خلال جولة الطمأنه الإقليمية التي يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر" للتأكيد على أن أمريكا لم تدر ظهرها لحلفائها بتوقيعها على الاتفاق النووي مع إيران، وبعد أن التقى "كارتر" الثلاثاء الماضي برئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي يعارض الاتفاق النووي مع طهران بشدة في القدسالمحتلة، رست طائرة الطمأنة مؤخرا في السعودية التي يبدو أنها ستكون آخر محطات "كارتر". بعد أسبوع على توقيع الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني الذي يثير قلق دول الخليج العربي والكيان الصهوني، وصل وزير الدفاع الأمريكي "اشتون كارتر" الأربعاء الماضي إلى جدة قادمًا من الأردن بعد لقاءه "نتنياهو"، للقاء الملك السعودي "سلمان بن عبد العزيز"، ووزير الدفاع "محمد بن سلمان"، وفي محاولة لتهدئة الرعب والذعر والمخاوف التي يشعر به حلفاء أمريكا من تأثير الاتفاق النووي على أمن المنطقة، اقترح "كارتر" تعزيز التعاون العسكري مع الحلفاء التقليديين لواشنطن. حضر اللقاء من الجانب السعودي، ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير "محمد بن سلمان"، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء "مساعد بن محمد العيبان"، ووزير الخارجية "عادل الجبير"، ووزير الثقافة والإعلام "عادل الطريفي"، بينما حضره من الجانب الأمريكي رئيس الأركان بمكتب وزير الدفاع "إريك روزينباخ"، وكبير المساعدين العسكريين "رونالد لويس"، والقائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي "أليسا سلوتكين"، ونائب مساعد وزير الدفاع للشرق الأوسط "اندرو اكسوم". ركزت المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي "آشتون كارتر"، مع "سلمان بن عبد العزيز"، وكبار المسؤولين السعوديين في جدة، على سبل تعزيز الولاياتالمتحدة للقدرات العسكرية الاستراتيجية للمملكة، لتصبح لديها قدرات عسكرية قادرة على التصدي لأي تهديدات عسكرية إيرانية. أكد وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر"، أن الملك السعودي "سلمان بن عبد العزيز"، ووزير دفاعه أبدوا تأييدهم للاتفاق النووي بين إيران والدول الست، وأكد "كارتر" أن التحفظات الوحيدة التي ناقشها مع "سلمان" هي الحرص على التحقق من تطبيق الاتفاق، وقال إنه تم الاتفاق حول التوصل إلى حل سياسي في اليمن. خلال زيارة "كارتر" إلى جدة، سعى القادة السعوديون للحصول على تطمينات حول الاتفاق النووي، وهو ما دفع وزير الدفاع الأمريكي إلى بحث التعاون العسكري مع السعودية والذي يشمل تدريب القوات الخاصة السعودية والأمن المعلوماتي والدفاع المضاد للصواريخ، وحرية الملاحة في مضيقي البحر الأحمر والخليج العربي الاستراتيجيين، وقال وزير الدفاع الأمريكي للسعوديين أن واشنطن مستعدة لتزويد المملكة بكل ما تحتاجه، ليس أسلحة فقط بل أيضًا برامج تدريب عسكريه متطورة للجيش السعودي. زيارة "كارتر" للسعودية في هذا التوقيت تأتي كتأكيد أمريكي على عدم تخلي واشنطن عن ضماناتها بحفظ أمن السعودية ودول الخليج العربية ضد أي تهديدات إيرانية مزعومة، وبعد الزيارة أبدى الجانب السعودي ارتياحه لما عرضه وزير الدفاع الأمريكي عليه من ضمانات لحفظ أمن المملكة والخليج. في المقابل فإن زيارة "كارتر" إلى القدسالمحتلة الثلاثاء الماضي، والتي التقى خلالها رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي يعارض الاتفاق النووي بشدة، جاءت دون فائدة ولم تصيب هدفها، فبعد لقاء "كارتر" برئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، خرج في مؤتمر صحفي أعلن فيه إن "رئيس الوزراء عبر بوضوح عن مخالفته لموقفنا بخصوص الاتفاق النووي"، مضيفاً بأن "وجهات النظر المختلفة تتواجد لدى الأصدقاء"، وأضاف مسئولون أمريكيون بأن هدف "كارتر" من الزيارة لم يكن لتغيير رأي "نتنياهو" حول الاتفاق النووي، بل لتأكيد وقوف أمريكا إلى جانب الأمن الإسرائيلي، في وقت قال فيه مسئول أمريكي حضر الاجتماع إن "نتنياهو" عبر بصراحة عن رفضه القاطع للاتفاق النووي مع إيران. السعودية والكيان الصهيوني يرتعدان من الاتفاق النووي بنفس الدرجة لكن الاختلاف الوحيد هو أن الأخير يجهر بهذا الرعب ويمارس استراتيجية التهديد للخروج بمنافع سياسية أو جوائز ترضية أمريكية تصب في مصلحته. جولات أمريكا الاستراتيجية لطمأنة حلفائها لم تنته بعد فمن المقرر أن يقوم وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، بزيارة إلى الدوحة في الثالث من أغسطس المقبل، للاجتماع مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي وطمأنتهم بأن واشنطن ستعمل معهم للتصدّي لإيران، كما أنه من المقرر أن يزور الملك السعودي "سلمان بن عبد العزيز" أمريكا في الخريف للقاء الرئيس الأمريكي "باراك أوباما".