اندلعت أزمة عنيفة بينه وبين الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، الذي يعتبر من أقدم قيادات الوزارة، والذي باتت ساعات وجوده في الهيئة معدودة، إذ تأكد جميع المؤشرات عزم الوزير على إنهاء ندبه خلال بضعة أيام على الأكثر، وبالتحديد يوم 27 يوليو الجاري، موعد تجديد ندبه. وقد اتخذ الصراع بين الطرفين منحنى جديدًا، بعد أن دخلت جبهة الإبداع الفني على الخط ببيان شديد اللهجة طالبت خلاله المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء بضرورة إقالة الوزير، متهمة إياه بتطبيق سياسة الأرض المحروقة، بتجريد وزارة الثقافة من الكفاءات قبل رحيله، وكأنه ينفذ الأجندة التى عجز علاء عبد العزيز، وزير ثقافة الإخوان عن تنفيذها، وأن الجبهة تتابع فى قلق بالغ خطوات الوزير المدروسة فى تفريغ الوزارة من الكفاءات بسرعة بالغة، قبل مغادرته للوزارة والتى تأخرت كثيرًا، دون توضيح لمبررات استبعاد مسؤول أو استقدام آخر وكأنه يتصرف فى عزبته الخاصة، مشيرة إلى أن الوزير متواضع الخبرة وليس لديه القدرة على اختيار القيادات، وهى أهم ميزة يجب أن يتحلى بها من هو فى مثل منصبه. وفى إطار حرب البيانات فقد صدر بيان آخر نشرته صفحة «ائتلاف وزارة الثقافة المصرية»، منسوب ل«مثقفى مصر وموظفى الهيئة المصرية العامة للكتاب»، يؤيدون خلاله إنهاء انتداب أحمد مجاهد انطلاقاً من الحرص على الإصلاح، وبسبب ما يحدث فى الهيئة من هيمنة «مجاهد» عليها، والفساد الذى تفشى فى فترة رئاسته، والذى أدى إلى غياب الرؤية وتراجع وانحطاط المستوى الثقافى، وكذلك أدى إلى عوامل كثيرة، منها تفشى الفساد والاستبداد والتبعية، وتردِّى حال المثقف المصرى إلى درجة غير مسبوقة من البؤس والشقاء، وأدى إلى غياب رسالة ودور هيئة الكتاب، وهيمنة تكاد تكون شاملة للفوضى والعشوائية فى الممارسة، وطغيان شبه تام للمحسوبية والشللية وحسابات المصالح على حساب رسالة ودور وأداء هيئة الكتاب، وذلك حسبما جاء بالبيان. وفي فيديو متداول، قال المنتج محمد العدل، العضو بجبهة الإبداع، إن عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة، لايملك المقومات التي تؤهله لاستمراره في منصبه، موضحًا أن وزير الثقافة ينفذ سياسة الإخوان. وأضاف، في مداخلة هاتفية عبر برنامج "مانشيت"، على فضائية "أون تي في"، أنه في حالة استمرار وزير الثقافة في منصبه ستكون كارثة كبيرة على الوزارة وأنشطتها، وأكد أن الوزير يعلم جيدًا أنه سيرحل قريبًا، لكنه يطبق سياسة الأرض المحروقة، حيث إنه يجرد وزارة الثقافة من الكفاءات قبل رحيله، وكأنه ينفذ الأجندة التى عجز علاء عبد العزيز وزير ثقافة الإخوان عن تنفيذها. وأصدر عددًا من المثقفين، بيانًا يعلنون فيه رفضهم الكامل لسياسات الدكتور عبد الواحد النبوى، وزير الثقافة، التى وصفوها بالتفريغ والإهمال والتخبط، وأنها تشى بدعم واضح من الوزير للإرهاب والتطرف. وجاء فى نص البيان "نعلن نحن جموع المثقفين من المبدعين والكتاب والفنانين الموقعين على هذا البيان رفضنا الكامل غير المنقوص لسياسات التفريغ والإهمال والتخبط التى تشهدها وتعانيها وزارة الثقافة المصرية فى الأشهر الأخيرة على يد وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوى، تلك السياسات التى تشى بدعمٍ واضح من الوزير للإرهاب والتطرف؛ حيث أن دعم الإرهاب لا ينحصر فحسب فى تمويله أو المشاركة فى أحداثه أو الدفاع عن مجرميه، وإنما يُعَدُّ التواطؤ ضد مجابهته بتفريغ الوعى والتقصير عن حمل الأمانة وأداء الواجب شكلا رئيسيا من أشكال الدعم والرعاية. ومؤخرًا دعا عدد من المثقفين لعقد مؤتمر عام، لمناقشة مستقبل الثقافة فى مصر بحضور كافة التيارات الوطنية والتقدمية، وبدأت الدعوة للمؤتمر حينما تحدث الشاعر شعبان يوسف، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عن رجعية الدكتور عبد الواحد النبوى، ومحاولته تديين الثقافة، وذلك بعدما عقد اتفاقًا مع وزير الأوقاف، للسماح بعقد الندوات فى المساجد، وهو ما وصفه بأنه محاولة للتديين الثقافة. وقال الشاعر والناقد شعبان يوسف، إن عقد بروتوكول مع وزير الأوقاف لإقامة ندوات ثقافية فى المساجد، هى عملية تديين واضحة وصريحة، ومعلنة وسط صمت تام، مشيرًا إلى أن أى مثقف لو أراد الحديث عن إدوارد الخراط، أو نبيل جورجى نعوم، أو هيدرا جرجس، أو مجيد طوبيا، أو مارى تيريز عبد المسيح، سيواجه بالرفض والقوم بأنه حرام، "روح ناقشه فى قصور الثقافة العلمانية أو فى الكنيسة، أو تستضيفه فى ورشة الزيتون الكافرة والملحدة". وأوضح أن محاربة الإرهاب تبدأ من إلغاء كافة القوانين الملتوية والمقيدة للأفواه وتبدأ من التخلص الجذرى أو السعى للتخلص الجذرى من كل الوجوه والكيانات التى أفسدت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فعلى المستوى الفكرى، لماذا لا تحتفل الدولة بفرج فودة، أونصر حامد أبو زيد بشكل رسمى، ونشر مؤلفاتهما؟ يبدو أن الحرب ليست متوازنة الآن، وتبدو أنها ضد مصالح وزير الثقافة، مواجهًا خلالها جبهات عديدة، لن تتنازل عن إقالته، ولن تتهاون في كتابة كلمة النهاية بيدها لمسيرة عبد الواحد النبوي بالوزارة، حتى لو كان الهدف من ذلك، الانتصار لشخص رئيس هيئة الكتاب.