تعتبر مكامير الفحم المنتشرة بكفر البطيخ ومدينة دمياط الجديدة واحدة من أخطر الكوارث البيئية التى تدمر صحة المئات من مواطنى محافظة دمياط ، فمكمورة الفحم عبارة عن وسيلة بدائية لإنتاج الفحم عن طريق حرق كميات من الأخشاب يتم وضعها فى حفرة تختلف مساحتها حسب كمية ونوع الأخشاب منها يكون 10 م× 10م أو 4 م× 4م وبعمق مترين، وتظل مشتعلة لمدة لا تقل عن 40 يوما. وخلال هذه المدة ينتشر الدخان الكثيف المنبعث منها فى طبقات الجو، مما يلوث الهواء، والخطورة أن هذه المكامير توجد وسط مناطق سكنية، مما عرض السكان إلى الكثير من الأمراض الصدرية نتيجة استنشاق هذا الهواء الملوث ، ورغم خطورة هذه الظاهرة إلا أنها حتى الآن لم تلق اهتماما واضحا من المسئولين بوزارة البيئة أو المحافظة، ولم يتم التعامل معها بالطريقة العلمية الصحيحة لإزالتها أو تقنينها، لتظل تلك المكامير وسيلة لإطلاق السموم فى هواء لم يعد يتحمل أى نوع آخر من الملوثات . يقول " أحمد السيد – صاحب إحدى المكامير" أن المكمورة تبيع إنتاجها للمقاهى والمطاعم ، ويعمل بالمكمورة الواحدة من 5 : 8 أشخاص يبلغ متوسط أجر العامل يوميا حوالى 80 جنيها، ويزيد الإقبال على الفحم فى فصل الشتاء، والكثير من أصحاب المكامير يحرر ضدها محاضر من قبل إدارة البيئة وجهاز التعمير بالمدينة، رغم أن هذه المكامير موجودة منذ السبعينيات، وأصبحت مصدر رزق للكثير من العاملين بها. ويضيف " محمد عبد الغنى – عضو مجلس أمناء دمياط الجديدة " أن هناك عشرات المكامير البدائية الموجودة على ترعة حلاوة بجوار مقابر المدينة، ويخرج منها كمية غير عادية من الدخان ليلا، وهو ما أصاب الكثير من الأهالى والأطفال بالأمراض الصدرية، ولذلك تدخل مجلس الأمناء بالاشتراك مع جهاز التعمير بالمدينة، وقمنا بمطالبة أصحاب المكامير بأن تقوم كل مجموعة منهم بشراء عدد من أفران الفحم (صديقة البيئة ) نظرا لتكلفتها التى تصل إلى 500 ألف جنية للفرن الواحد، ولكن تتميز بإنتاجها للفحم يكون بعد ثلاثة أيام فقط بدلا من 40 يوما والتى تكفى لإنتاجه بصورته الحالية ولكن توقف المشروع عقب قيام ثورة 25 يناير، كما لم يستمر اتفاقنا مع أصحاب المكامير بأن تعمل المكمورة نهارا فقط، ولذلك لابد أن تتدخل وزارة البيئة لحل تلك المشكلة وتوفير تلك الأفران ( صديقة البيئة ) حتى لو توصل الأمر للاتفاق مع أحد البنوك أو الصندوق الاجتماعى لتوفير قروض بفائدة بسيطة حتى يستطيعوا شراءها ويرتاح مواطنو المدينة من هذا الكابوس الذى يدمر صحتهم وصحة أولادهم . ويؤكد " كمال عباس مدير إدارة البيئة بدمياط قمنا بإصدار قرارات إزالة لحوالى 52 مكمورة بتلك المناطق، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية ونحن فى انتظار الدراسة الأمنية لتنفيذ تلك القرارات .