كثير من الآراء تعلقت بإبداء الشماتة في مرسي وقيادات الجماعة وهم في قفص المحكمة ، وقد لاحظت أنها شماتة أكثر حرقة من تلك التي بدت تجاه الرئيس المخلوع حسني مبارك عندما ظهر للمرة الأولى في القفص ، وبدون شك فإن لتلك المشاعر أسبابا ، بعضها موضوعي وحقيقي وصحيح ، ولا شك أن هناك أخطاء حدثت في عدم القدرة على فهم طبيعة اللحظة التاريخية وبالتالي كيفية استيعاب قوى الثورة وشركاء الوطن والتعامل معهم بإهانة واستخفاف وإقصاء وإرسال رسائل سلبية للآخرين بأن كل شيء انتهى ، وأن الجماعة تولت السلطة ولن تتركها قبل خمسين سنة على الأقل ، المرارات لا تصنع من فراغ ، ينبغي أن نعترف بذلك ، وبعض هذه المرارات من رموز وسياسيين ومثقفين وصحفيين ونشطاء ، أيدوا مرسي في المواجهة الحاسمة مع شفيق ، رمز الفلول ، وقالوا ننصره وندعمه ونقبل به باعتبار ذلك نصرا للثورة والدولة المدنية والشراكة السياسية ، قبل أن يتغير موقفهم جذريا بعد ذلك ويحدث ما حدث . بعض هذه المرارات مفهوم ، ولعله من الصحي والمفيد أن يتم خروجه والتنفيس عنه ولو بالكلمات القاسية ، فالنفوس لا تهدأ ويبدأ مشوار العقل إلا بعد تنفيس براكين الغضب المكبوتة ، لكن في النهاية لا يمكن أن يبنى مستقبل لمصر على مثل هذه المرارات ، فلا يوجد الطرف الذي يمكنه أن يحل المشكلة بأن يلقي بعشرة ملايين مصري مثلا من المختلفين سياسيا معه في البحر أو في الصحراء ، لا بأس أن ننفس عن مراراتنا ونصرف غضبنا ولو بتلك القسوة ، لكن الأهم ، أن نبدأ بعد ذلك وفي أسرع وقت التعامل مع أزمة الوطن ومستقبله بروح أخرى مختلفة ، روح البحث العاقل والعملي عن معالجة الأخطاء الماضية ، والتأسيس لشراكة سياسية حقيقية ، بضمانات كافية ، دستورية ومؤسسية ، تنهي الانقسام الوطني ، وتطلق طاقات البناء للدولة المصرية الحديثة . لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا