في ظل الحراك الدبلوماسي الكبير التي تقوم به روسيا لحلحلة الأزمة السورية، وفي إطار استعداداتها للتحضير لمؤتمر "جنيف3″ الخاص بسوريا بعدما لمت شمل المعارضة في اجتماع مؤخرًا، يواصل الجيش السوري تقدمه في عدة مناطق استراتيجية بالداخل السوري وعلى الحدود اللبنانية السورية. أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو بدأت الخطوات العملية لإعداد مؤتمر "جنيف3″، وقال نائب وزير الخارجية "ميخائيل بوغدانوف"، "يجب أن يدرك الجميع أن جنيف 3 ليس لقاءً منفصلاً، بل عملية تفاوض ستتطلب توافر الإرادة السياسية والصبر والوقت، إننا نرى أن عقد مثل هذا المؤتمر يستحق دعمنا، ولذلك بدأنا الخطوات العملية للإعداد لجنيف3″، وتابع الدبلوماسي الروسي قائلاً إن نتائج لقاءات المعارضة السورية في موسكووالقاهرة يجب أن تشكل قاعدة مشتركة لإجراء المفاوضات مع دمشق في إطار عملية "جنيف3″. وأوضح "بوغدانوف" أنه بالإضافة إلى المشاورات التي أجراها ممثلو المعارضة السورية "على مسار موسكو"، عقد لقاءان مثمران في القاهرة، ومشاورات في بروكسل وأستانا، وأردف "أما الآن، تولدت فكرة توحيد عمليات الحوار كافة، وتحديد المكان والموعد لكي يجتمع المشاركون في اللقاءات السابقة، معتمدين في مناقشاتهم الجديدة على نتائج لقاءات موسكووالقاهرة". توقع نائب وزير الخارجية الروسي أن تبدأ مجموعة الاتصال الدولية حول سوريا التي اقترح المبعوث الأممي "ستفان دي ميستورا" تشكيلها، العمل في أكتوبر المقبل، وأوضح أن مهمة هذه المجموعة التي سيشارك اللاعبون الخارجيون فيها، بضمان الطابع المستقر للمفاوضات بين الأطراف السورية، وفي تنسيق موقف اللاعبين الخارجيين من أجل التأثير على المفاوضين بصورة إيجابية وبناءة. في الوقت نفسه أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا"، أن وفدا الحكومة والمعارضة السورية سيزور روسيا في الفترة 23-30 من أغسطس الجاري، وقالت "زاخاروفا"، إن الاتصالات بشأن التسوية السورية ستستمر في موسكو، حيث سيزور روسيا وفد سوري برئاسة وزير المصالحة الوطنية "علي حيدر"، وسيضم الوفد أيضًا ممثلي المعارضة السورية المعتدلة، وحسب "زاخاروفا" فإن الوفد السوري من المخطط أن يجري في موسكو لقاءات في مجلس الشيوخ، ومجلس النواب، وكذلك مجلس الإفتاء الروسي، إلى جانب محادثات مع مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية "فيتالي ناؤومكين". ميدانيًا؛ سيطر الجيش السوري واللجان الشعبية على قرى الزيارة وخربة الناقوص وتل واسط الإستراتيجيّ في منطقة سهل الغاب بريف حماة، وتقدم بقواته نحو المشيك وقرقور والقاهرة بسهل الغاب، فيما تدور اشتباكات عنيفة في عدد من المواقع ولاسيما بقرية القرقور. بعد خرق الهدنة التي كان متفق عليها بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في مدينة "الزبداني" وفشل المفاوضات، عادت من جديد العمليات العسكرية للجيش السوري هناك، ولكن هذه المرة بقرار الحسم في هذه المعركة المستمرة منذ يوليو الماضي، حيث سيطر الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على حي الزهرة والحارة الغربية في المدينة، ليصبح المسلحون محاصرون في كيلومترين ونصف بوسط المدينة. أمام هذا الحصار انهارت بعض الجماعات المسلحة في المدينة، حيث قامت مجموعة من كتائب "حمزة بن عبد المطلب" التابعة لحركة "أحرار الشام" والذي يعتبر أقوى فصيل على الساحة في "الزبداني"، بتسليم نفسها للجيش السوري والمقاومة في الجزء الشرقي للمدينة. في "دير الزور" استهدف الجيش السوري مواقع ل"داعش" في "الجنية" و"عياش" و"العرفي" و"الحويقة" و"المطار القديم"، وسط معلومات عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف التنظيم، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي تواردت فيه الأنباء عن أن تنظيم داعش يحشد قوات له من أرياف دير الزور واستقدم تعزيزات من ريف الحسكة بهدف شن هجمات على مواقع الجيش في محيط مطار دير الزور العسكري والأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش في المدينة.