لم يستقر الوضع داخل حزب الوفد عند الخلاف بين القيادات في كيفية إدارة الحزب، بل وصل الأمر إلى انقسامات وانشقاقات، وتحركت "كرة الثلج" وازدادت، حتى كون بعض قيادات الحزب جبهة معارضة قوية سميت ب"تيار الإصلاح". وجاء افتتاح مقر تيار الإصلاح، ليكون مسمارًا جديدًا في نعش السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، الذي كثرت في عصره الأزمات والمشاكل الداخلية والخارجية. فعلى مدار عامين، مر الحزب بسلسلة من الأزمات، بدءًا بكسر وديعته التي كانت تقدر بنحو 90 مليون جنيه في 2010 مع بداية ولاية البدوي كرئيس للحزب، ومع بداية المدة الثانية في مايو من العام الماضي، أصبحت الوديعة 17 مليونًا، حسبما قال فؤاد بدراوي، السكرتير العام السابق للحزب وأحد مؤسسي تيار الإصلاح. بالإضافة إلى تدهور وضع الحزب في المشهد السياسي وفشله في تشكيل تحالف انتخابي أو قائمة تجمع القوى السياسية استعدادًا للانتخابات البرلمانية القادمة، وحتى قائمة "في حب مصر" التي شارك فيها بعد انهيار قائمة "الوفد المصري" التي شكلها الحزب، أصدر البدوي بيانًا صحفيًّا أكد فيه أن القائمة تابعة للمخابرات، ثم تراجع بعد ذلك، مرورًا بالقضية الجنسية التي اتهم فيها أحد أعضاء الحزب بمحافظة القليوبية، وانتهت بالتصالح، وصولاً إلى أزمة التصريحات مع حزب المصريين الأحرار والاتهامات المتبادلة بين الجانبين باستخدام الطائفية وتراجع دور الحزب وهروب المرشحين من حزب الوفد، انتهاءً بتدشين تيار الإصلاح الوفدي، الذي افتتح مقره مساء أمس، والذي لا يبعد سوى خطوات قليلة عن المقر الرئيسي للحزب بالدقي. من جانبهم، سارع قيادات حزب الوفد الموالين ل"البدوي" بإصدار عدد من البيانات الصحفية التي تؤكد مرارًا وتكرارًا بأن الأخير الرئيس الشرعي للوفد وفقًا لانتخابات حرة نزيهة، كما سارع "البدوي" بطلب تجديد الثقة من أعضاء الهيئة العليا للحزب وقيادات المحافظات أكثر من 5 مرات خلال 13 شهرًا مدة ولايته كرئيس للحزب. وقال محمد عبد العليم داوود، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن هناك تمويلات تأتي من بعض السفارات الأجنبية لزعزعة استقرار حزب الوفد، مؤكدا أن هناك قيادات سابقة للوفد أعلنت هذا بنفسها، من بينهم محمود أباظة، رئيس الحزب السابق، عبر حوار مع إحدى الصحف، موضحا أن ما يحدث الآن في حزب الوفد ليس في مصلحة أي عضو سواء مؤيدا أو معارضا. وأضاف "داوود" أن حزب الوفد يعتبر أعرق وأكبر الأحزاب الموجودة في مصر، ومحاولات دخوله في نفق من الصراعات ستؤثر بالسلب علي المشهد السياسي، خاصة أنه من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لافتا إلى محاولات جرت لتقارب وجهات النظر بين قيادات حزب الوفد وما يسمي بتيار الإصلاح، لكنهم رفضوا وأصروا المضي في طريق الانقسام والصراعات. على الجانب الآخر، قال فؤاد بدراوي، أحد مؤسسي تيار الإصلاح، إن الهدف من تشدين المقر الجديد تجميع الوفديين تحت مظلة واحدة وتوحيد صف كل الرافضين لسياسيات رئيس الحزب الذى أضاع كل الفرص للتوحيد، بجانب تراجع دور الحزب على الساحة السياسية. وأكد "بدراوى" أن التيار سيمضي في طريقه الذي يهدف إلي رحيل القيادة الحالية التي أهدرت ميزانية الحزب، وفشلت في تشكيل تحالف انتخابي، حيث سجل الحزب موقفا مخزيا بالانضمام إلي إحدى القوائم الحديث وفقا للشروط التي وضعتها، ما ينال من حزب الوفد وتاريخه العريق.