كريمة: تخرج أعشار متعلمين.. عفيفي: مسؤولية الأوقاف نصر: غير خاضعة للإشراف وتخرج محرضين على العنف أصبحت معاهد إعداد الدعاة تشكل خطرا كبيرا يتمثل في نشر أفكار تخالف صحيح الدين، لاسيما بعد اهتمام الدولة بمسألة تجديد الخطاب الديني، وبحسب الإحصائيات، يجد أكثر من 68 معهد دعاة بلا رقيب، ولا إشراف من الأزهر، أو وزارة الأوقاف، وتأتي الخطورة من كون أن من يتخرج هذه المعاهد يحصل على صك بأنه داعية معتمد رسميا، ويستطيع التحدث في وسائل الإعلام واعتلاء منابر المساجد. أيدت وزارة الأوقاف قرار غلق معاهد إعداد الدعاة، وعدم السماح بافتتاح أو استمرار عمل أى معهد من معاهد إعداد الدعاة أو الثقافة الإسلامية إلا إذا كانت مناهجه معتمدة بصفة رسمية من الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف، وحصوله على موافقة كتابية من إحدى المؤسستين على الإشراف الكامل على المعهد المراد فتحه أو استمرار عمله حتى لا يمثل منبعا للتشدد الفكري. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هناك 3 أنواع من المعاهد منها التابعة للجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية مثل العزيز بالله في الزيتون والدعوة السلفية بسوهاج، وهناك من يتبع لبعض الطرق الصوفية مثل العشيرة المحمدية بالدراسة، ومنها ما يتبع مراكز الثقافة بوزارة الأوقاف. وأضاف "كريمة" أن هذه الكيانات لا علاقة بينها وبين وزارة الأوقاف التي تختص بالأمور الدعوية، فهي تقوم بأعمال تعليمة دينية يختص بها الأزهر وليس الأوقاف، مشيرا إلى أن الموضوع ليس في الإشراف أو عدمه ولكن المحتوي والمضمون الذي تقدمه هذه الكيانات التي تعد معظمها تابعة لجمعيات ثقافية بوزارة التضامن الاجتماعي وهنا تأتي المسئولية، موضحا أن عدد هذه الكيانات أكبر بكثير مما يقال بأنها 68 معهدا للدعاة فقط. وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على أن معظم المعاهد تتبنى مبادئ وأفكارا تخدم توجهاتها، ولا علاقة لها بصحيح الإسلام فهي أخلاط من الجمعية الشرعية والسلفية والإخوان مع بعض المقررات من الأزهر. وأضاف كريمة أن السلفية فكر وهابي 100%، أما العشيرة المحمدية فهي فكر صوفي مع بعض المقرات من الأزهر، في حين أن مراكز الثقافة بالأوقاف لها سياسة مذبذبة بين عام وآخر وتقدم مواد سطحية لا تسمن ولا تغني من جوع. وتابع: المحصلة من هذه الكيانات هي تخريج أدعياء أعشار متعلمين يصبحوا متعالمين يشهرون في وجه المجتمع صك أو سند بأنه يستحق التصريح لاعتلاء المنابر، فلا يعقل أن يأتى أحد ويقضى بضعة أشهر في أحد المعاهد ثم يحصل على ورقة من الجهة التى درس بها حتى لو كانت الأوقاف ليصرح له باعتلاء المنبر، وفيما يتعلق بمعاهد الأوقاف فإن الدراسة فيها غير وافية وغير كافية لتخريج الدعاة نظرا للمدة القليلة التي لا تأهل الدارس إطلاقا لممارسة العمل الدعوي بعد حصوله على شهادة منها. وأشار كريمة إلي أن الحل لعلاج هذه المشكلة هو إنشاء معهد "الإمامة والخطابة" بجامعة الأزهر بالقاهرة وعواصم المحافظات، شرط أن يكون المتقدم أو المنتسب لا يقل مؤهله عن الثانوية العامة ويدرس فيما لا يقل عن سنتين متواصلتين دراسة أزهرية عميقة كي يؤهل للعمل في الدعوة. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، عميد كلية العلوم الإسلامية، وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن معاهد الدعاة مرتبطة ارتباطا وثيقا بوزارة الأوقاف ولا تخضع لإشراف الأزهر وهناك شروط وضوابط موضوعة لتنظيم إنشاء معاهد الدعاة تسأل عنها الأوقاف. وأكد عفيفي على أن الأزهر الشريف ليس مسئولا إلا عن المعاهد الأزهرية، ووزارة الأوقاف هي الجهة المعنية بالإشراف على معاهد الدعاة وفقا للشروط والضوابط التي تضعها لإمكانية ممارسة النشاط التعليمي لإعداد الدعاة. وأوضح عفيفي أن الأزهر يرفض أي فكر مخالف للفكر الوسطي ولقيم ومبادئ الإسلام، ولكن النظم الإدارية ترجع إلى وزارة الأوقاف. وقال الشيخ محمد عبد الله نصر، خطيب ميدان التحرير، إن معاهدة إعداد الدعاة التابعة للجمعية الشرعية مؤسسة دينية موازية تفرغ دعاه منغلقين متطرفين بمناهج وهابية سلفية ساهمت في خلق جيل جديد من الدعاة المتطرفيين ونشر أفكارهم بين ملايين المصلين. وأضاف نصر أن هذه المعاهد أدت إلى السيطرة على ما يقرب من 300 ألف مسجد تابع للجمعية الشرعة وأنصار السنة، مشيرا إلى انعدام الرقابة على هذه المعاهد، وأخطرها معهد مجد الاإسلام بعبود والعزيز بالله بالزيتون، فقد تخرج منهم قيادات في الجماعات الإسلامية المحرضة علي العنف. وكشف نصر عن أن هناك أساتذة من جامعة الأزهر يدرسون في هذه المعاهدة ويتقاضون رواتب لنشر الأفكار المتطرفة، مؤكدا على أن الحل يتمثل في إغلاق هذه المعاهد حتى لا تنتشر الفكر الوهابي والتطرف، مع إنشاء معاهد لإعداد الدعاة تكون تابعة لجامعة الأزهر وتشرف عليها الأوقاف لتدريس المنهج الوسطي للإسلام.