قال وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي في كلمته، إن المسرح على رأس أولويات الدولة لأنه يلعب دورًا هامًا في المعركة التي تخوضها وزارة الثقافة ضد التطرف، وأن هذه الدورة ستشهد تغييرًا تاريخيًا للمهرجان، حيث تتحمل الدولة تكلفتها كاملة بعد زيادة ميزانيته. وأضاف «النبوي»أن ما نشهده حاليًا من عودة الروح للمسرح المصري بإنتاج عروض متميزة وبالإقبال الجماهيري الحاشد، واستمرار جولات العروض في المحافظات المختلفة تمثل دليلًا على الدور الكبير المنوط بالمسرحيين، بعدما قدم الشعب رسالة واضحة على أنه قادر على الحياة وقهر الصعاب وفي مقدمته مبدعيه الذين ينتظر منهم العمل ليظل هذا الشعب صامدًا. فيما أشار رئيس المهرجان- المخرج ناصر عبد المنعم، إلى أن هذه الدورة تشهد مضاعفة قيمة جوائزها، وتم اختيار العروض فيها على أساس الجودة لا الكم، حيث انخفض عدد العروض عن الدورات السابقة، رغم غزارة الإنتاج هذا العام، لصالح ارتفاع مستوى ما تقدمه العروض المتنافسة من رؤى فكرية وفنية، كما أشار إلى هذه الدورة التي تتزامن مع الذكري العاشرة لشهداء المسرح المصري في حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف، تشهد احتفاءً خاصًا بهذه المناسبة، حيث تعطرت أسماء ثلاثة جوائز بأسماء ثلاثة من الشهداء، وهي جوائز: الدكتور محسن مصيلحي لأفضل مؤلف صاعد، الدكتور صالح سعد لأفضل مخرج صاعد، وجائزة حازم شحاته لأفضل داماتورج والتي تمنح لأول مرة بدءًا من هذه الدورة، وهو تقليد سيتواصل في الدورات القادمة. «مطرح ما تمسرح مسرح» بدأ حفل الافتتاح بعرض استعراضي كرنفالي قصير –15 دقيقة- يعبر عن دور المسرح وأحلام وقضايا المسرحيين، جمع بين شخصيات المهرجين المرحة ونماذج لشخصيات من الأدب المسرحي المصري والعالمي على جانبي المسرح، فارتدى الممثلون ملابس الشخصيات، وضفر العرض بين الأغنيات والاستعراضات المرحة للمهرجين ومونولوجات لعدد من الشخصيات الدرامية الأشهر في تاريخ المسرح العالمي من مسرحيات هاملت ومكبث ومن المسرح المصري من مسرحيات صلاح عبد الصبور الشعرية وعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهم، ليشكل منها خطابا دراميًا يعبر عن دور المسرح في إنارة العقول وإيقاظ الفكر والضمير من خلال اقتباسات من مونولوجات من أهم المسرحيات، وكما حمل العرض رسالة التواصل مع تاريخ المسرح المصري والعالمي على مر العصور، لم ينس دوره، في التعبير عن قضايا مجتمعه من خلال المونولوجات المختارة في العرض حول الصراع على العروش، وخطورة دوران عجلة سفك الدماء والتنبيه من الأخطار والفساد الذي يسبب انهيار الأمم فيما لم يتجاهل بشارة القادم في مسرحية صلاح عبد الصبور «ليلي والمجنون»، بجيل آخر "يأتي من بعدي من يعطي الألفاظ معانيها". كما تناول العرض من خلال كلمات الأغنيات مفهوم المسرح وقضاياة ومطالب المسرحيين خاصة بفتح المسارح المغلقة وغيرها كما ترددت في الأغنيات مقولة "مطرح ما نمسرح مسرح" كأنها تحية لأحد شهداء المسرح المصري في بني سويف الكاتب مؤمن عبده، استلهامًا لعرضه "آخر الشارع" مؤكدًا أن المسرح يجب أن يوجد حيث يوجد الناس، والفنان الذي يقدم إبداعه وفكره وينحاز لقضاياهم ولو كان في آخر الشارع، أو في الساحات وليس المسارح الفخمة، العرض إخراج الدكتور جمال ياقوت، صياغة درامية وأشعار الدكتور مصطفى سليم، ألحان شريف الوسيمى، ديكور وإضاءة عمرو عبدالله، ملابس ناهد عباس استعرضات ضياء ومحمد، وبطولة مجموعة من شباب المسرح، منهم أحمد طلب، ليلى حسن، أحمد علي، نورهان أبو سريع، أحمد عودة، بسمه ماهر وفتحي الغريب والمطربون أحمد شرف، هبه رسلان وفارس. قدم حفل الافتتاح الفنانات دعاء طعيمة وسامية عاطف، وشهد تكريم عدد من رموز المسرح المصري هم: الكاتب لينين الرملي، أستاذ الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور سمير أحمد، الناقد والأكاديمي الدكتور حسن عطية، ومن الراحلين: الفنانة سناء جميل، وتسلم درع تكريمها الكاتب الكبير لويس جريس، الفنان حسن مصطفى وتسلمت درع تكريمه الفنانة ميمى جمال، الكاتب والمخرج والناقد محمد الشربينى، وتسلم درع تكريمه نجله، واسم المخرج الدكتور هانى مطاوع، وتسلمت درع تكريمه نجلته. والفنان محمد عوض الذى يكرم للمرة الأولى بعد رحيله، وتسلم تكريمه المخرج عادل عوض ونجلته الفنانة جميلة عوض آخر عنقود مبدعي عائلة عوض. فيما اشتعل المسرح بالتصفيق عند تكريم الفنان خالد صالح الذي تحمل هذه الدورة اسمه وتسلم درع تكيمه نجله أحمد، ووقف جمهور الحفل محييا النجمة بوسي التي لم تتمالك دموعها عند صعودها لخشبة المسرح لتستلم درع تكريم الفنان نور الشريف الذي اختاره المهرجان ليكون شخصية المهرجان هذا العام وهو تقليد جديد على أن تحمل الدورة القادمة اسمه. يتنافس على جوائز هذه الدورة 34 عرضًا بعد اعتذار عرض "ماراصاد" إخراج عصام عمر إنتاج جامعة الاسكندرية بسبب مشاكل إدارية في الجامعة، تمثل العروض مختلف جهات الإنتاج التابعة للدولة، وعروض المستقلين وشباب الجامعات والمجتمع المدني ويرأس لجنة التحكيم الفنان محمود الحديني وتضم في عضويتها :الدكتور محمد أبوالخير- رئيس قطاع الإنتاج الأسبق، الدكتور سامي عبد الحليم- أستاذ التمثيل بمعهد الفنون المسرحية، عازفة الهارب العالمية الدكتورة منال محيي الدين، أستاذة البالية الدكتورة لمياء محمد، فنان الديكور الدكتور نبيل الحلوجي، المخرج هشام جمعة، الكاتب عبد الغني داود، الدكتور حاتم حافظ أستاذ النقد بمعهد الفنون المسرحية، والمخرج إسماعيل مختار مدير مسرح الغد مقررًا.