منذ اندلاع ثورة 25 يناير ، وعلى مدى خمسة وخمسين شهرا ، والشعب المصري يعيش في مناخ متقلب بين الخوف والرجاء ، وقد تحمل هذا الشعب الكثير والكثير من إهدار دماء الآلاف من أبنائه ، ما بين شهداء ومصابين ، وسلب حرية عشرات الآلاف خلف أسوار السجون والزنازين ، وأوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة تزداد سوءا يوما بعد يوم ، في ظل أجواء انسداد سياسي واحتقان أمني ، الأمر الذي ينذر بمزيد الانهيار ، واتساع دائرة نزف الدماء واستنزاف مقدرات الوطن ، ما يوجب على كل عاقل البحث عن مخرج سياسي عاجل وعاقل لإنقاذ مصر . وهذه المبادرة التي أقدمها وأطرحها للنقاش الهادىء لكافة العقلاء في مصر ، من كافة التيارات والانتماءات السياسية ، لها عدة منطلقات أساسية ، هي : 1. هي مبادرة من " مواطن " مصري مستقل ، لم ينتم يوما لحزب أو جماعة ، وإن تفاعل بقلمه مع قضايا الوطن على مدى أكثر من ربع قرن . 2. الهدف الأسمى منها هو إنقاذ " مصر " من مصير " الدولة الفاشلة " الذي يسر العدو الرابض على حدودنا الشرقية . 3. مصلحة هذا الوطن فوق كل اعتبار ، وتتقدم على أشواق ومصالح قيادات أية " مؤسسة " أو " جماعة " . 4. الجيش المصري هو الرصيد الاستراتيجي الباقي والواقي لهذا الشعب ، ولا ينبغي أن يكون سوء تقدير بعض قياداته سببا للنيل منه . 5. جماعة الإخوان المسلمين جماعة دعوية وسياسية عريقة ، وكشأن أي تيار سياسي ، لها ما لها ، وعليها ما عليها ، بيد أنها تحظى بحضور شعبي كبير يستعصي على إفنائها . 6. المعادلة الصفرية الجارية حاليا في البلاد بين النظام والجماعة ، ستقود البلاد حتما إلى صراع كارثي طويل الأمد . 7. بعض القوى الإقليمية والدولية تغذي الصراع الداخلي ، ويهمها أن تبقى مصر مشغولة بنفسها . 8. من يظن أن الموقف الدولي والعامل الاقتصادي سيساهمان في إسقاط النظام فهو واهم . 9. السياسة هي فن الممكن ، والحديث عن " الشرعية " لا بد وأن يرتبط ب " الواقعية " . 10. الاعتراف بالأمر الواقع ، لا يعني منح شرعية مطلقة له . تلك هي المنطلقات العشر الأساسية التي ينطلق منها " مواطن مصري مستقل " لطرح بنود مبادرة ، حرصت فيها على أكبر قدر من " التوازن " و " العدالة " و " العقلانية " في ظل المعطيات الحالية ، أما بنود المبادرة العشر ، فهي : 1. تعلن جماعة الإخوان المسلمين " تجميد " أي نشاط سياسي لها لمدة عشر سنوات ، ويمتنع أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة عن الاشتغال بالعمل السياسي خلال هذه الفترة . 2. تعلن الجماعة " تجميد " نشاط حزب الحرية والعدالة خلال نفس الفترة . 3. إعادة إدراج " جمعية الإخوان المسلمين " كجمعية خيرية دعوية تقدم الخدمات الدينية والتعليمية والصحية ، ويحظر عليها أي نشاط سياسي وفق قانون الجمعيات الأهلية ، وتسترد كافة أموالها ومقاراتها وإمكانياتها المصادرة أو المتحفظ عليها . 4. الإفراج الفوري عن " جميع " المعتقلين من كافة التيارات السياسية ، ورد كافة الأموال النقدية والعينية التي تم التحفظ عليها ومصادرتها . 5. تقديم تعويضات فورية إلى ذوي ضحايا فض الاعتصامات والمظاهرات . 6. الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية خلال ثلاثة أشهر تتم بإشراف دولي ، وإشراف قضائي محلي ، ويتم إعلان نتائجها الأولية في اللجان الفرعية . 7. تشكيل اللجنة العليا للانتخابات من شخصيات عامة " مستقلة " ، قانونية وقضائية وسياسية وأكاديمية وإعلامية ، وأقترح أحد عشر شخصية ( مع حفظ الألقاب ) : مصطفى كامل السيد ، عمرو حمزاوي ، محمد سليم العوا ، طارق البشري ، نادر فرجاني ، حمدي قنديل ، فهمي هويدي ، عبدالغفار شكر ، محمد سيف الدولة ، أهداف سويف ، أمين اسكندر . 8. إجراء انتخابات المجالس المحلية خلال ثلاثة أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية . 9. يكمل الرئيس عبدالفتاح السيسي مدته الرئاسية الحالية ويتعهد بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة في يونيو ( 2018 ) . 10. كافة بنود المبادرة في حالة موافقة كافة الأطراف المعنية بها ، لابد وأن يتم إعلان هذه الموافقة بشكل " متزامن " . وبعد ، هذه هي منطلقات المبادرة الثماني وبنودها العشرة ، وهي لا تلبي " كل " طموحات كافة الفرقاء على الساحة السياسية ، ولكنها تجمعهم على الحد الأدنى من التوافق الذي هو فرض عين في هذه الظروف على كل مصري يحب هذا الوطن ، تجنبا لمزيد من المرارات والانقسامات ، ونبذا لأجواء التربص والتوجس والتخوين ، فيا عقلاء مصر الحبيبة من كل التيارات ، هلموا إلى إنقاذها من الإنهاك والإفشال ، والله تعالى من وراء القصد ، منه نستمد العون ، إنه تعالى سميع قريب مجيب ، اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد . [email protected]