أعلن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو أن تنظيم "داعش" يقف وراء الهجوم الدموي الذي أسفر عن مقتل العشرات في مدينة سروج الحدودية مع سوريا الإثنين الماضي، وفي مؤتمر صحفي عقده في أنقرة قال "داود أوغلو" إن نتائج التحقيق الأولية تدل على ضلوع تنظيم "داعش" في التفجير الانتحاري الدموي، مضيفا "أننا لسنا جاهزين الآن لتقديم أحكام نهائية. وذكر رئيس الوزراء التركي أن هوية منفذ الهجوم لم يتم تحديدها بعد، لكن السلطات ستنشر المعلومات حال توفرها، وأضاف أوغلو أن نشر تعزيزات للجيش التركي على الحدود مع سوريا، الذي بدأ منذ أسابيع، سيتواصل، وأدى تفجير قوي هز مدينة سروج التركية الواقعة عند الحدود مع سوريا الاثنين إلى مقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة نحو 100 آخرين. وكشفت مصادر إعلامية أن التفجير نفذه انتحاري في الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق في حديقة المركز الثقافي بالمدينة، مؤكدة أن انتحاريا آخر كان في موقع الحادث، وتمكنت عناصر الأمن من السيطرة عليه واعتقاله قبل أن يفجر نفسه، وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن الشرطة التركية اعتقلت 21 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي، ثلاث منهم أجانب، خلال عمليات منفصلة في مختلف المدن، على خلفية التفجير الإرهابي في مدينة سوروج، الذي وقع على الحدود مع سوريا. وتضيف الصحيفة أن خلال الشهر الماضي القت الشرطة القبض على نحو 100 شخص يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش، غالبيتهم على الحدود السورية، كما أعلنت قوات حرس الحدود عن اعتقالها ل488 شخص، كانوا يحاولون الدخول إلى تركيا من سوريا، بطريقة غير مشروعة، موضحة أنه كثيرا ما يتم استخدام تركيا كطريق لعبور المقاتلين الأجانب المتوجهين إلى سوريا، للانضمام للجماعات المتطرفة وعلى الأخص داعش، مشيرة إلى أن تفجير سوروج قد نفذته داعش على خلفية مداهمات الشرطة واعتقالات لأفراد التنظيم. وترى الصحيفة أن دخول داعش إلى تركيا هو أمر طبيعي، حيث إن الحكومة مهوسة بقتال نظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، واقتربت من الجماعات المتطرفة، على أمل أنها ستكون قادرة على الإطاحة بالحكومة السورية، ولكن هذا لم يحدث، وقد نجا نظام "الأسد" من الحرب التي تسود سوريا منذ أكثر من أربع سنوات. وتلفت الصحيفة إلى أن تركيا تخشى المزيد من الهجمات المحتملة من قبل داعش داخل البلاد، حيث هناك ما يقرب من 7 آلاف متعاطف مع داعش في تركيا، وجميعهم على استعاد أن يصبحوا إرهابيين، وهو تهديد داخل البلاد يصعب القضاء عليه، وترى الصحيفة أنه على الأرجح كلما ارتفعت نسبه المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية في البلاد، ارتفعت نسبة التهديدات الإرهابية، ولكن في الأخير، يدفع الشعب التركي ثمن سياسات الحكومة الخاطئة في سوريا.