك»، و»يو إس إس بورتر» و»يو إس إس كارني»، مضيفة بالقول بأن إقامتها بالقاعدة العسكرية الإسبانية يأتي بهدف حمايتها لكونها شريكا في برنامج حلف الناتو ضد الصواريخ الباليستية. جاء التوقيع على الاتفاقيات الأربع بعد مصادقة مجلس الوزراء الإسباني عليها يوم 7 أكتوبر 2011، والذي يأذن بنشر مدمرات «أجيس» الأربعة للبحرية الأمريكية في القاعدة البحرية روتا ومنحها المرافق التي تسمح بتمركز دائم لها ولطواقمها، ووضعت فرق العمل الأربعة الخاصة بهذا الاتفاق بموجب لجنة التوجيه، والمتخصصة في مجالات التدريب والبنية التحتية والعمليات، والصيانة، ووثائق نقل التكنولوجيا إطارا لتنسيق الإجراءات التي تؤدي إلى نشر سفن. ويعتبر المراقبون أن فتح إسبانيا أذرعها للتواجد الأمريكي العسكري فوق ترابها يأتي تماشيا مع اتفاقية وقعتها مدريد سنة 1988 مع الولاياتالمتحدةالأمريكية تسمح لها بتمركز مؤقت ل 2285 جندي أمريكي بكل من قاعدة روتا الإسبانية ومورون حيث تم نشرها بالفعل، كما سمحت بتواجد 7035 جندي أمريكي، وكذلك قدم مهندسون من البنتاجون إلى القاعدة لوضع اللمسات الأخيرة على القاعدة التي يوجد مقرها الدائم في غولبورت بولاية ميتسوري، والتي يتم تغيير أعضائها كل ستة أشهر إلى القاعدة الإسبانية الأمريكية في إقليم قادس جنوب إسبانيا. وحسب تقارير عسكرية إسبانية، فإن جنرال البحرية الأمريكي جيمس جونس المكلف بأوربا وإسرائيل والمشرف على القارة الإفريقية كان هو من وضع اللمسات الأولى على هذا المشروع الإسباني الأمريكي الذي يدخل في سياق الحرب على الإرهاب، على حد قوله، ومن المتوقع أن تتحول قاعدة «مورون» في مدة قصيرة إلى قاعدة لاستقبال القوات العسكرية في طريقها من وإلى أفغانستان والعراق وأمريكا، كمحطة استراحة.