هوت أسعار النفط إلى أدنى مستواياتها فى لندن، خلال الأسبوع الجاري، وبلغ سعر خام برنت لعقود 15 سبتمبر 48.76 دولاراً للبرميل، وهو أدنى سعر منذ 6 سنوات، فيما انخفض سعر خام غرب تكساس لذات العقود إلى 42.38 دولاراً، وتوقع بعض الخبراء انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 40 دولاراً خلال الربع الجاري من العام المالي. ورغم أن دول الخليج، خاصة المعتمدة فقط على الصادرات النفطية، لديها احتياطات مالية ونقدية ضخمة، إلا أن هناك مخاوف من استمرار هبوط أسعار النفط لمدة طويلة واستنزاف الاحتياطات البالغة نحو ترليون دولارًا، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل عجز الموزانة السعودية إلى 140 مليار دولار خلال عام 2015/2016. وقال "بانك أوف أميركا ميريل لينش" الأميركي إن عجز ميزانية أبوظبي ربما يرتفع إلى 20% من إجمالي ناتجها الإجمالي. وتتجه السعودية إلى زيادة مبيعات الخامات المكررة في شكل مشتقات بدلاً من الخام لتغطية الخسائر الكبيرة الناجمة عن انخفاض اسعار النفط، وتجري السعودية تحولات سريعة لتصبح أحد أكبر مراكز تكرير النفط في العالم من خلال التوسع بقارتي آسيا وأميركا. توقع الدكتور عبد الطلب عبد الحميد، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، استمرار انخفاض البترول عالميًا خلال 3 سنوات مقبلة بنسبة تصل من 40-50%، موضحًا تأثيرة الإيجابى على الاقتصاد المصرى بسبب انخفاض دعم المواد البترولية وتقليل عجز الموازنة العاملة لدولة. وأوضح عبد الحميد، إن انخفاض أسعار النفط العالمية يصب في صالح الدول المستوردة لأنه سيساهم في تقليل قيمة فاتورة وارداتها الخارجية، كما أن مصر من أكبر المستفيدين بهذا الانخفاض، لأنها تستورد نصف احتياجاتها من المواد البترولية تقريباً. وأشار عبد الحميد، إلى عدم تراجع أسعار الوقود محليا رغم انخفاض الأسعار العالمية؛ نظرًا إلى أنه لايزال مدعما حتى بعد الزيادة الأخيرة المقررة من قبل الحكومة في يوليو الماضي، والمواطن لن يشعر بأي تحسن في ظل اتجاه الدولة لإلغاء دعم الوقود بشكل كامل خلال 5 سنوات. وأضاف عبد الحميد، أن الغاء الكروت الذكية لا يصب لصالح المواطن البسيط بعد إهدار 30 مليون جنيهًا على الدعاية، بحسب تصريحات صادرة عن غرف القاهرة التجارية، معتبرًا الحكومة الحالية غير قادرة على تحقيق التعافى للاقتصاد المصري فى ظل تدهور الأوضاع السياسية. ولم يستبعد عبد الحميد، احتمالات تأثر دولتي السعودية والكويت بالسلب نتيجة انخفاض السعر العالمي للبترول، كما تتسع فجوة عجز الموازنة لدى كلاهما لنفس السبب، خصوصًا مع ارتفاع الانفاق السعودي على العمليات العسكرية، خلال حربها مع دول الجوار. واتفق معه الدكتور محمد عبد المنعم، رئيس شعبة المواد البترولية بغرفة القليوبية، إن انخفاض البترول، يؤثر على مصر إيجابيًا، ولكن لن يشعر به المواطن البسيط، فى ظل استمرار دعم الدولة للمحروقات، قائلاً «مصر دولة غلبانة بتمد ايدها علشان تاكل من ورا المعونات». وأضاف عبد المنعم، أن انخفاض سعر البترول عالميًا؛ نتيجة صراع الدول العظمى وإخضاع الدول النامية للسياسات الغربيه، موضحًا أن الاحتياطى النفطى للعراق زاد بنسبة 150% مقارنة بالعام الماضى. يذكر أن السعودية رفضت خفض حصص انتاجها عام 2014، بعدما انخفض سعر برميل النفط لأقل من 40 دولار، فى ظل التضييق الاقتصادي على دولتي إيران وروسيا، بجانب تهريب تنظيم داعش الإرهابي للنفط العراقي والليبي، بجانب الطفرة فى قطاع الطاقة بأمريكا، ما دفعها إلى اتخاذ خطوة تصدير النفط.