دقت أجراس المدارس في قطاع غزة لتعلن عن بداية العام الدراسي الجديد؛ فحمل طلاب المدارس الحكومية حقائبهم وانطلقوا إلى مدارسهم، حيث كان عدد هؤلاء الطلاب قد بلغ 792 ألف طالب وطالبة، والمدارس الخاصة قد وصل عدد الطلاب فيها إلى 295 الف طالب وطالبة، وتوجهوا إلى مدارسهم التي تعرض عدد كبير منها إلى القصف والتدمير جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. فيما تعطلت الدراسة بجميع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وفي اليوم الاول من بداية العام الدراسي الجديد أعلن اتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن تعليق العمل والدوام الدراسي لجميع طلبة الوكالة في اليوم الأول لبدء العام الدراسي الجديد، وذلك احتجاجًا على القرارات التي اتخذتها "أونروا" مؤخرًا. فيما عادت مدارس الوكالة إلى العمل مجدداً بعد أسبوع من الإضراب، وسط تحديات كبيرة ومخاوف بالانقطاع مجدداً. وفي مؤتمر صحفي عقدته وزارة التربية والتعليم في مدرسة الشجاعية التي تعرضت للقصف أعلنت فيه عن بدء العام الدراسي الجديد بالرغم من الصعوبات والمعيقات الجمة التي يعاني منها السلك التعليمي أبرزها تدمير عدد من المدارس وانقطاع رواتب المعلمين في قطاع غزة وصعوبة تمكنهم من الوصول لمدارسهم بسبب عدم امتلاكهم لأجرة المواصلات وعدم وجود موازنة تشغيلية لوزارة التربية والتعليم. وقال رئيس اتحاد الموظفين، الأستاذ سهيل الهندي الثلاثاء إنَّ التحديات التي فرضتها علينا "أونروا"، والتي تمثلت في زيادة عدد الطلاب بحيث يصل إلى 50 طالبا داخل الفصل الواحد، ومنح الموظفين اجازة استثنائية بدون راتب، دفعتنا لاتخاذ إجراءات تصعيدية منذ بداية العام الدراسي. وتم الخروج بأكبر مسيرة احتجاجية يشارك فيها 13 ألف موظف انطلقت من مقر الوكالة الرئيس في مدينة غزة وصولاً إلى مقر الأممالمتحدة، وذلك من أجل انتزاع حقوق الموظفين. وكانت "أونروا" أعلنت عن افتتاح العام الدراسي في موعده الاثنين، بعد أسابيع من تحذيرات أطلقتها عن إمكانية تأجيله بسبب وجود عجز مالي بقيمة 101 مليون دولار في ميزانيتها. واستمر الاضراب أسبوعاً كاملاً حتى يوم الاثنين الماضي حيث أعلن مجلس أولياء الأمور لطلبة مدارس الأونروا في قطاع غزة عن قراره بدء العام الدراسي في جميع مدارس الاونروا وتجميد كافة الفعاليات حتى العاشر من سبتمبر. وقال زاهر البنا رئيس مجلس أولياء الأمور في بيان له تلاه أمام مقر الأونروا أنه بناءً على رغبة ووعد مفوض الاونروا بيير كرهينبول قررنا بدء العام الدراسي اليوم، آملين أن تُحل كافة الإشكاليات خلال العشرة ايام القادمة. وقال البنا: "إننا نأمل من مدير برنامج التعليم عدم إجراء أيَّة تنقلات بين المدرسين وأن يتم الالتزام بالتشكيلة القديمة 38 طالباً إلى أن يتم لقاء مفوض الاونروا". من جانبه، قال اتحاد الموظفين العرب، في "أونروا" في بيان له، إنّه المفوض العام للوكالة بيير كرينبول سيزور غزة في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، لبحث قرارات الوكالة الأخيرة. ولفت الاتحاد، إلى أنه وفي حال لم تتراجع "أونروا" عن قرارتها ستتواصل الاحتجاجات وتعليق الدوام الدراسي مجدداً. هذه الاحداث بجملتها تسببت بحالة من الاضطراب والخوف من قبل الأهالي على مستقبل أولادهم فتعطل الدراسة بالنسبة لهم يعني تدمير مستقبل أبنائهم فبعضم ما زال ينتظر إلى أين ستصل هذه المشاكل والبعض الآخر قام بنقل أبنائه إما للمدارس الحكومية المكتظة بالطلاب أو للمدارس الخاصة المكلفة بالنسبة للكثير من المواطنين. اختتمت البديل جولتها في هذه التفاصيل لتصل ختاماً إلى المواطنين الذين قالت إحداهم وهي المواطنة غادة قنديل 32 عاماً، قالت في مقابلة لها مع البديل: "لدي اثنين من الأبناء ملتحقون بمدارس وكالة الغوث أحدهم في الصف الخامس والآخر في الصف السابع، بعد بدء هذه المشكلة فكَّرت جيداً بنقلهم لمدارس الحكومة ولكني لم أستطع بسبب انتهاء فترة التسجيل وتوقف الحكومة عن عملية نقل الطلاب بين المدارس وخصوصاً من مدارس الوكالة، وأنا لا أستطيع أن أدفع لهم رسوم المدارس الخاصة لأنها مكلفة جداً ولا أستطيع تحمل نفقاتها"، وأضافت قنديل: "يجب على وكالة الغوث تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين وخصوصاً في قطاعي التعليم والصحة اللذان لا يجوز التفريط بهما أبداً".