أعلن رئيس الوزراء التركي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة "احمد داود أوغلو" أن تشكيل ائتلاف حكومي مع الحزب المناصر للأكراد ليس مطروحا، وذلك غداة رفض القوميين مثل هذا المشروع، مؤكدا أنه لا يعتقد أن إقامة تحالف مع حزب الشعب الديمقراطي أمر "معقول" داعيا هذا التشكيل الذي أحرز فوزا غير مسبوق بنيله 13% من الأصوات في الانتخابات التشريعية، إلى "تبني موقف واضح وجلي ضد العنف" الذي يقوم به متمردو حزب العمال الكردستاني. هذا الموقف ليس مفاجئا لأن حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الديمقراطي عرضا خلافاتهما غداة الاقتراع الذي حرم حزب العدالة والتنمية من غالبيته الحكومية، وعبرا عن رفضهما لتشكيل ائتلاف حكومي، كما استبعد حزب العمل القومي أيضا الاشتراك في حكومة واحدة مع حزب العدالة والتنمية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن التحركات السياسية المتتالية ل"صلاح الدين دميرتاز"، الرئيس المشارك للحزب الديمقراكي الكردي، والذي يركز على المشكلة الكردية، غير مسار السياسة التركية، خاصة قبل الانتخابات الماضية، مضيفة أن هذه الخطوات سمحت للأكراد بالحصول على نسبة تسمح لهم المشاركة في الحكومة، وقد وجه للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" رسالة، مفادها أنه لن يسمح له بتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، وبفضل تلك الرسالة استطاع جذب العديد من الأصوات اليسارية وااليبرالية، وحصل في نهاية المطاف على 13% من الأصوات، مضاعفا قاعدته الكردية، بارسال 80 نائبا كردي للبرلمان المكون من 550 مقعدا. وتشير الصحيفة إلى أن 80 مقعدا هو نفس عدد المقاعد التي فاز بها حزب الحركة القومية، والذي لا يرغب في أن يكون بجانب الحزب الديمقراطي، لافتة إلى أن عملية السلام الكردية بدأت مع حزب العدالة والتنمية حين كان "أردوغان" رئيسا له، وهي مستمرة حتى الآن بعد تولي "أحمد دادو أوغلو" منصب رئيس الوزراء. وترى الصحيفة أنه منذ الانتخابات، انتقدا "أردوغان" و"أوغلو" بشدة الحزب الديمقراطي الكردي، بسبب عدم طلبه من حزب العمال الكردستاني المحظور عدم إرسال مجموعات مسلحة خارج الأراضي التركية، وقد صرح "أوغلو" أن هذا هو سبب زيارته للحزب في 15 يوليو، وهو لم يحمل وجهة نظر ببشأن التحالف المستقبلي بين الحزبين، على الرغم من أن "دميرتاز" خلال برنامج تلفزيوني، دعا حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح قبل يوم من الاجتماع.