التيار السلفى يسيطر على المعاهد ومناهجها تنشر الفكر الوهابى..والأوقاف هددت بإغلاقها المدرسون من تلاميذ سيد قطب وأغلب الدارسين أجانب وأفارقة والتواصل يتم بالفيس بوك لترغيبهم فى دراسة العلوم الشرعية ناجح إبراهيم: خطب الأوقاف لا علاقة لها بالواقع.. والوزارة تتبع سياسة الإغلاق بدلًا من الإشراف 68معهد دعاة فى مصر متهمة بتصدير الإرهابيين لسوريا والعراق! 15 معهدًا منها تابعة لجمعية أنصار السُنة و37 تابعة للجمعية الشرعية.. و20 معهدًا تابعة لجمعية الفرقان فى الإسكندرية.. هذه المعاهد لا تخضع لرقابة وزارة الأوقاف ويعتبرها البعض مراكز تفريخ للإرهابيين. وزارة الأوقاف لم تجد حلًا أمام معاهد تفريخ الإرهابيين سوى التهديد بتجميد عملها إذا لم تخضع لإشراف الوزارة ومؤسسة الأزهر، وأن يتم مراجعة مناهجها وتنقيحها، قرار الأوقاف أثار جدلًا واسعًا خاصة أن البيان أقر فى إحدى فقراته أن الوزارة لن تسمح باستخدام المعاهد بابًا خلفيًا للتطرف والإرهاب، وهو ما فسره البعض على أنه اعتراف ضمنى بأن بعض هذه المعاهد استخدمتها جماعات وتنظيمات باعتلاء المنابر، علاوة على المعلومات التى توفرت لدى الجهات الحكومية حول تلك المعاهد واستخدامها فى تدريس مناهج تم استيرادها من الخارج خلافًا لمناهج الأزهر والاوقاف. معاهد خارج السيطرة البداية كانت من إحصاء على الموقع الرسمى لوزارة الأوقاف، والذى جاء فيه أن «إعداد الدعاة» غير الخاضعة لرقابة الدولة وصلت إلى 68 معهدًا، وهم 15 معهدًا تابعًا لأنصار السنة، و37 معهدًا تابعًا للجمعية الشرعية، و20 معهدًا تابعًا لجمعية الفرقان ومقرها الرئيسى بالإسكندرية، ولا يخضع أي منهم لرقابة الأوقاف سوى 19 معهدًا تابعين بالأساس للوزارة ويطلق عليهم مراكز الثقافة الإسلامية ويدرس بها أساتذة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، بينما يسيطر على الباقين أصحاب الفكر المتطرف والمتشدد. من جهته أكد إبراهيم وهدان جهادى منشق، أن أغلب المعاهد تدرس دون قصد مناهج تؤدى فى النهاية إلى التشدد والتطرف فى الدين مما ينتج عنه فرز عناصر متطرفة تفكر فيما بعد فى السفر إلى الخارج والجهاد مثلما حدث فترة التسعينيات حينما سافرنا إلى أفغانستان للجهاد ضد الروس، لأن القائم على توصيل الرسالة غير مدرك خطورة المرحلة الحالية. وتابع وهدان: أغلب الدارسين داخل المعاهد من الأجانب والأفارقة حيث يتم التواصل معهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وترغيبهم فى القدوم إلى مصر ودراسة العلوم الشرعية، وهو أمر محبب لا شك فى ذلك، ولكن الكارثة أن أعضاء هيئة التدريس داخل تلك المعاهد ليسوا من علماء الأزهر، بل هم تلاميذ سيد قطب الأب الروحى للفكر التكفيرى وفى ظل الأوضاع الأمنية التى تعيشها مصر الآن ونشاط الجماعات التكفيرية داخل سيناء لا أستبعد أن ينضم هؤلاء الأجانب إلى تلك التنظيمات، ولكن هذا لا يمنع ضرورة مراجعة مناهج تلك المعاهد بدلًا من إغلاقها. وأكد الشيخ أسامة القوصى ل«الصباح» أن هناك نوعان من معاهد الدعاة، الأول وهى التابعة للجهات الحكومية المتمثلة فى وزارة الأوقاف ولا خوف منها لأن مناهجها تمت مراجعتها من قبل الازهر، أما النوع الثانى وهى معاهد الجمعيات الخيرية وعلى رأسها معاهد الجمعية الشرعية ولمن لا يعرف فإن تلك المعاهد مخترقة من قبل جماعة الإخوان، ومعاهد أخرى تابعة لأنصار السنة ومناهج تلك الجماعة بمثابة قنبلة موقوتة وحذرت منها قبل ذلك، وأغلب الذين سافروا إلى الشيشان والعراق وسوريا تخرجوا من تلك المعاهد، ويتبقى لنا معاهد جمعية الفرقان وهى لا تختلف عن سابقيها. أما عن المناهج التى تدرس داخل تلك المعاهد، فيؤكد القوصى، أن أغلب المناهج إن لم يكن جميعها قادمة من السعودية وعلى وجه الخصوص الفكر الوهابى المتطرف كمعارج القبول لحافظ بن أحمد، وبعض مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، مما أدى فى نهاية المطاف إلى سيطرة السلفية التكفيرية على المساجد وعلى رأسهم مسجد التوحيد برمسيس وخطيبه فوزى السعيد وهو الصديق المقرب للشيخ محمد عبدالمقصود، وكذلك الشيخ نشأت أحمد وسعيد العربى، كما سيطر الفكر السلفى المتشدد على مسجد العزيز بالله فى منطقة حلمية الزيتون. واستطرد القوصى: معاهد إعداد الدعاة تمنح تصاريح الخطابة للخريجين وهى تصاريح لا يعترف بها فى مساجد الأوقاف وبالتالى لا يكون أمامهم إلا مساجد الجمعية الشرعية وأنصار السنة وعليه وقعت تلك المساجد فى قبضة الإخوان وكان الشيخ وجدى غنيم دليلًا صارخًا على سيطرة الإخوان على مساجد الجمعية الشرعية، حيث كان يتم التعدى على شيوخ الأزهر إذا ما اعتلوا المنابر وهناك حادثة شهيرة لضرب شيخ أزهرى فى مسجد العزيز بالله عقب ثورة 25 يناير. الأزهر ومعاهد الدعاة على جانب آخر، أكد عبدالغنى هندى منسق حركة استقلال الازهر، أن مثل معاهد الدعاة التى خاطبتها وزارة الأوقاف هى أيقونة لإثارة الفتن لأنه ليس من حق أى شخص ممارسة العمل الدعوى إلا خريجى الأزهر بعد أن يتم اختباره أكثر من مرة والتأكد من مدى صلاحيته للعمل الدعوى، خاصة أن خريجى تلك المعاهد درسوا لمدة عامين وهى مدة غير كافية ثم نجدهم يخرجون يتهكمون على الأزهر وتعاليمه. وتابع هندى: لابد من تجريم عمل هذه المعاهد بالقانون لأنها مصدر للفكر الوهابى المتطرف داخل مصر، وهى معاهد لإعداد تكفيريين مؤكدًا أن الأمر تحول فى نهاية المطاف إلى سبوبة. وفى المقابل رصدت الصباح، رد الفعل الرافض لقرار وزارة الأوقاف حيث أكد الدكتور ناجح إبراهيم الباحث فى الجماعات الاسلامية، أن وزارة الأوقاف كان عليها مراجعة مناهج تلك المعاهد بدلًا من التهديد بإغلاقها، خاصة أن تلك المعاهد تقوم بنشاطات اجتماعية وثقافية داخل المسجد لا تقوم بها الأوقاف وسياسية «اغلق» التى تتبعها الوزارة مرفوضة لأنها عطلت كل شىء ولم تجد البديل المناسب وأنا مع سياسة الإشراف لا الإغلاق. واستطرد إبراهيم: لا أرى أى تشدد فى المناهج التى تدرس داخل تلك المعاهد فأغلبها تعاليم فقهية بسيطة، ويعتبر مشايخ تلك المعاهد بمثابة المتنفس الوحيد للمصلين لأن خطب وزارة الأوقاف لا علاقة لها بالواقع.