«التموين»: تكلفة إنتاج رغيف الخبز 125 قرشا.. وسيباع للمواطن ب20 قرشا من أول يونيو    هل ينقطع الإنترنت والاتصالات عن العالم هذا الأسبوع؟.. مفاجأة مرتقبة    حالة الطقس غدا.. نشاط رياح على القاهرة الكبرى والوجه البحري    «هيئة الدواء» توضح معايير تسعير الأدوية.. «تخضع لآليات محددة»    رئيس الحكومة: إلغاء الدولة للدعم ليس صحيحا على الإطلاق    بالموافقة على اتفاقيات محلية ودولية.. مجلس جامعة بنها يعقد اجتماعه اليوم (تفاصيل)    أونروا: إسرائيل حولت غزة لمكان غير صالح للحياة    الأردن يسيّر قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة تضم 40 شاحنة    الأهلي يستفسر من "كاف" على موعد ومكان السوبر الأفريقي    كولر يطلب ضم 4 لاعبين لتدعيم لصفوف الأهلي في الانتقالات الصيفية    هوميلز يفاضل بين 3 خيارات قبل نهائي دوري أبطال أوروبا    مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود الوزارة في ملف دعم المصريين بالخارج    إحالة أوراق سائق للمفتي لإتهامه بقتل زميله بشبرا الخيمة    للنطق بالحكم.. تأجيل محاكمة المتهم بتزوير محررات رسمية في عابدين    التضامن تعلن انطلاق أولى رحلات حجاج الجمعيات الأهلية اليوم (فيديو)    رئيس قطاع الآثار الإسلامية يعلن اكتشافات أثرية بجامع المادراني    فيلم فاصل من اللحظات السعيدة يحقق إيرادات 57 مليون جنيه بدور العرض    المشاط: تبنى القطاع الخاص بأفريقيا لمعايير الاستدامة يدعم جذب الاستثمارات    مواعيد وأماكن لجان قبول اعتذارات الثانوية العامة 2024 في المنوفية    حج 2024| الأزهر للفتوى يوضح أنواع الإحرام    حمزة نمرة يدعم أهل فلسطين: «ارفع البلاء يارب»    صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الصين العام الجاري إلى 5%    اتهام كوريا الشمالية بإرسال بالونات تحتوي على قاذورات وفضلات عبر حدودها مع كوريا الجنوبية    محافظ قنا يتابع الموقف التنفيذى لمشروع السوق الحضارية بمجمع المواقف بقنا    228 طالبا ب"صيدلة الإسماعيلية الأهلية" يؤدون اختبار "مدخل إلى علم الجودة" إلكترونيا (صور)    مزايا تأمينية وحوافز شهرية.. جهاز تشغيل الشباب بالجيزة يعلن فرص عمل جديدة    مهدد بالإيقاف 4 سنوات.. محامي رمضان صبحي يكشف مفاجأة    رئيس جامعة سوهاج يهنئ الدكتور محمد هندي لحصوله على جائزة الدولة التشجيعية    دياب: نحتاج 4 مواسم لضبط مواعيد الدوري المصري مع العالم    محافظ كفرالشيخ يترأس المجلس التنفيذي للمحافظة لمناقشة عدد موضوعات وقرارات خدمية وتنموية    حماس تحمل واشنطن مسئولية المجازر المروعة برفح وتدعوها إلى وقف شراكتها في قتل الفلسطينيين    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس للعام الدراسى المقبل.. تعرف على الأوراق المطلوبة    إخماد حريق داخل منزل فى العياط دون إصابات    بغداد بونجاح ينضم لصفوف الأهلي.. شوبير يكشف الحقيقة    لصرف معاشات شهر يونيو| بنك ناصر الاجتماعي يفتح أبوابه "استثنائيًا" السبت المقبل    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف حاووز مياه في منطقة مصبح شمالي مدينة رفح    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحانات الدبلومات الفنية 2024    بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    «محمد صلاح أم زيزو؟».. مفاجأة في الأسماء المرشحة لقائمة منتخب مصر في أولمبياد باريس (تفاصيل)    وزير الإسكان يبحث وضع خطة عاجلة لتعظيم دور الهيئة العامة للتنمية السياحية    فرقة aespa ترد على رسائل شركة HYPE للتخلص منها    السبت | «متحف الحضارة» يحتفي برحلة العائلة المقدسة    مصطفى كامل يهنئ الدكتور رضا بدير لحصوله على جائزة الدولة التقديرية    القوات الروسية تدمر أحد أكبر مخازن استلام الأسلحة الغربية فى أوكرانيا    لجنة القيد تحت التمرين.. بداية مشوار النجومية في عالم الصحافة    ورش تدريب على ضوابط ترخيص البيوت الصغيرة لرعاية الأطفال في الدقهلية    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    الصحة تناقش مع وزير الصحة السعودى الموقف التنفيذى لمشروعات التعاون المشترك    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    فيديو ترويجي لشخصية إياد نصار في مسلسل مفترق طرق    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    المدير التنفيذي للأهلي: الخطيب لم ينفذ البرنامج الطبي الخاصة به بسبب نهائي إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا و"المعارضة المعتدلة".. من التأسيس إلى الاعتراف بالفشل
نشر في البديل يوم 13 - 08 - 2015

بعد مرور ما يقرب من عامين على تصريحات الإدارة الأمريكية بعزمها تدريب ما يُعرف بالمعارضة المعتدلة في سوريا، تقر واشنطن خلال هذه الأيام بفشل هذا البرنامج، وتتحدث عن ضعف عقيدة المسلحين وقدرتهم القتالية لخوض المعارك، وفي نفس الوقت تؤكد تصريحات المسؤولين الأمريكيين ومواقف الإدارة بواشنطن منذ بدء التشريع لتنفيذ هذا البرنامج أن واشنطن وهي تسعى لضخ أموال وسلاح ومسلحين مدربين إنما تهدف لاستمرار وإطالة أمد المعارك والأزمة في سوريا من أجل إنهاك الدولة واستنزاف مواردها.
في أغسطس 2013، وقبل ظهور تنظيم داعش بالعراق وسوريا، كانت المعارضة السورية بالنسبة لواشنطن تشمل كل من يرفع شعار إسقاط النظام السوري من الجماعات المسلحة، وفي ذلك الوقت كان لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، تصريحات تشير إلى بدء واشنطن النظر في وضع المعارضة السورية ككل، كهدف لإسقاط النظام السوري، حيث قال ديمبسي إن "واشنطن بدأت تعرف أكثر المعارضة السورية المعتدلة، لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات حقيقية"، مؤكدًا أن "قدرا من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين ليس مفاجئا ولم يسبب مشكلة، نظرا لهدفهم المشترك لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد".
في أوائل 2014 كانت الإدارة الأمريكية تتعامل مع مشروع المعارضة المعتدلة بكثير من الغموض، حيث أظهرت بعض التقارير التي أخرجها محللون قريبون من الإدارة الأمريكية أن هناك تناقضا كبيرا بين البنتاجون والمخابرات الأمريكية يوضح أن برنامج المعارضة المعتدلة يعكس افتقاد واشنطن استراتيجية حقيقية من أجل محاربة تنظيم داعش، وأرجع هؤلاء السبب حول تعقيدات واختلاف عميق في الرؤى، إذ أن أجهزة المخابرات لديها مجموعات تريد مساعدتها بالأموال وبالسلاح، وهذا لا يتماشى مع تصور البنتاجون التي تخشى تسليم أسلحة متطورة للمجموعات المسلحة دون أن تضمن جيدا ولاء هذه القوى لواشنطن في المستقبل.
بعد ظهور تنظيم داعش المتطرف وبروزه الإعلامي على الساحة العربية والعالمية أواخر العام الماضي، غيّرت واشنطن موقفها المعلن، إذ بدأت تصريحات وتقارير تخرج من الإدارة الأمريكية بأنه لابد من التفرقة بين المعارضة السورية المعتدلة والمتطرفة، في حين انتزعت الإدارة الأمريكية 500 مليون دولار من الكونجرس لتدريب وتسليح المعارضة التي بحسب منظور الأمريكان تمثل الشعب السوري، من أجل مواجهة داعش والجيش السوري معا.
دخلت تركيا في مايو الماضي على نفس الخط الأمريكي، ودارت مباحثات ومناقشات عديدة من أجل نفس الهدف وهو الترويج لفكرة المعارضة المعتدلة التي قد تكون بديلا في سوريا، وصرح وزير الخارجية التركية تشاوش أوغلو، في مايو الماضي بأن "عملية التسليح والتدريب بدأت مع مجموعات صغيرة من السوريين، واكتملت كل البنى التحتية وعمليات التسليح الضرورية"، مضيفا أن "الأتراك والأمريكيين المسؤولين عن العملية جاهزون"، موضحا أنه تم اختيار المقاتلين بشكل مشترك بين واشنطن وأنقرة.
تحالف أمريكا وتركيا لمد يد العون ل"المعارضة المعتدلة" كان حتى قبل أيام متمسكا برواية تقوية هذه العناصر المعارضة، حتى تبخرت الدفعة الأولى من "المقاتلين المعتدلين" الذين دربتهم أمريكا في تركيا والأردن، وقبل أن يطلقوا رصاصة واحدة اعترف الأمريكيون بفشل برنامج وزارة الدفاع لتدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة، وأعلن المتحدث باسم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن برنامج وزارة الدفاع لتدريب مقاتلي المعارضة في سوريا "فشل فشلا ذريعا"، مؤكدَا أنه "تم القضاء واعتقال واختفاء نصف فرقة المقاتلين حتى قبل أن يحتكوا بداعش"، قائلا إن هذه الخسائر "لحقت بهم نتيجة المعارك مع المتطرفين".
بين التشريع وموافقة الكونجرس الأمريكي على تدريب المعارضة السورية ودعمها بالأموال، وإعلان واشنطن فشل البرنامج أشهر قليلة، لكنها أثارت الكثير من التساؤلات حول أسباب فشل المشروع بهذه السرعة؟ وكيف سقطت أحلام واشنطن بتأسيس معارضة معتدلة بحسب نظرتها؟.
يرد المحللون بأن الإدارة الأمريكية لم تمول مشروعًا أو برنامجًا دون الاستفادة منه على أوسع نطاق، وتشير المعلومات بأن هذه الأموال أصبح أغلبها في أيدي المتطرفين وخاصة "جبهة النصرة" من سلاح ومواد إغاثة أو مقاتلين تم تدريبهم أعلنوا الولاء لها، مما ساعدهم ذلك على البقاء لاستكمال معاركهم.
ثمة تحليلات ظهرت تقول إن الضربة التي وجهتها جبهة النصرة للقوات التي دربتها أمريكا كانت تستهدف إيصال رسالة واضحة إلى أمريكا وتركيا ودول خليجية أن جبهة النصرة مستعدة للقيام بدور "المعارضة المعتدلة" بدلا من إنفاق كل هذه الأموال على صناعة معارضة ليست موجودة على أرض الواقع، الأمر الذي ظهر بوضوح في المقالة التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست قبل أيام قليلة للقيادي في حركة "أحرار الشام" المعروفة بقربها من جبهة النصرة لبيب النحاس، والذي غازل فيها الإدارة الأمريكية لتضع جماعته ضمن معارضة الاعتدال.
وجهت هذه الرسالة لأمريكا بعدما تم التسويق من قبل تركيا وقطر منذ فترة ل"النصرة" على أنها فصيل سوري "معتدل" تطالبه فقط بالخروج من تحت عباءة القاعدة، وكان ظاهرًا ذلك في ظهور أبو محمد الجولاني، أمير النصرة، على قناة الجزيرة وتوصيفه بأنه "ثائر سوري"، رغم مبايعته للظواهري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.