في الوقت الذي تهب فيه رياح التفاؤل النسبي من جنيف بشأن مفاوضات الفرقاء السياسين بليبيا، تظهر الخلافات والتقسيمات داخل كل فريق، ففي الوقت الذي يؤكد فيه مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون أن الأزمة على مشارف الحل، تظهر تعقيدات أخرى ولكن داخل حكومة طبرق التي يعترف بها المجتمع الدولي. بدت حكومة طبرق في الفترة الأخيرة مرتبكة بصورة واضحة لاسيما بعد استقالة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني وعزوفه بعد ساعات قليله عن الاستقالة على لسان المتحدث باسم الحكومة ما يوضح أن هناك خلافات كثيرة داخل أروقة النظام الطبرقي، تقسم البرلمان إلى فريقين الثني وحلفائه من جهة وقائد الجيش الليبي خليفه حفتر وحلفائه من جهة أخرى. تقول الأوساط الإعلامية إن صراع الأجنحة هو الذي دفع بالوزير الأول عبد الله الثني إلى الإعلان عن استقالته من منصبه على الهواء خلال لقاء تلفزيوني، بعد أن تسربت معلومات حول خلافات بينه وبين الفريق خليفة حفتر حول إدارة المعركة ضد المسلحين في مدينة بنغازي وسرت ودرنة فضلًا عن خلافات في إدارة ملف المفاوضات الدائرة بجنيف. هذه الخلافات ظهرت بوضوح في جلسة البرلمان الأخيرة عندما تم طرح أسم العميد مسعود أرحومة لتولي وزارة الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة، الأمر الذي أغضب رئيس البرلمان عقيلة صالح، وبسببه علق عضويته لمدة أسبوعين، حيث أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي عبدالكريم المريمي، أن «رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح قويدر علق عضويته بسبب ترشيح العميد مسعود أرحومة لمنصب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة. جاءت أسبباب اعتراض عقيلة صالح على تولي العميد "أرحومة" لحقيبة الدفاع كونه بحسب المريمي «عليه العديد من الملاحظات وهو محال للتحقيق في عدة قضايا ولم يمتثل فيها للتحقيق بعد، كما أنه لم يقم بواجبه العسكري تجاه جبهات القتال في ليبيا. كان من المقرر في هذه الجلسه بحسب أعضاء البرلمان الليبي منح الثقة للعميد مسعود أرحومة المرشح من قبل حكومة عبدالله الثني المؤقتة، إلا أن الجلسة تحولت لمعركة كلامية بين نواب موافقين علي منح الثقة للوزير المرشح، وبين رئيس مجلس النواب. يعتبر عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي حليف قوى للفريق خليفه حفتر، الذي تم تفويضه من قبل البرلمان في مارس الماضي بمهام القائد العام للجيش الليبي، بعدما خاض عقيله معارك داخل قبة البرلمان مع من يعترضون على تسليم هذا المنصب لحفتر. وعلى الصعيد الأممي، قال برناردينو ليون المبعوث الأممي إنه يأمل في إقناع ممثلي أطراف الأزمة في هذا البلد، المشاركين في جولة الحوار المتواصلة بمدينة جنيف السويسرية، بعقد اجتماع في قاعة واحدة بمقر الأممالمتحدة بمدينة جنيف السويسرية، وأبدى ليون تفاؤلا كبيرا في إمكانية تحقيق اختراق في مواقف الأطراف المتصارعة، خاصة بعد أن قبل المؤتمر الوطني العام الحضور إلى جنيف، وقال إن ذلك يُعد بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق مسار الحوار السياسي الليبي. وشكّل حضور ممثلي برلمان طرابلس إلى جنيف، تطورا إيجابيا في الحوار الليبي، وهو ما أعطى إمكانية مناقشة القضايا الخلافية التي أخّرت التوقيع على مسودة اتفاق المصالحة بعد أن قبل المبعوث الأممي بمناقشة مطالبها خلال لقاء الجزائر، الذي أعاد الروح إلى مسار محادثات كادت أن تنهار في آخر لحظة بدون أن يتأكد حتى الآن، إمكانية نجاح هذا الحوار بسبب الصراعات الحادة بين الفرقاء وتباين مواقفهم حد الاقتتال.