مكامير الفحم النباتى هو مهنة وصنعة لآلاف من المواطنين يعملون فيها ويتكسبون رزقهم، والفحم أيضا سلعة مطلوبة للسوق حيث لا غنى عن استخدامها فى المقاهى والمطاعم، ولكن تظل المكامير أحد أهم مصادر تلوث الهواء وجلب الأمراض وخاصة الصدرية منها للمواطنين بسبب القرب الشديد لمكان تواجد هذه المكامير والمساكن ،حيث توجد جميعها على تخوم القرى والمدن السكنية . ويوجد على تخوم مدينة دمياط الجديدة وبالتحديد بجوار ترعة حلاوه وهى الحد الفاصل بين مدينة دمياط الجديدة مدينة كفر البطيخ،يوجد فى هذا المكان أكبر تجمع لمكامير الفحم بمحافظة دمياط ،حيث يوجد مالا يقل عن 100مكمر فى تجمع كبير جدا لإنتاج الفحم النباتى ،ذلك بخلاف العشرات من تلك المكامير منتشرة بقرى مركز كفر سعد وكفر البطيخ وغيرها من قرى المحافظة . وبالرغم من الإعلان المستمر لوزراة البيئة عن سعيها لإيجاد بيئة نظيفة خالية من التلوث، نراها تقف عاجزة أمام ظاهرة مكامير الفحم حيث يتلخص ما تقوم به وزارة البيئة تجاه تلك المكامير فى فرض غرامات على أصحابها وفقط وتظل تعمل ليلا ونهارا مصدرا سحب سوداء من جراء حرق الأشجار وتتسبب فى إصابة الناس بالأمراض وتلوث الهواء الذى يستنشقونه. عادل جمعة، من سكان دمياط الجديدة، يقول: يوجد بالقرب من سور مقابر دمياط الجديده ما يزيد على مائة مكمر للفحم ونحن سكان الحى الأول نتضرر منها أشد الضرر لقرب هذه المكامر من سكننا والهواء يحمل لنا أدخنة سوداء تظهر حتى على الغسيل المنشور على الأحبال ونتنفس نفس الهواء بما يحمل من تلوث بيئ ،وظهر هذا التلوث واضحا على صحة أبنائنا حيث أصيب الأولاد بأمراض صدرية ،لأن تلك المكامر تعمل فى الدورة الواحده قرابة الأربعين يوما ،وتتوقف أيام قليلة لإخراج ما تم عمله ثم تعاود الكره مرة أخرى ولا ندرى ماذا نفعل وأين دور الحكومة ووزارة البيئة ووزارة الزراعة من كل ذلك. على رضوان ، أحد ملاك مكامير الفحم، يقول: الفحم شئ مهم جدا وأساسى وسلعة مطلوبة وتفتح مئات من البيوت للعاملين فيها ،ولو فيه مشكلة فيها كصنعة فلابد أن تبحث لنا الدولة عن حل يقلل من مشاكلها ولكن لا تغلقها أو تجرمها لأنها صنعة ويعمل فيها الكثير من أبناء البلد . ويضيف ،أنه منذ اكثر من أربعين عاما وهو مستأجر ل5 فدادين، يدفع لهم سنويًا 15 ألف جنيه. أضاف أنه يعمل فى مكمورة الفحم الواحدة ما بين 7 إلى 10 أشخاص، ويتراوح أجر العامل منهم من 80 إلى 130 جنيهًا فى اليوم الواحد.. مشيرًا إلى أنه من أشهر أنواع الفحم، فحم أشجار الجوافة، والزان، والكافور، والزيتون، لافتًا إلى أن معظم الإنتاج من هذه المكامير يتم بيعه فى السوق المحلية، وخصوصًا للمطاعم والمقاهى. أيضا يقول محمود عادل، أحد العاملين فى المكامر، أن وزارة البيئة ووزوارة الزراعة لاتتركهم فى حالهم ودائما يلاحقونهم بالغرامات والمحاضر دون بحث حقيقى عن مخرج يرضى الجميع فى مشكلة تلك المكامر ،ويؤكد أنه قام بدفع 1200 جنيه فى محضرين فقط، أحدهما من وزارة الزراعة، والآخر من وزارة البيئة، مطالبًا الحكومة بالتدخل لتقنين أوضاع هذه المكامير. أشار إلى أنه طلب من جهاز تعمير مدينة دمياط الجديدة بتوفير قطعة أرض مساحتها ألف متر داخل المنطقة الصناعية بمدينة دمياط الجديدة، لإنشاء أفران آلية لصناعة الفحم ، حيث يتكلف الواحد 400 ألف جنيه. وكان المهندس محمد عبدالغنى، عضو مجلس الأمناء بمدينة دمياط الجديدة، أكد أن مجلس الأمناء عقد اجتماعًا مؤخرًا مع أصحاب هذه المكامير، وتم الاتفاق على غلقها جميعًا، واستبدالها بأفران حديثة متوافقة مع البيئة