فيما يتم التركيز على أزمة اللاجئين الذين يحاولون بشتى الطرق عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، يفر مئات اليمنيين من الأوضاع المتردية في بلادهم بعبور خليج عدن أملاً في الوصل بسلام إلى جيبوتي، والصومال. وفي هذا السياق، قال موقع "ديفنس وان" الأمريكي إنه اعتبارا من أغسطس 2015، أوضح مركز متابعة النزوح الداخلي، أن عدد النازحين اليمنيين وصل إلى مليون و439 ألف شخص، نتيجة العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن، مضيفا أن أزمة اللاجئين تضاعف بشكل كبير بسبب الأزمة السورية، والأوضاع في العراق، فالوضع أصبح كارثيا. ويضيف الموقع أن اللاجئين يعانون من حالة يأس، ويحاولون الوصول إلى المناطق المستقرة سياسيا على الأرض، كما أن اليمن معروفة منذ فترة طويلة أنها أحد مناطق الصراع، وتعاني من المشاكل والمصاعب الاقتصادية، خاصة مع قربها من منطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، حيث الصومال وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي، فقد ذهب اللاجئون الصوماليون إلى اليمن. ويشير الموقع إلى أنه قبل تصاعد الأحداث المفاجئ في اليمن، كانت تستضيف نحو 246 ألف لاجئ، 95% من أصل صومالي، فقد تكثف القتال في الشوارع، وفي العاصمة صنعاء، وعدن، فالصوماليون الذين مزقتهم الحرب خلال فترة التسعينات فروا إلى اليمن، والآن انعكست الأوضاع، وبدأ اليمنيون في الفرار. ومن جانبها، قالت إحدى اللاجئات اليمنيات، في الصومال:" لم نكن نعرف ما هي أرض هرجيسا أو الصومال، والآن هربت أنا وأمي وشقيقاتي الثلاث، بعدما دفعنا للمهرب مبلغ 100 دولار للفرد، وفي رحلة استمرت 30 ساعة، عبر خليج عدن". ويوضح الموقع الأمريكي أنه خلال الفترة الأخيرة تعرضت الحكومة الصومالية لانتقادات المجتمع الدولي، بعدما أعلنت عن وقف استقبالها لقوارب اللاجئين، حيث صرح وزير الداخلية الصومالي، أن بلاده لا تمتلك البنية التحتية للتعامل مع تدفق اللاجئين الجدد. قال ممثل مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين "يوهانس فان دير كلاو" في تصريحات له، إن أربعة من بين كل خمسة يمنيين باتوا مؤخرا في حاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية أي ما يقدر ب 21 مليونا من أصل 25 مليونا وأن من بين أولئك الذين يحتاجون للمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين. وأضاف "في هذه اللحظة هناك 250 ألف لاجئ في اليمن بما في ذلك 240 ألف صومالي وعشرة آلآف شخص من جنسيات أخرى مثل الإرتيريين والإثيوبيين والسوريين والعراقيين وغيرهم وعلى الرغم من أنهم كانوا يعيشون في اليمن منذ عقدين من الزمن وحاولوا كسب لقمة العيش وعلى الرغم من توثيقهم فإن الكثيرين منهم فقدوا وظائفهم في القطاعين الرسمي وغير الرسمي نتيجة الحرب الحالية إذ أن النساء والصغار غير المصحوبين والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة هم الأكثر ضعفا" . وقال "كلاو" إن الحرب ولا سيما في الجنوب أدت إلى تفريق العديد من اللاجئين في المناطق الحضرية الذين إما عادوا إلى مخيم للاجئين في حاراس أو إلى المحافظات الأمر الذي مثل تحديا كبيرا للمفوضية في مواصلة تقديم المساعدة لهم، وذكر أن مخيم اللاجئين في حاراس في جنوب اليمن لا يزال يعمل ولكن بتكلفة كبيرة فقد كان مسرحا للمعارك الكبيرة حيث لا يزال توصيل الإمدادات للمخيم يشكل تحديا كبيرا.